ما أعظم الأمومة وما أضعف الوجود الذي يتسوّل منها الحياة ويملأ سلاله الفارغة من بيادرها الخصبة.
ملح الحياة هي.. وخميرة الوجود.
هي الأرق والأجمل, هي الأنقى والأسمى, هي العدل والحكمة, عروس الأزمنة هي وحاضنة الأجيال.
حبّها يفوق كل حبّ, وجمال نفسها تفوّق على كل جمال, عطاؤها أنبل من كل عطاء... جميلة هي في كل حالة, إيمانها عميق, تواضعها فريد, ومحبتها سامية.
للأمومة أبجدية خاصة بها, كأبجدية الإيمان في كتاب صلاة..
الأم, ينبوع مبارك ليس لعمقه نهاية ولا يُدركه جفاف, مياهه أعذب من شهد العسل, وأصفى من دموع الفجر, كل قطرة منه تروي نفوسنا وتبعث فينا الراحة وهدأة البال.
هي كرمة خضراء تتقلّب فيها الحياة في كل المواسم متحدية قدر الأزمنة والفصول.
هي الجمال والكمال.. هي الخير والسلام.
تتألم بصمت وتضحي بصبر وتتصرّف بحكمة.
هي النغمة الأولى التي تترنّم بها شفاه الطفولة, والقبلة الأولى التي يحتضنها جبين الطفل, والإبتسامة الأولى التي تعرفها عيون الأطفال.
هي الحضن الدافئ الذي نلوذ إليه ليحمينا من القلق والحزن والغربة.
مشاعر الأمومة كقطرات الندى التي تسكبها أجفان الفجر على وجنات الزهر وأوراق الشجر وسنابل الحقول.
لكل زمـن لغة, لكل طـبيعة لغة, للجمـال لغة, للضـمـير لغة, للحـكـمة لغـة, للحياة لغة وللمـوت لغة, للطـفولة لغة, وللإيمـان لغة... وحـده قلـب الأم ينطـق بكل اللـغات, فأي سرّ فيـها وهي الحبيبة؟
كيف لا نكرّم الأمومة وهي التي تحمل بين يديها معجم الحياة, كيف لا نكرّمها وهي التي اختارها الرب لتكون أحضانها مهداً للأجيال؟
فتعالوا.. نهرق الطيوب أمام مذبح الأمومة ونعطّره بالمسك والعنبر, تعالوا نجمع من الحقول الورود البيضاء وننثرها على دروب الأمهات عربون وفاء لعطاءاتهن الكثيرة.
أمي.. يا أحبّ حبيبة.. أيّ الهدايا في العيد أهديك؟ أأهديك جوهرة, أم أيقونة من الذهب الخالص, أم أحمل إليك اللآلئ الكريمة؟
أي الـهدايا أختـار ونور قلبك أشد لمعاناً من وهج الذهب وكل حجر كريم.. غنـية أنت بنـعم كثيرة.. وأمام مجـدك أمي فقـيرة أنا وجـداً صغيرة.. فاسمحي لي أن أهديك وردة وقبـلة ومحـبتي الكبـيرة.. وسـلام عليك يا أمي.. والمجد لكل الأمهات.
موضوع قراته واعجبني كثيرا فاحببت ان انقله لكم
الله يخلي لكم امهاتكم ويطول بأعمارهم جميعا
ويرحم امي الحبيبة ويغفر لها
تحياتي لكم