ارتباط الكآبة بالتدخين
إذا كانت كل الطرق تؤدي إلى روما، فهذا يعني أنك قد تصل روما من أكثر من طريق، وهو ما ينطبق على كثير من الأمراض التي تتشعب الطرق المؤدية إلى الإصابة بها، فالكآبة حالة انزواء وحزن وانصراف عن كل ما نحب ونشتهي، ينطفئ فيها نهار المصاب بالكآبة، ويتصل ليله بنهاره الشاحب.. لا يبدو له فجر أو أمل.. وهكذا أياما وشهورا أو سنين متصلة.
يبدو أن التدخين هو أحد الطرق المؤدية إلى الكآبة، وهذه إضافة سيئة أخرى لما هي عليه مساوئ التدخين المعروفة، وبدل من أن يحصل المدخن على الراحة والمتعة من التدخين، يدخل في عالم الكآبة المظلم البارد الحزين.
قام الباحثون بتحليل معلومات جمعت عن أكثر من 1200 مدخن حاليا و1500 ممن توقفوا عن التدخين، و3300 ممن لم يدخنوا أبدا.
جاءت هذه الدراسة في المجلة الأمريكية للسلوك الصحيAmerican Journal of Health Behavior للشهر الحالي.
نتائج الدراسة
وجدت الدراسة أن الذين لم يدخنوا أبدا والذين توقفوا عن التدخين من مدة عام على الأقل قد حصلوا على تأمين صحي ورعاية صحية أفضل، وتبين أن غير المدخنين يتمتعون بصحة أفضل وأقل إصابة بالكآبة مما هو عليه الحال مع المدخنين.
من هذه الدراسة تبين أن التدخين مرتبط بالكآبة، ولكن من ناحية أخرى تقلل الكآبة قدرة المدخن على ترك التدخين، وبهذا يدخن المدخن في دائرة مغلقة. وهذا مدعاة لأن ينظر إلى المدخن على أنه يعاني من كآبة أو كآبة مستترة تحتاج للعلاج عند الشروع في الإقلاع عن التدخين.
من ناحية أخرى تقوي هذه الدراسة ما هو معروف عن استخدام عقار مضاد للكآبة يسمى bupropion (zyban) في علاج مرض التدخين، ومساعدة المدخن على ترك التدخين.
ومن ناحية ثالثة تبين من دراسة صدرت عن المعهد الأمريكي للسرطان أن الذين اقلعوا عن التدخين كانوا أكثر استمتاعا بالحياة، وأكثر بهجة وإشراقا وانسجاما مع الآخرين.
نقل اخوكم الهدار
|