الضغط الدموي المرتفع
يصاب بحالة ارتفاع ضغط الدم واحد من بين كل 5 أشخاص من البالغين، ومن أهم الأسباب المؤدية إلى ذلك تضيق الشرايين وتصلبها وهي حالة طبيعية تماماً تحدث بسبب التقدم بالعمر، ومن الأسباب التي تعجل بحدوث ذلك التدخين أو الإصابة بداء السكري أو البدانة، كما أن هناك أسباباً أخرى مثل تعاطي الكحول والكثير من الملح وحالات الإجهاد النفسي وقلة الحركة وممارسة الرياضة إضافة إلى العامل الوراثي.
يؤدي تضيق الشرايين إلى أن الدم سيجري وهو تحت ضغط عالي مما يعني أن هناك ضغطاً غير اعتيادي على جدران الشرايين من الداخل وبالتالي زيادة احتمال تعرض الشخص إلى الذبحة الصدرية أو الجلطة الدماغية أو تلف شبكية العين، أو الإصابة بالعجز الكلوي. من المهم أن نذكر أن حالة ارتفاع ضغط الدم قد تصيب الشخص دون أية مقدمات أو مرحلة تحذيرية، رغم أن الغالبية العظمى من المصابين بضغط الدم المرتفع لا يشعرون بأية أعراض، إلا أن البعض قد يشعر بالدوخة وعدم التوازن والتعب أو الصداع. وبينت الدراسات الإحصائية حول حالات ضغط الدم أن الأشخاص في الأربعينات من العمر يكونون أكثر عرضة بمقدار 30 مرة للإصابة بالجلطة الدماغية إذا كانوا ممن يعانون من ضغط الدم المرتفع، لذا فمن الأهمية بمكان متابعة قياس ضغط الدم بصورة منتظمة وبمعدل مرة واحدة في كل عام على أقل تقدير. أما الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع طفيف في ضغط دمهم فعليهم مراجعة النمط الحياتي في سلوكهم اليومي وعمل بعض الترتيبات لتغييره بعض الشيء حيث أن مثل هذا التغيير الطفيف قد ينفع كثيراً لحل المشكلة من أساسها، أما إذا كان ضغط الدم مرتفعاً بشكل غير اعتيادي فمن المؤكد أن طبيبك الخاص سينصحك تماماً بكيفية علاج الحالة من خلال وصف الدواء المناسب.
أنواع ارتفاع ضغط الدم
يوجد نوعان رئيسيان من ضغط الدم المرتفع:
1- الأول النوع الابتدائي أو الأساسي Essentinal hypertension : وهو الأكثر انتشاراً وشيوعاً في العالم كما أنه لايعرف سبب معين لحدوثه وهو النوع الذي سوف نتطرق إليه بشيء من التفصيل.
2- الثاني النوع الثانوي Secondary Hypertension: وهذا النوع يحدث بسبب مرض يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم مثل أمراض الكلى أو الشريان الأورطي أو أمراض بعض الغدد الصماء في الجسم، وبالتالي فإن علاج هذه الأمراض يصاحبه نزول في ضغط دم المريض وهذا الحالات لا تتعدى عن 1% من حالات ارتفاع ضغط الدم.
أسباب ارتفاع ضغط الدم الأساسي
السبب الحقيقي غير معروف في ارتفاع الضغط لدى المرضى ولكن هناك عوامل رئيسية تلعب دوراً هاماً في جعل المريض أكثر تعرضاً لهذا المرض عن غيره من الناس ومنها:-
الوراثة:
لقد أثبتت الدراسات أنه في حالة وجود إصابة لدى أحد الوالدين بارتفاع ضغط الدم فإن احتمال الإصابة لدى الأبناء لهذا المرض هو 25% أما إذا كان كلا الوالدان مصابين بهذا المرض فقد تصل نسبة إصابة الأبناء بالمرض إلى 90%.
الإفراط في تناول الأملاح:
لقد لوحظ أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح مثل اليابانيون وسكان كوريا الجنوبية يشيع بينهم هذا المرض حيث أنهم يتناولون السمك واللحم المحفوظ بكميات كبيرة والعكس صحيح فإن بعض المناطق في اليابان التي يميل أهلها إلى تناول القليل من الملح في الطعام فإن نسبة تعرضهم لمرض ضغط الدم أقل.
زيادة الوزن:
لقد لوحظ أيضاً أن احتمال حدوث ضغط الدم عند الشخص البدين هو أكثر منه عند الشخص العادي، كما لوحظ أن تنقيص الوزن لدى مرضى ضغط الدم البدينين يحسن من حالاتهم بدرجات متفاوتة.
التوتر والكبت والقلق:
إن شخصية الفرد تلعب دوراً هاماً في قابلية الشخص بالإصابة بارتفاع ضغط الدم حيث أن استجابة الشخص للتوتر والقلق والكبت من مسببات ارتفاع ضغط الدم حيث أن جسم الإنسان في هذه الحالات يفرز مادة الأدرينالين التي ترفع ضغط الدم.
العمر والجنس:
إن المتقدمين في السن أكثر تعرضاً للإصابة بهذا المرض من الشباب وقد يكون السبب في ذلك هو أن شرايين الشخص كبير السن تكون متصلبة مما يؤدي إلى ارتفاع في الضغط الانقباضي بصفة خاصة ويمكن القول بأن الإصابة لدى النساء أكبر من نسبتها عن الرجال.
الإدمان على الكحول أو التدخين:
من الثابت أن تناول الكحول بكميات كبيرة يسبب ارتفاع ضغط الدم كما أن التدخين يعتبر سبباً رئيسياً لبعض أمراض القلب مثل تصلب الشرايين والجلطة وارتفاع الدم وزيادة ضربات القلب.
حبوب منع الحمل:
إن حبوب منع الحمل تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستيرون وكلاهما يسببان ارتفاعاً في ضغط الدم لذلك ينصح الأطباء النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل بفحص ضغط دمهن كل ستة شهور وخاصة إذا كن مدخنات.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
أغلب مرضى ضغط الدم لايشعرون بأية أعراض لذلك سمي بالقاتل الصامت أما بعضهم قد يشعرون بصداع أو بدوخة وتعب وتوتر وهذه الأعراض تنشأ أيضاً عن بعض الأمراض الأخرى لذلك لايمكن معرفة ما إذا كان المريض مصاباً بهذا المرض إلا بالفحص وقياس ضغط دم المريض.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
إذا لم تتم معالجة ارتفاع ضغط دم المريض فإنه قد يشكو من مضاعفات تعتبر خطيرة ولا يمكن الشفاء منها في بعض الأحيان ومن أهم الأعضاء التي تتأثر أكثر من غيرها في الجسم هي الدماغ والكلى والقلب وذلك نتيجة انخفاض تدفق الدم أو إعاقته تماماً إلى تلك الأعضاء.
آثاره على القلب
إن القلب لدى مرضى ضغط الدم لا يتلقى كمية كافية من الدم والأكسوجين مما قد يحدث انسداداً في الشريان التاجي وبالتالي يشعر المريض بآلام في الصدر (اهتياج الصدر) وعند بذل أي مجهود قد يحدث للمريض نوبة قلبية، كما أن النقص المزمن في تروية القلب بالدم قد يؤدي إلى موت جزء من عضلة القلب وعادة ما تكون في عضلة البطين مما قد يؤثر على البطينين والشرايين، وفي هذه الحالات يتوقف القلب عن النبض مما يتسبب في أغلب الأحيان إلى الوفاة.
آثاره على الدماغ
عندما تقل تروية منطقة الدماغ بالدم بسبب ضيق الشرايين ينتج عن ذلك نوبة، هذه النوبة نكون على صورة فقدان مفاجيء للقوة والإحساس بالشلل أو قد ينشأ عنها شلل في الطرفين العلوي والسفلي من أحد الجانبين، وقد تحدث النوبة (السكتة الدماغية) نتيجة تمزق أحد الشرايين في الدماغ أو بسبب تكون جلطة في الدماغ مما يؤدي إلى توقف مؤقت أو دائم في وصول الدم إلى الدماغ وتكون انتفاخ حول هذه الخلايا مما يسبب أيضاً في التأثير على وظائف الدماغ وبالتالي دخول المريض في غيبوبة وفي معظم الأحيان حدوث الوفاة.
آثاره على الكلى
عندما تقل التروية الدموية للكلى نتيجة ارتفاع ضغط الدم فإن وحدات الكلية تتأثر فتبدأ قابليتها لإزالة الفضلات والسموم تنخفض (القصور الكلوي) وبالتالي فإن المواد السامة تتراكم في الدم. ويمكن أن نختم الموضوع بالإشارة إلى أن الأشخاص الذين لم يعالجوا من ارتفاع ضغط الدم لديهم لن يعيشوا فترة أطول من أصحاب الضغط الدموي العادي لذلك وجب التركيز على أهمية السيطرة على ضغط المريض لوقايته من المضاعفات الخطيرة التي قد يحدثها.
كيفية العلاج
إن علاج مرض ارتفاع ضغط الدم قد يكون طويل الأمد أو إن صح التعبير أبدياً وذلك لأن العلاج بالعقاقير لايشفي المريض ولكن يسيطر عليه وبالتالي فإن اتباع إرشادات الطبيب المعالج مهم جداً كما أن إيقاف الدواء دون استشارة الطبيب بحجة أن ضغط دمه أصبح عادياً يعتبر أمراً خطيراً حيث أنه بمجرد توقف المريض عن تناول الأدوية الخافضة للضغط تعيد المرض مرة أخرى. ويمكن القول بأن علاج ضغط الدم ينقسم إلى قسمين:
العلاج بغير الأدوية Non medical treatment، والعلاج بالأدوية medical treatment.
1- العلاج بغير الأدوية Non medical treatment :
يجب على المريض اتباع الإرشادات التالية وذلك لأهميتها: -
- تخفيف الوزن إذا كان المريض بديناً.
- التقليل من تناول ملح الطعام ويمكن استبداله بالليمون، وأيضاً التقليل من تناول المخللات والأجبان أو الأسماك المالحة.
- التوقف عن شرب الكحول.
- التوقف عن التدخين وخاصة النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل.
- التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون.
- تغيير نمط حياته بالبعد بقدر الإمكان عن أسباب التوتر والقلق والضغط النفسي.
2-العلاج بالأدوية medical treatment :
لقد ذكرنا بالسابق بأنه في كثير من الأحيان لايشعر مريض ضغط الدم بأي شيء، ولذلك فإن تقبله لتناول العقاقير الخاصة بضغط الدم يكون قليلاً خاصة وأن بعض هذه العقاقير لها آثار جانبية كما أن بعضها مرتفعة التكاليف لذلك يمكن القول بأن المريض لايشعر بالاستفادة من الدواء ولكن يشعر بآثاره الجانبية وتكلفته العالية. ومن هذا المنطلق وجب على الطبيب المعالج توعية المريض وإقناعه باستخدام هذه الأدوية وذلك لتجنب ما قد يحدث له من مضاعفات خطيرة سبق الحديث عنها. وهناك أنواع عديدة من العقاقير التي تستخدم لتخفيض ضغط الدم نذكر منها الآتي: - العقاقير المدرة للبول Diuretics وهذه الأدوية تخفض الضغط عن طريق زيادة التبول ومثالنا على هذه الأنواع مجموعة الثايازايد roup thiazide g ومن أهم ميزات هذا الدواء أنه سهل الاستخدام ومعروف منذ فترة طويلة كما أنه قليل التكلفة ومن مشاكله المتوقعة عدم تحمل المريض كثرة التبول كما أن طول استخدامه يفقد الجسم كمية كبيرة من البوتاسيوم مما يؤدي إلى شعور المريض بالتعب وضعف العضلات وفقدان الشهية، كما أن مدرات البول تزيد من معدلات الدهون الثلاثي Triglycerides في الدم كما تقلل من تحمل السكر.
- مجموعة الصادات الودية (محصرات البيتا) Beta- Blockers : مثل البروبرانولول anololpropr والميتوبرولول Metoprolol وهذه الأدوية تبطل تأثير الأدرينالين عند مستقبلات الفعل الأدرينالي بيتا الموجود في القلب مما يقلل من سرعة ضرباته وبالتالي انخفاض الضغط، ومن أهم مشاكلها أنها تسبب تقلصاً في القصبات الهوائية وبالتالي التسبب في ضيق في التنفس وكذلك لها تأثير سلبي على دهنيات الدم كما تقلل من مفعول الأنسولين لدى مرضى السكر لذلك لا ينصح باستخدامها للمرضى الذين يشكون من الربو أو السكر المعتمد على الأنسولين، كما أن المريض قد يشعر ببرودة في اليدين أو القدمين وخاصة في فصل الشتاء.
- مانعات الكلس (معيقات قنوات الكلس) erkcalacium channel bloc : مثل النيفيدبين Nifedipine هذه الأدوية تمنع دخول الكالسيوم إلى العضلات الملساء في الشرايين مما تقلل من تقلص تلك الشرايين وبالتالي ينخفض ضغط الدم، كما أنها تقلل من سريان السيالات الكهربائية فتقلل من سرعة ضربات القلب، ومن آثارها الجانبية شعور المريض بالصداع والإمساك وبعض الآلام في منطقة المعدة، كما أنها تسبب احمراراً في الوجه.
- مانعات أو مثبطات الأنزيم المسؤول عن تحويل مادة الأنجيوتينسين Angiotensin Converting Enzme inhibitors : مثل الكابتوبريل Captoprill وهذه الأدوية تعمل على منع الأنزيم المسؤول عن تحويل مادة الأنجوتينسن رقم واحد إلى مادة الأنجوتينسين رقم اثنان (المركب النشط) وبالتالي تتوسع شرايين الدم لتستوعب كمية أكبر من الدم، كما أن مادة الألدوستيرون تقل وبالتالي تزيد نسبة خروج الماء ملح الصوديوم عن طريق الكلية فينخفض ضغط الدم ومن ميزات هذه الأدوية أنها أيضاً تستخدم في علاج هبوط القلب aliuret fhear. كما أنها لها تأثير إيجابي على دهون الدم وتزيد من حساسية الأنسولين لدى مرضى السكري. ومن أهم آثارها الجانبية السعال (الكحة الناشفة) Dry cough جعل المريض في بعض الأحيان يتوقف عن استخدامها.
- مجموعات أخرى:
توجد مجموعات أخرى تستخدم أيضاً في تخفيض ضغط الدم مثل:
- الموسعات الوعائية Vasodilators.
- الأدوية مركزية الفعل Central acting drugs.
- الأدوية الأدرينالية الفعل Adrevergic Drugs.
- الأدوية المهدئة
Sedatives and Tranquilizers.
مع تمنياتي للجميع بالصحه والسلااامه
شوووق