حينها.. يضيع العمر
حينما يشعر الإنسان أنه يحيا فى الكون وحيداً
و لا يسمع غير أصداء صوته حين يحادث الأخرين
و تعلو جلبة الصمت داخل ظلام الأنفس
و تبهت المعانى وتشيخ الآمال
حينما ينزف الجسد وتدمى الجراح
و تمتزج بهجة السعادة بأهة العذاب
و تفقد الأمنية فرحة الوصول
حينما لا نفرق بين اشراقة البكور وأغفالة الغروب
و تجف الدموع وتذبل العيون
و يتصدع القلب وتملأه الثقوب
حينما يفقد المقاتل الحافز للقتال
و يغتال الطموح يأس الهزيمة
و يتوه الهدف وتتقاطع الطرق
وتتقطع بنا السبل
حينما يتوقف الزمن ويوهن الأمل
و نتساءل ماذا تحمل لنا الأيام
ونخاف مما يخبؤه القدر
حينما نعلن الإستسلام
ونتهرب من الماضى
ونُغيب الحاضر
ونحلم بالسفر
حينما نشعر بمرارة الحلق
وقسوة الدرس
وصعوبة المحن
ولا نأخذ منها العبر
حينما تفقد الزهرة عبيرها
والبسمة طعمها
والضحكة صوتها
ونمسى بلا وطن
حينما يسقط الشعار
ونكتشف زيف الأفكار
فيسدل الستار
ويسجى الكفن
حينما يُخرس اللسان وتُصم الآذان
وتصدأ الأحاسيس
و يبكى الوتر ظلم البشر البشر
ويسكننا الشجن
حينما يضيع الكلام وسط الزحام
وتخنقنا الأصفاد
ويُقصف القلم
حينها.. يضيع العمر