[align=right]نصـف العمــر الآخِــر
[/CENTER]
إن جاز أن يكون للعمر منتصفٌ
فهو الحد الفاصل مابين الحياة والموت
فالجميع يستمعون إلى سيمفونية الدنيا
ويرقصون على حافة القدر
وينسون الموت الحقيقة الوحيدة المؤكدة
الكل تشغلة طاحونة الحياة الدائبة
يلهث وراء عجلاتها
وهى تعتصر أيامه
وتمتص رحيق شبابه
وتهشم عظامه
وتحيلة ثانية إلى التراب
لاأحد يسأل نفسه ذاك السؤال الحتمى
- ربما لخوفه من الإجابة..!!-
وماذا بعد..؟!
البعض لا تشغلة مثل هذة الأمور
وتلك الحيثيات
يقضى عمره يحسب أنه مخلداً
سيعيش فيها أبداً
ينفقة فى الهوى كما يحب
ويتمنى
يشقى وراء النفس التى تغوى
لا يشغله سوى يومه
ولا يسأل عن غده
ولا يعتبر من أمسه
مغيب يشرب من خمر الحياة المسكره
وفجأة ينقطع عمله
فيكتشف عندها فقط
أنه أضاع عمره كله هباء
هناك من يعيش فى علياء
يظن أن لن يطاله الطوفان
ولن يغرق فى الماء
و هناك من اعتزل الدنيا
وظن أن الزهد له وجاء
لكنه لم يعى الدرس
ولم يفهم معنى الحياة
فرسب فى الإختبار
وأضاع نصف العمر هباء
لابد لنا أن نخوض غمار الحياة
وأن نعى الدرس وأن ننجح فى الإختبار
لابد أن نفهم أن الدنيا دار ابتلاء
وأن نأخذ منها ما يعيننا على تكملة المشوار
واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة
وأعلموا أن الله شديد العقاب
اللهم أجعل لى لسان صدق فى الأخرين
واجعلنى من ورثة جنة النعبم
ولا تخزنى يوم يبعثون
يوم لا ينفع مال ولا بنون
إلا من أتى الله بقلب سليم