بينما كنت أسافر عبر وحدة حياتي ..
في هذا المنزل الفسيح ..
وفيما كنت أقرأ بعض الخواطر التي رسمها قلمي ..
وبينما كنت مسافرا عبر الشبكة العنكبوتية ..
أبحث عن كلمة ..
وأقرأ حروفا ..
وأستلهم كل ما يغذي فكري اللورانسي من جمال المعاني ..
إذا برسالة تصلني عبر الإيميل
وقد وصلت من إيميل لا أعرفه
وإذا بالرسالة فيها بعض الكلمات ..
تقول الرسالة ..
السلام عليكم ..
وبدون مقدمات ..
هل أنت صاحب خاطرة أنثى الفجر ..
فأرسلت إلى صاحب الرسالة ..
بكلمة نعم صاحب الخاطرة هو قلمي ..
فأرسل لي رسالة ليقول فيها ..
أريد أن أسألك بعضا من الأسئلة ..
فهل بالإمكان ذلك ..
فأجبت فورا على الرحب والسعة ..
فأتتي الإضافة ..
فقبلتها ..
فقال ..
السلام عليكم ..
فقلت ..
وعليكم السلام ..
فقال ..
كيف حالك ..
الحمدالله بخير ..
فقلت :
من الذي معي ..
فقال ..
إمرأة من وحل الحضارات الإسبانية ..
فقلت ..
ولماذا أنتي في وحل الحضارات الإسبانية ..
فقالت ..
لأني أسكن في هذه الحضارة منذ زمن بعيد ..
فقلت ..
ولماذا لا تكوني إمرأة من جمال الحضارة الأندلسية ..
فقالت ..
وأي حضارة تلك التي ننبش فيها مجرد أطلال لإنتصاراتنا ..
فقلت ..
إذا كانت الحضارة الأندلسية لازالت موجودة هنا ..
فهذا دليل على أجمل إنتصار لتلك الحضارة ..
فقالت ..
من أنت ..
فقلت :
أنا لا أعلم من أنا إلى الآن ..
فقالت ..
وكيف لا تعلم من أنت ..
فقلت ..
أنا مجرد إنسان ..
يعاتب الألم ..
ويحاور الخيال ..
ليقهر الذات ..
ويبحر في جمال الأمل ..
فقالت ..
بطاقة شخصية رائعة ..
ثم سألت وقالت ..
ومن أنا ..
فقلت ..
انتي إمرأة من وحي الزمان ..
ساقها الخيال إلى عازف بعيد ..
ليرسمها يوما بريشة تقطر بالإبداع ..
فقالت ..
لحظة لحظة ..
فقلت :
ماذا بك ..
فقالت ..
أنت مغرور ..
فقلت ..
أنا واثق من نفسي وهذه ثقة بالنفس وليس غرور ..
فقالت ..
ومالغرور في نظرك أيها العازف ..
فقلت ..
الغرور أن ارفع وأمجد ذاتي على حساب كرامة غيري ..
فقالت ..
ولماذا لا يكون كبرياء ..
فقلت ..
الكبرياء هو تقمص الكبر على حساب كرامة الذات ..
فقالت ..
والثقة بالنفس ..
فقلت ..
الثقة بالنفس هي تمجيد الذات على حساب التعامل الصادق ..
فقالت ...
من أنت ..
فأجبتها بسؤال ..
ومن أنتي ..
فقالت ..
أنا إنسانة أبحر في عالم الكلمات ..
فأجد نفسي ساكنة في بحور الحروف ..
فقلت ..
ولماذا لا تجدي ذاتك في كلماتك ..
فقالت ..
لأني متشبعة من الغرق في أعماق نفسي ..
فقلت ..
هل لديك أمنيات ..
فقالت ..
نعم لدي أمنيات ولكنها للأسف مهزومة ..
فقلت لها ..
امنياتك مهزومة لأنك أنتي من هزمتيها ..
فقالت ..
كيف لي أن أهزمها وأنا أتمنى تحقيقها ..
قلت ..
لأنك لا زلت تتمنين تحقيقها فأنتي تهزمينها في كل يوم ..
فقالت ..
وهل التمني حرام ..
فقلت ..
لا ..
ولكن ..
التي تتمنى أمنياتها ولا تحاول تحقيقها فهي تظلم أمنياتها ..
فقالت ..
لم أفهم ما تقصده ..
فقلت ..
لأن أمنياتك باقية في قلبك ..
ولكنك تشعرين بأنها بعيدة عنك ..
فقالت ..
هي بالفعل بعيدة ولكنها لم تقترب مني أبدا ..
فقلت ..
ولماذا لم تحاولي أنتي الإقتراب منها ..
فتكون تلك الامنيات قريبة منك ..
فالسماء لا تمطر أمنيات والسحاب لا يهطل بالأحلام ..
ولكن الإنسان هو من يصنع حلمه ويعزف أمنياته ..
ويحاول الإقتراب من حلمه شيئا فشيئا حتى يحصل عليه ..
فقالت ..
من أنت ..
فقلت ..
أنا من يحادثك الآن ..
فقالت ..
هل سترسمني يوما لوحة من لوحات خواطرك ..
فقلت ..
بالتأكيد ..
لأن حروف الكاتب ملك لقراءه وليست ملكا له ..
فقالت ..
وماذا ستطلق علي في خاطرتك أقصد لوحتك ..
هل ستطلق علي بالمهزومة أو المشردة ..
فقلت ..
لا هذه ولا تلك ..
فقالت ..
من سأكون من وجهة نظر قلمك ..
فقلت ..
وماذا تريدي أن تكونين ..
فقالت ..
ربما سأكون مثل خاطرة حافية الأمنيات والتي رسمتها بريشتك ..
فقلت ..
أين تسكنين أنتي الآن ..
فقالت ..
قد أجبتك أنني أسكن في وحل الحضارات الإسبانية ..
فقلت ..
ولماذا لا تعتبرين نفسك بأنك تسكنين في جمال الحضارة الأندلسية ..
فقالت ..
ماذا ستطلق علي في لوحتك ..
هل سأكون يوما عنوان لأحد لوحاتك اللورانسية ..
فقلت ..
نعم ..
فقالت ..
وماذا ستطلق علي ..
فقلت ..
أنتي الأندلسية ..
فقالت ..
الأندلسية ..
إسم جميل وعنوان رائع ..
ولكن ..
هل أستحق أنا هذا الإسم ..
فقلت ..
بالطبع ..
فقالت ..
ولماذا أستحق هذا الإسم في نظرك ..
فقلت ..
لأنك منذ الآن في نظري عازفة لأمنياتك ..
لا ..
متمنية وغارقة في بحر صمت أحلامك ..
وبإذن الله لن تكوني حافية الأمنيات بعد الآن ..
فقالت ..
وكيف لي أن أعزف أمنياتي ..
فقلت ..
إقتربي منها ..
لتقترب أمنياتك منك ..
بمعنى ..
حاولي التفكير في الوصول إليها ..
وبذل الجهد لأجل صناعة أمنياتك ..
حينها ستصل أمنياتك إليك بإذن الله ..
ولكن تذكري ..
فقالت ..
ماذا أتذكر ..
فقلت ..
تذكري أنك لن تستطيعي الحصول على جميع الأمنيات ..
ولكنك بإذن الله ستحصلين على بعضها ..
ولكن الأهم والأغلى ..
أنكِ شددتي العزم والهمة لأجل أمنياتك ..
وقهرتي التمني والصمت ..
فقالت ..
سأحاول وأحاول ..
فقلت ..
أتمنى لك التوفيق ..
وسعدت كثيرا بمحادثتك أيتها الأندلسية ..
فقالت ..
الله ..
ما أجمل هذا الإسم ..
ثم قالت ..
أين ستذهب ..
هل سترحل الآن ..
فقلت ..
سأرحل لأعزف أمنياتي ..
وأنهل من جمال أحلامي ..
لأزرعها في بساط واقعي ..
فقالت ..
وهل ستنساني ..
فقلت ..
وهل نسيتي أنتي أمنياتك ..
فقالت ..
لا .. لم أنساها ..
فقلت ..
إذا .. لن أنساك ..
فقالت ..
لماذا لن تنساني ..
فقلت ..
وهل نسيت أنا أنثى الفجر ..
فقالت ..
لا .. لم تنساها ..
فقلت ..
إذا لن أنسى أيضا تلك الأندلسية ..
وستبقين الأندلسية دائما ..
وفي الأخير ..
ودعتها وودعتني ..
ورحلت تلك الأندلسية ..
رحلت هي حاملة معها قرارا بأن تعزف أمنياتها ..
وتصنع أملا لأحلامها على بساط واقعها ..
هكذا كانت تلك الفتاة الأندلسية حاضرة معي ..
في تلك الليلة العزيزة إلى وجودي ..
أمنياتي
لورانس