السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المشاركة الأولى لي فأرجو ان تنال الأعجاب كما وأرجو الترحيب.وشكراً
حرب في عيدها الخامس والخمسون...متاريس ومقاتلون ومجرمون هنا وهناك..وشوارع يقص عليها القناص قصص الحياة..يحطم قلوب المارة ينسيهم الغاية ويفقدهم الأمل الوحيد...أمل الحياة.
حرب دمرت وما تزال تدمر وتريد الكثير..تريد انتزاع العاقلين والمسالمين لتبقى وحيدة..وحيدة في شوارع مظلمة..وحيدة بين نسمات مسمة..بين محلات وبيوت غدت خاوية وبين أبنية ترفع أعلام الحرية!...وطيور الحرية رحلت..رحلت الى عالم مجنون..لم يبقى منها سوى بضع بيوض أهدتها لطفل مسكين شردته الحرب وقضت على طفولتة..جعلتة كوحش مسالم يحارب الحقيقة فيخيب ويحارب الحلم فينتصر..لكنة يدرك ان الحرب والظلم لن تدوم ويدرك انه لا مفر من دلك.
لقد رسم المخططون مستقبلة ومستقبل بلاده..جعلوه جسدا بلا روح وأسما بلا هويةوماضيا بلا مستقبل وعيشا بلا مأوى..فالحرب قررت مصيره وخطفت منه الأيام والسنين لتجعل عمره من عمر أزمتها.ها هو الآن قد كبر وأصبح يدرك ويميز الحقيقة..لم يصدق كيف كبر..كيف أصبح من الأحياء..لكنه بقي وسيبقى مؤمنا بشىء من بعد الله سبحانه..مؤمنا بحبه للحياة ليس لغاية ما.....بل من أجل الوطن.
في الشوارع المختفية وراء أشعة الشمس الحالمة قتلى متناثرون..الديدان تنهشهم وتقضي عليهم كما قضى عليهم أصدقاءهم المقربين الذين يدعون العروبة وينادوا بها...!!!... لقد توهموا.
غاروا على مصالحنا عبر الصحف والأذاعات..عبر الألسن والشائعات..عبر حفلات الكوكتيل.لقد جعلوا من وطننا موسما للحشرات وجعلوا منه منطقة تجارب لسلاحهم الفتاك..لم ينطقوا الا كلمتين فقط:
كلمة أستنكار...وكلمة أخرى مضغوها في أحدى حفلات الكوكتيل.لعبوا بنا لعبة الشطرنج ففشلوا..ولعبوا بنا لعبة الأبطال فأرهقوا..كان أملهم القضاء علينا..على حضارتنا وديننا..على الشعب العريق ببطولاتة ولكنهم لم ينجحوا لأننا صمدنا في ملجأ واحد..ووقفنا يدا واحدة..وحاربنا في خندق واحد. كان قرار نصرهم علينا في يد ذلك الطفل المسكين..قرارا حاسما لا يتغير ولا ينتهي الا بموته.......ولكن!!!....
متى كان الحق يموت...وشموع العدل تذوب؟!!.........