وقفت من بعيد أنظر اليك
حبيبتي الملقاة على الشاطىء
عارية كنجوم الصبح
باكية كأيام الشتاء
مذعورة الوجه والجسد
تتنفسين النفس الأخير
وقفت..ومن بعيد أنظر اليك
وأنا جامد لا أقدر أن أساعدك
أو أنشل الخنجر المغروس في صدرك
أو أنشقك القليل من ماء الزهر
أنا لا أقدر أن أشفي جراحك
جراحك كثيرة يا عزيزتي.
لقد عذبوك وأولادك يبكون..يبكون
وأنا أراك على الشاطىء ملقاة
والأمواج تتكسر عند قدميك
وأنت تأنين من جراحك
وأولادك يبكون ويبكون
ولكن أكثرهم لا يهتمون
وفي النهاية هم يرحلون..يهاجرون
وبعد قليل ينسون
وقفت من بعيد أنظر أليك
ملقاة على الشاطىء الأزرق
هذا الشاطىء الذي شهد عزك
منذ أن ولدت يا حبيبتي..
أرى البحر بأمواجه الثائرة يهتف بأسمك
أرى الأطفال كالحصون واقفه
وشامخه حولك لتحميك
وأراك ملقاة على الشاطىء
تتنفسين أنفاسك الأخيرة
قردة وخنازير دخلوا أليك
عروك من ثيابك ثم حرقوها
لطخوا مجدك بأصابعهم الملوثة
سرقوا كل ما عندك
لاحقوا أولادك ثم غرسوا بصدرك خنجراً
وعلى الشاطىء عاريه رموك
وقفت من بعيد أنظر أليك وعيناي تدمعان
أرى بك مجد الماضي وذل الحاظر
أرى بك التاريخ وبدايته
آه لو أقدر ان أوقف التاريخ
أن أنحره من عنقة
أرى على خدك دموع الأرامل
أرى بك حامل البندقيه
أرى بك محمد الدرة وما تركه لأخوته الدرره
من وصيه وحقيبة مدرسيه مليئه
بحجارة من سجيل
أرى بك الشهداء الخالدين
وأرى بك خنساء اليوم
بأولادها السبع تقدمهم للشهادة
تدمع عيناي وأنا أنظر أليك من بعيد
لعلي أرى أمثال من سطروا مجدك
فلا أرى سوى اللصوص المنافقين
فلسطين يا أم الأبطال
فلسطين يا أولى القبلتين
فلسطين يا بحراً من الدماء الزكيه
وقلباً من الأيمان
فلسطين يا حبيبتي
تم أغتيالك اليوم
وأخوانك العرب أليك ينظرون
وغداً سيتم أغتيال غيرك
وأخوانها اليها ينظرون
ماذا بقي من هده السلالة العربيه
باعوا ضميرهم وباعوك يا فلسطين
والآن ببقية العواصم العربيه يتاجرون
فلسطين......يا فلسطين
ها هو التاريخ يتكلم عنك
وأخوانك أليك ينظرون
كأنك غريبه عن هذا العالم
أهل نسوك يا فلسطين؟..
أهل نسوا شموخ صخرتك؟..
أهل نسوا قدسك؟..
أهل ينظر الآخرون كما أنظر أليك انا؟..
أهل تسقط دموعهم؟..
لقد نسوا دينهم ووصية رسولهم(صلعم)
فكيف لا ينسوك يا حبيبتي
يا فلسطين!!!!!
فلسطين يا حبيبتي
سأقترب منك ذات يوم لأسرح شعرك وأجبل دموعي بدموعك
وأضع فوقك غطاء يحميك من النظرات القاسية
وأبني حولك جدران شاهقة
ريثما أطبب جراحك
وأنزع ذاك الخنجر المغروس في صدرك
وأذا لم أسطتيع ستبقى الغصة في صدري
والغضب يزيد من جراحي أذا ما قدرت أن أعيش بجوارك
يا عزيزتي..................يا فلسطين.
العرض الشجري
