عبر دائرة الأيام .. وبين جموع البشر .. وجدت نجمة تحادث روحا .. قد علت إليه هاربة .. بأسئلة كثيرة محيرة .. طالباً منه الإجابة .. وحال الروح البائسة .. لا أستطيع أكون لها واصفة .. فهي حائرة .. وبألمها عائشة .. وبالهروب راغبة .. وبالإفصاح محاولة .. حتى وجدت رفيقة تسمه لها .. تشكو إليها همها .. مع عجزها عن الإيفاء ما بداخلها ..
فكان الحوار بكلمات هي ..
النجمة .. ما بكِ أيتها الروح الشاردة .. لما تركتي البشر هاربة .. هجرتي البسمة الصادقة .. فما أصابكِ بعد فرحة ماضية .. ماذا جرى لكِ بعد تحرر زعمتيه ..
الروح .. نطقت بها أيتها النجمة .. أنه تحرر مزعوم .. وفرحة موهومة .. وسعادة مرغوبة .. تعبت وأنا باحثة .. عن الطريق الصائبة .. فما عدت أميز بين الطرق الواصلة .. أهو صائب .. أم كان خاطئة ..
ابتسامة كاذبة .. أخفت أحزان ساكنة .. فأصبحت البسمة ماضية .. والأحزان حاضرة ..
فإبتسامتي الكاذبة .. وروحي إليك شاردة ...
النجمة .. يا روح البائسة .. فأنت إلي لاجئة .. فيكفي عذابا .. فقد جعلتني حائرة .. ولعذابك مفكرة .. اما يكفي حزنا .. على ما كان ماضيا ..
الروح .. يا ليتني استمع لكلماتك .. فأنسى الماضية .. ولكن مع الماضي حاضرة .. فإن نسيت الماضية .. فلحاضري ذاكرة .. عذراً إن كنت لك مزعجة ..
النجمة .. ما الذي نطقت به .. أ لشكواك تكوني مزعجة .. فلهمك أكون سامعة .. وإن استطعت كنت لك مساعدة ..
الروح .. شكراً لعطائك .. فهذا ما عهده عنك .. عبر الزمان الماضية ..
النجمة .. اسردي علي حزنك .. لعلي أُقلل همك .. وبأذن الخالق أكون مساعدة لك ..
الروح .. ماذا علي أقول .. فأفكاري متداخلة .. وبالهم ممتلئة .. فلا أعرف ماذا أقول ...
أ أتناسى الماضي وللحاضر ذاكرة .. أم أتركهم وأكون للزمان تاركة .. فلهذه وتلك مناقب وافية ..
أن لجئت للأولى فبللأخرى أُولام .. وأن تَبِِعتُ الثانية فللأولى حساب .. هذا حالي فما رأيك يا نجمتي ؟...
النجمة .. اتركي عنك الهم .. وعيشي دنياك .. فما بقي من العمر حتى تحزني .. أعملي ما يرضيك واتركي الناس .. لأيهمك أمرهم .. فلن تبلغي راضاهم .. أليس هذا متعارف بينكم يا بائسة ؟!!..
الروح .. نعم وبالأسى أجيب .. هذا متبع عند غيري .. ولكن نفسي رافضة لمنطق يجرح الجميع .. فلا أريد أن أكون يوماً جارحة .. لا أريد أن أجرح كما جرحتُ .. ولا أحير كما احترت .. ولا أُغضب كما أُغضبت .. فهذا منطقي به عاملة ..
أ عرفت سبب رفضي الدائمة !!..
النجمة .. عرفت ولكن عبر السنين ستهلكين .. لكثرة الآلام الساكنة ستيأسين .. ففكري ولا تستعجلين ...
الروح .. أكذب حين قولي أني لم أفكر به .. ولكن حين تقلب الأمور وجدت نفسي رافضة .. وبقولها أن نفسي ليست قاسية .. إنما هي متألمة .. فحالي ولحال الجميع فاكرة .. وبحيرتهم أجول باعدة ..فإن عجزت عن الكلام .. مُلأ كياني الألام .. بفرحة تخدع المحيطين .. وبسمة تخفي الأنين .. وبالحزن راضية .. وبالشرود ناعمة .. وبالعذاب ساكنة ..
النجمة .. عجزت عنك إيها الروح .. ولكن أريد أخبارك أن الزمان ما عاد زمان المحبة والإخاء .. والتعاون والرضاء .. إنما هو زمان النفس وحدها .. والكره والحقد .. لا غيرها ..
فاتركي عنك هموم الأخرين .. وانظري لنفسك ولمن يستحق محبتك ..
الروح .. آه لو أستطيع .. وأن تركته فهل تعتقدين أني سأستريح .. فهذا محال فعن جرح الصديق لن أضيع ..
وأخيرا .. يا نجمتي فقد أحرجتني بكلماتك .. فقد عجزت عن التفكير .. فادعي الرحمن أن يبدلني بجميل ..
هذه كلمات قليلة من نفس حزينة .. حديث النجمة والروح كان له بقية .. حينما تلاقى في الأيام القريبة .. ماضية منها أو حاضرة .. فلكلها أسى حتى تجد القسوة .. فهل قسوة قلبها هو حل لألمها ..
... يـــــــــــــــــــــــا ترى ...
.. فما رأيك ؟؟..