عندما كانت الغربة وجوه ... !!
عندما كانت الغربة وجوه لا اعرفها ...
و نظرات ريبة لهذا البدوي النحيل الذي يتسكع في شوارع الرياض المُتعَبه !.
ذات اضطراب .. !
ذات مس ... !
ذات ألم ... !
ذات جحود ............... ذات سياحه !!.
عندما كانت الغربة شوارع أمشيها لأول مرة و فندق متواضع في حي خلفي ..
و شحاذة تركض خلف " ابو راكان الشبعان و تقول لله يا محسن لله يا محسن ولوجه الله أعطني!!" .
كان الألم مباحا ً لأعين الناس و كانت الشكوى مفهومة ..!!
غريب يتذمر !
ما أكثر الغرباء الذين يتذمرون ...!!.
لا جديد ....تحت الهمس !.
عاد الغريب اليوم الى بيته بـ " لحية و سواك " ... و ألم جديد !.
و تغيرت الغربة و تغيرت مفاهيم الألم و مقاييسه فلم يعد المي مفهوماً ...!
و لا شكواي مباحه !!.... و لم يبق للمؤمنين الا من له البقاء !.
اتسعت نطاقات الغربة و شملت وجوهاً تخصّني ... و ربما شملت وجهي أحياناً!.
و هذه الروح المؤمنة دائما تتساءل ... هل أنت مؤمن ؟!! .
أحمل كيس " حسناتي " في جيبي و أغري الآخرين بالآخرة ... و أدندن لهم حول الجنة .... و لا أحد يستجيب ... آآآه !! .. نسيت أني غريب !.
وأن لغتي ليست مفهومة في ( مضارب بني العاجلة ) ... فأعود أدراج السكوت بكيس حسناتي التي لم تجد من يصرفها إلى " الدولار " !.
ما أكبر فضاء هذه الغربة .... و أخشى أن أستيقظ غداً و إذا بي " لا أعرفني "!.
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك ....
_____________________________________
ضحية صمت