وضحى بنت محمد بن عريعر:
وهي تنتسب الى آل عريعر شيوخ بني خالد الذين كان لهم حكم الاحساء خلال الفترة من 1080هْ/ 1769م الى عام 001/ 1795م، وبعد نهاية حكمهم واندحار محاولتهم في الدولة السعودية الثانية حصل خلاف بين آل سرداح وآل عريعر وهم ابناء عم يعودون الى آل حميد فذهبوا جميعا الى البصرة وقطنوا لدى آل سعدون شيوخ المنتفق، وعند وفاة والد وضحى انتقلت والدة وضحى عبطة السرداح بها وبأختها حصة الى القطيف ولجأت الى اخويها نهار وطلمس السرداح اللذين أرادا ان يزوجا بناتها لآل السرداح ولكنها رفضت ان تزوجهن إلا لأبناء عمهن من آل عريعر، واستنجدت بحمادة بن عبدالله الحسين آل عريعر ابن عم بناتها، الذي كان في زيارة للأهوار بالعراق قادما من الكويت، فعاد حمادة وأخذ وضحى معه الى الكويت حيث زوجها من الملك عبدالعزيز وكان على علاقة وطيدة به منذ ان تعرف عليه بواسطة الشيخ مبارك الصباح الذي تزوج بحصة اخت وضحى في فترة لاحقة.
وانجبت وضحى للملك عبدالعزيز ابنه البكر تركي، وفي الوقت الذي كان فيه الملك عبدالعزيز يعمل على استعادة مدينة الرياض انجبت له ابنه سعود.
وعند استعادة الرياض رجعت وضحى اليها مع الامام عبدالرحمن، وهي بذلك من اوائل النساء العائدات اذ لم تبق مع الاخريات اللاتي بقين في الكويت وقدمن في صحبة الملك عبدالعزيز عقب معاركه في الدلم مع عبدالعزيز بن متعب بن رشيد عام 1320هْ/ 1902م.
وفي الرياض انجبت وضحى ابنها الثالث خالد في عام 1320هْ/1903م، ثم ابنتها منيرة، ويذكر انها انجبت ابنا آخر لم نقف على اسمه وقد توفي صغيرا، وفجعت وضحى بوفاة ابنها خالد في عام 1327هْ/ 1910م، وله من العمر سبع سنوات، ثم كانت فجيعتها الكبرى عند وفاة ابنها البكر تركي بوباء الحمى الاسبانية التي اجتاحت نجد عام 1337هْ/ 1919م، وهو العام الذي عرف بسنة الرحمة حيث انتشر هذا الوباء في العالم مع نهاية الحرب العالمية الاولى فقتلت اعداداً هائلة من البشر اكثر مما قتل منهم في الحرب، ووصلت العدوى نجد عن طريق اشخاص قدموا من مناطق موبوءة، فأصاب البدو والحاضرة وفي الرياض حصد الكثير من النفوس فصار في كل بيت مأتم، وكان مصاب الملك عبدالعزيز جللا اذ توفي بسبب هذا الوباء عدد من افراد اسرته منهم ابنه البكر تركي إضافة الى اثنين من ابنائه هما فهد وسعد، وبعض بناته وزوجته الجوهرة بنت مساعد بن جلوي.
وبالرغم من ان الحياة الزوجية بين الملك عبدالعزيز وزوجته وضحى انتهت بالطلاق الا انه كان يكن لها احتراما وتقديرا خاصين، ومن جانبها حافظت وضحى على هذا التقدير والاحترام فاعتنت ومعها اخته نورة بشؤون قصره الداخلية في السنوات الاخيرة من حياته.
وكان لوضحى دور فعال في مجتمعها عن طريق أعمال الخير التي كانت تؤديها، وهو ما يعكس تأثير الملك عبدالعزيز في توجيهها، فقد استثمرت ما لديها من مال على وقف المساجد والمنازل وكانت تسير حملات الحج على نفقتها كما كانت تسخر دخل مزارعها في الخرج والاحساء للاصدقاء وعرف عنها رعايتها لاقاربها فكانت تبرهم بالمال توزعه على المستحقين منهم، كما انها أعتقت مجموعة من الموالي اعانتهم بمنازل خصصتها لهم ودأبت على مساعدتهم.
وامتد العمر بوضحى طويلا حيث شهدت وفاة ابنتها منيرة التي توفيت في حياة والدها الملك عبدالعزيز وان كنا لا نعرف على وجه التحديد تاريخ وفاتها (عام 1360هْ/ 1941م).
كما شهدت وضحى وفاة ابنها الملك سعود في 6 ذي الحجة 1388هْ ْ 23 فبراير 1969م، ثم لحقت به بعد فترة وجيزة، فكانت وفاتها في 19 صفر 1389هْ/ 4 مايو 1969م.
وقبل وفاتها اوصت بثلث مالها للأعمال الخيرية فاستثمرت بعد وفاتها في شراء عقارات موزعة في انحاء مدينة الرياض، ويصرف من ريعها على صيانة الاوقاف التابعة لها كما يصرف من ذلك الريع على المحتاجين من اقاربها وعلى من اعتقتهم، كما استفيد من تلك الثروة التي اوصت بها للأعمال الخيرية في بناء مساجد كبيرة ودعم المحتاجين.
وهكذا تظهر سلوكيات وضحى عمق تأثير الملك عبدالعزيز في نسائه وكيف استطاع ان يجعل منهن نساء خيرات يشاركن المجتمع همومه ويسعين الى مساعدة ذوي الحاجة من ابنائه ولعلنا هنا نتذكر كيف انه كان حريصا على تعليمهن وتثقيفهن وما نهجته وضحى هو من اثر ذلك التوجيه الرائع للملك عبدالعزيز الذي كان يؤمن بدور العلم في تهذيب الاخلاق ورقي النفس.
.......
موضوع اعجبني ويستحق القراءة ......
اتمنى ان اسمع تعليقاتكم ..........
ودمتم