الأستاذه القديرة ( القِمَّة ) بما انَّكِ فتَاة وَأتَمَنَّى الاّ أكون ..
مُخطئاً في ذلك .. وبما أنَّكِ مليئَة بالحنَان ..
الذِي أوجده الله في دواخلكِ ومَيَّزُكِ بهِ كإمرَأة رحُومَة ..
ألاتراودكِ رغبَة كَبِيرَة بَينَ الفِينَة وَالأخرَى ..
في أن تَكونِي ( أمَّاً ) رَؤوفَةلمثِل هَذِهِ الطِّفلَة الجَمِيلَة ..
التِي لَدَيهَا من الجمال وَالأنَاقَة مَايَكفِي لأن تَقُول للقَمَر
قُم وَتَجلِس مَكَانه؟
أو عَلَى الأقَل أن تُرزقِي فِي القَرِيب العَاجل بطِفلَة مثلَهَا ..
تُحَسِّسكِ بأمُومَتكِ .. وَتَملأ عَلَيكِ أرجَاء المَنزِل ..
بكُل حَيَوِيَّة وَنَشَاط .. وَتَجعَل جُدرَانه الصَّامِتَه إلَى صَخب
من الأصوَات وَالحَرَكَة؟
أنَّنَا وَالحَقُ يُقَال .. أكثَر مَانُفَكِّر فِيهِ بَعدَ الزوَاج هُوَ أن نُرزَق
بأطفَال كلّهُم بَرَاءَة .. أطفَال نَرَى من خلالهُم طفُولَتنَا ..
وَيُذَكّرُونَا بِهَا ..
بَل الأكثَر من ذلك أن نَرَى أنفُسنَا فِيهُم لاسِيمَا إذَا كَانُوا ..
يَشبهُونِنَا بِشَكِل كَبِير ..
نَعَم أنَّهُم زِينَة الحَيَاة الدُّنيَا كَمَا وَرَدَ فِي كِتَاب الله العَزِيز الحَكِيم
هُم زِينَة الحَيَاة وَنَبض الفُؤاد .. هٌم النُّور بَعد العَتمَة ..
وَهُم السِّر فِي المَحَّار .. هُم كُل ذلكَ وَأكثَر ..
تُرَى هَل حِينَمَا يَرزقكِ الله سُبحَانه وَتَعَالِى بِطِفلَة جَمِيلَة كَتِلك
هَل تَكتَفِي بإرضَاعهَا وإطعَامهَا وَسِترهَا باللبَاس المَحشُوم ..
ام أنَّكِ وَهَذَا مَا أتَوَقّعه مِنكِ سَوفَ تُقبّلِيهَا فِي كُل ارجَاء جِسمهَا
وَتحضنِيهَا بكِلتَا يَدَيكِ وَتَشَدِّيهَا بإصَابعكِ من خَدَّيهَا كَتَعبِير وَاضِح
وَصَرِيح على حبُّكِ اللاّمَحدُود لَهَا وَعَلَى أنَّهَا أغلَى من نُور عَينَيكِ
وَجُزءاً لايَتَجَزَّأ مِنْكِ؟
وَلَيسَ هَذَا كُل ذلك ..
بل تَخَيِّلِيهَا وَهِي عَائِدَة من مَدرَسَتهَا فِي أول يَوم من الدَّرَاسَة لَهَا
تَخَيّلِيهَا تُقبِل عَلَيكِ بـ ( مَريولَهَا ) الأزرَق ..
وَتَنظُر إلَيكِ بِنَوع من السَّخط وَالإرتِيَاب لأنَّكِ تَركتِيهَا وَحِيدَة ..
في المَدرَسَة وَسَط عَالَم مُخِيف لم تَعهده منذِي قَبل؟
تَخَيَّلِي حِينَمَا تَحتَضنِيهَا فَإذَا بِهَا تَدفَعكِ بِيَدهَا الصَّغِيرَة الطَّرِيَّة
بِقوَّة كَتَعبِير عَن رفضهَا لإحتِوَاءُكِ لَهَا .. وَلِغَضَبهَا مِنكِ ..
وَمعهَا الحَق ..
لأنَّه لم يُرَاوِدهَا شَك فِي أنَّكِ سَوفَ تَتَخَلِّي عَنهَا فِي ذَات يَوم
حَتَّى وإن كَان فِي ذلك مُستَقبَلهَا حَتَّى لَوكَان فِيهِ عَدَم دَرَاسَتهَا
يا الله مِنه جَمِيل هَذَا العَالَم ( الطّفُولِي ) بكُل مَافِيهِ ..
جَمِيل بإزعَاجه .. بِتَكسِيره لأثَاث المَنزِل وَالشَّخبَطَة عَلَى جُدرَانه
وَالأجمَل من ذلك كُلّه .. جَمِيل حَتَّى فِي بُكَاءُه ..
سَألتُكَ يَارَبَتَاه .. الاّ تُحرِمنَا من هَؤلاء ( الأطَفال ) ..
الذِينَ هُم أمَلنَا الوَحِيد من بعدُكَ .. فِي هَذِهِ الحَيَاة الزَّائِلَة ..
أنَّكَ سَمِيعُ ُوَلِلدَعوَات مُجِيب وَأقِف هُنَا؟
/
/
المَحبِرَة اللامُنتَهيَة