2-موانع خارجية ( اجتماعية / تربوية ):
فقد تشكل العادات والتقاليد حاجزا يحد من حرية التعبير ، مثل الفتاة التي تصمت عند قدوم زوج لها ، مما قد يؤدي لفشل الحياة الزوجية برمتها.
وقد تكون التربية داخل الأسرة كما ذكرنا من قبل معوق لحرية التعبير،
فالأسرة هي مركز التدريب الأول للطفل على حرية التعبير، فإذا كانت
العلاقة السائدة داخل الأسرة هي علاقة القائد بالجنود ( نظام عسكري ) .. فماذا نتوقع؟
طرق غرس تلك المشاعر في نفوس أبنائنا
1- طفلي مشروع حياتي:
وتلك أهم عقبة تواجه أي والدين في تربيتهما لأطفالهما، فكثير من أطفالنا يولد ولديه جذوة العبقرية تتقد في ذهنه، ولكننا نطفئها بتعاملنا بازدراء وسوء معاملة لأفكاره وأطروحاته، فالوالدين يعتبران أن طفلهما مازال صغيرًا، مما يعطيهما حق الوصاية عليه، ونسوا أو تناسوا أن هذا المخلوق قد خلقه الله له عقل وروح يحتاجان إلى أن ينشطا ويعملا حتى يصل إلى الاستقلالية الحق التي ينشدها أي مربي لمن يعمل على تربيتهم. فتعامل مع ابنك على أنه ( مخترع صغير )، أو ( عبقرينو في بيتك )، تعامل معه على أنه ( مشروع حياتك )؛ الذي يحتاج إلى مثابرة ومجهود حتى ينجح ويؤتي ثماره.
2- الاستماع والإنصات:
وهذا يبدأ منذ اللحظات الأولى في حياة الطفل، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن إبداء الأم اهتمامها بوليدها في الأسابيع الأولى من ولدته، تجعله يسرع في عملية المناغاة والتآلف مع أمه. فالطفل يحتاج إلى أذن تسمع، ولسان يحاور، لا تعليمات وأوامر. وليحرص كل أب وأم على الإجابة على كافة أسئلة أطفالهم – بما يتناسب وقدرة عقولهم ومرحلتهم السنية -، فأسئلتهم تلك هي فاتحة التعلم وعنوان لذكائهم وتزكية له، وكذلك يجب على الوالدين تشجيع التحدث وطلاقة الأفكار بين أفراد الأسرة الواحدة، فكل ذلك يؤدي لذكاء أطفالنا وجدانيًا وعقليًا.
3- اترك العنان لخيال طفلك:
فحاول ألا تكون سلبي في طريقة تعاملك مع خيال طفلك، فإذا فجاءك طفلك بتعامله مع علبة اللبن على أنها سيارة، لا تصدمه وتبدي رأيك الواقعي بأنها مجرد علبة لبن وعليه أن يضعها في سلة المهملات، بل حاول أن تشجعه على التصور والخيال، فهذه مشكلتنا حين نريد أن نلعب مع أطفالنا لابد لنا أن نوجه ونقرر!
4- تغافل عن أخطائه:
إذا كان الكبار يتعلمون بعض الأشياء بالقراءة فقط، فالأطفال يتعلمون كل شيء بالعمل والممارسة، لذلك إذا كنا دائماً نعاتبه على أخطائه فكأننا نعاتبه على التعلم.
5- بنك الأفكار:
أحرص على المناقشة والحوار بين أبنائك دائمًا، وعلمهم طرق متعددة لحل المشكلات، وإذا واجهت الأسرة مشكلة، فليجلس الجميع لمناقشتها ومحاولة حلها، وحاول تخصيص يوم في الشهر ( يوم التفكير والحوار )، وضع أمامهم بعد المشكلات واترك لهم حرية إيجاد الحلول من خلال التحاور فيما بينهم، وحاول أن تخصص مكان لافت في البيت وضع عليه تلك الأفكار الخاصة بأطفالك، وسمه ( بنك الأفكار ).
6- تعزيز الإيجابية لدى الأبناء:
وهذا هو الهدف من تربيتنا لأبنائنا وهو زرع الايجابية وروح المبادرة في نفوسهم منذ الصغر ، وسيبدأ هذا منكما – أي الوالدين :
- حاولا المناقشة حول أمور تخص البيت بهدوء وتبادلا المناقشات أمامهم منذ الصغر ليتعودا على المناقشة والحوار.
- أشركا أطفالك في إدارة أمور البيت، واجعلا كل واحد منهم - كل فترة - وزير مالية البيت لمدة أسبوع.
- دربا أطفالك على الشورى، وعودوهم على المشاركة في صنع القرار، وشجعوهم وحاولا أن تخففا من بسط سلطاتكما ونفوذكما عليهم.
- حاولا أن تشركوهم في أعمال تطوعية وخدمية لمجتمعهم منذ الصغر.
- علما بقلم أحمر على أخبار معينة في الجريدة، ثم اتركاها لفضولهم، ستجدونهم يقرءونها ويناقشونكما فيها.
7- تنمية التواصل الاجتماعي للأبناء:
فتواصل طفلك مع من حوله وفي سنه له فوائد نفسية وعقلية وجسمية وروحية، تنعكس على توازن نمو شخصياتهم وهم في طور النمو، لذا حاول أن تشجع أطفالك على عقد صداقات مع من حولكم من الأقارب والمعارف حتى تكون مطمئن على نوعية وطبيعة تلك الصداقات، مع ترك الحرية للطفل لكي يختار صديقه، مع ضرورة الاطمئنان علي حسن اختيار الطفل للصديق.
من المهم أن يُغرس في الطفل منذ صغره أن للحرية ضوابط وحدود ( حرية بلا حدود = فوضى )، وأن الحرية دائمًا ما تقترن بالمسئولية،فحرية الفرد تنتهي عندما تتعارض مع مبادئ الإسلام وثوابته وأخلاقه، وعندما تبدأ حرية الآخرين.