قلبي لا يحتمل ، فقط يريد أن يستوعب من يحب ، يريد أن يبذل ، أن يضحي ، أن يقدم لمن أحب الروح والجسد ، يريد أن يكون اسدا هصورا في وجه الغير ، عصفور بلله قطر السماء ، وانتفض من برد الشتاء ، يريد أن يحتضن .
يا قلب لا تحزن على ما فات ، فوالله ما مضى لا يعود ، ومن كنت احسبه يستحق مجلسك رأيته لا يناسبك جلوسه فيه ، كما أنه لم يكن يقدرك حق التقدير .
يا قلب أنت من الطيبين ، ولا أرضى لك إلا مثلك ، فقد عهدتك متسامحا ، واضحا ، صريحا ، تحب الخير للآخرين قبل نفسك ، وتحمل أجمل الأخلاق ، ولا أرضى لأحد أن يدنسك بفكرة أو عمل .
يا قلب لا تحزن على ما غات ، فبعض الناس يضيعون الفرص من حياتهم ، وأنت كنت فرصة في حياة الكثير ، وكنت أمنية للشرفاء ، وكنت مهوى لكثير من العقلاء .
يا قلب لا تحزن فأمامك من ينتظرك ، أمامك من يقول لك : ها آنذا ، أحبك فأحبني ، وأمر تطع ، وانظر إلي أسرك ، وغب عني أحفظك في كل حين ، في سري وجهري ، في صلاتي ولهوي ، في غدوتي وروحتي ، في قيامي وجلوسي .
يا قلب لا تحزن ، فأنت طيب ، وكدت تستغل نظير ذلك ، وكدت تقع في حبال المكائد ، وطريق الذلة والمهانة ، لأنك أعلنت حبك ، وأطلقت لسانك ، وعبرت بما في خاطرك ، فعلم من ذلك أنك لا تستطيع الاستغناء عنها باي صورة ، فكان التمرد .
يا قلب لا تحزن فلكل شيء نهاية ، فإما نهاية عذابك ، أو نهاية حياتك ، وفي اي منها راحة لك ( اللهم أحييني إذا كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إن كانت الوفاة خيرا لي )