يقول احد علماء النفس (ان البنت تولد وبين ضلوعها قلب ام) .
من الناحية (السيكولوجية) -اي النفسية- لا اعرف مدى صحة هذه العبارة من عدمها ، لكن لدينا زميلاتنا في الديوان بامكانهن ان يعطيننا تأكيدا على هذا الكلام ، فأهل مكة ادرى بشعابها كما يقولون .
اما انا فاعتقد ان قائل هذه العبارة كان على حق تماما، ولكي تتأكدوا تأملوا معي هذه القصة الحقيقية .
قبل فترة خرجت احدى البنات الصغار والتي لا تتجاوز ال(10) سنوات من المنزل لتلقي الزبالة خارج البيت ، وبينما هي ترمي الزبالة في حاوية القمامة اذا بها تسمع انين وبكاء طفل صادر من داخل الحاوية ! ترى هل خافت وهربت ؟
بالعكس تسلقت البنت الحاوية ونزلت بداخلها لتفاجأ بطفل رضيع يئن ملفوفا بقماش ابيض ظاهر من حالته انه لم يمض يوم على ولادته.
فاخرجت الطفل الرضيع واخذته الى مكان لا يراها فيه احد - وبغريزتها الأنثوية - بكل حنان حاولت ان تفعل مع الطفل ما تفعله كل ام عندما يبكي الرضيع من الجوع ، لكنها لم تنجح بالتأكيد وما زال الطفل يبكي .
فجلست الصبية ففكرت بزريبة الغنم - اعزكم الله- التي خلف منزلهم ووضعت الطفل واحضرت علبة بيبسي فارغة وامسكت باحدى الغنمات لتحلبها لكن الغنمة هربت -الله يسامحها- .
فاحتارت الصبية ماذا تفعل والطفل ما زال يبكي ، واخيرا هداها تفكيرها الى البقالة المجاورة .
فخبأت الطفل وذهبت الى البقالة وطلبت حليب سائل( بمصاص) وعادت الى الطفل الرضيع وسقته من الحليب حتى سكت .
ثم اخذت الطفل وعادت به الى البيت لتجد والدتها تكاد تجن خوفا عليها لأنها خرجت من ساعتين ولا تدري عنها شيئا
وفوجئت بالطفل بين يديها وسألتها عن الحكاية فقصت الصبية على امها ماحدث وطبعا قامت الأم بعمل اللازم واخبرت زوجها الذي عاد ومعه الشرطة التي اتخذت الاجراءات اللازمة وسلمت الطفل الى احدى المستشفيات والتحقيق ما زال جاريا لمعرفة حقيقة قصة هذا الطفل.
بعيدا عن الساؤلات وعن هذا الطفل ووجوده في هذا المكان في ذلك الوقت لأنه موضوع آخر لو فتحناه لما انتهينا ، فقط احب ان اسجل اعجابي وتقديري للصبية على هذا التصرف البطولي بانقاذها للطفل الذي ربما كان سيموت لولا شجاعتها التي احسدها عليها .
في البلاد الغربية اذا قام احد بمثل هذا العمل ، تقوم الجمعيات الاجتماعية ومجالس الأحياء بتكريم هذا الشخص ، اماعندنا فلم يدري احد بالقصة ولولا ان احد اصدقائي في الشرطة اخبرني بالقصة لما سمعت بها .
سلامات للجمعيات المتفرغة للقاءت الودية والحفلات الخطابية اما مجالس الأحياء فهي ليست موجودة اصلا فمن سيقوم بتكريم البنت؟
لها الله يكتب عملها في ميزان حسناتها.
الى اللقاء
mamarrl@hotmail.com
كل الشكر والتقدير للصديق الذي أهداني هذا التوقيع
_________________
حفرتي قبري ؟ مشكوره تعالي كملي الباقي .. ترى ما بقى لي الا كفن وأطياب منثوره ..تعالي لا يهمك جرح من قلبي وصل ساقي.......!