لماذا تهاجر الأحلام
عروبتي أنت أحلامي أعيش بها
وأنت رونق الصحة
دخلت كلّ ذاكرتي التي مرت
فكونت لهيبا ًمن دموع الشوق
يدعوني لكي أحيا
على نجم قريب من بدايتنا
وعنقود أراه معلقاً في الجو
يواجه كلّ أنواع الإضاءة
والحرائق
وجميع فوهات البنادق
أراه مكهرباً مشحون
ليعود مهترئاً يأكله العفن
غاياتنا وقفت أمام حواجز الأوهام
فتناثرت كلّ العقول
والكل أقفل كيسه وبكى عليه
وأطلق دعوة كبرى
الله يا رب العلا حافظ على كيسي
واجعله أميناً من صراصير الوجود
واحفظ كلّ ميراثي لكي أحيا به
واحفظ سمعة الإيمان
قرب المسجد الأقصى
لأخرج من رقاد الموت
كي أرى جسدي
تكاثر في ربوع الكون
وصان العهد من بعدي
إلى ولدي
*****
كلّ الذئاب تكالبت لترى
كلّ الذبائح في وجودي
وكلّ أصناف الطعام
من بينها امرأة لها اسم
غريبٌ ليس من عندي ومن لغتي
تهددني
لأنني لم أغازلها
لأنني ما تركت صغارها تجري إلى قلبي
تعاينه وتجرحه
وتشرق كلّ ما فيه من البهجة
لأنني لم أعش إنسان
أرى وطني يعيش بقلبي الأبدي
وفي لعب الصغار
لأنني لم أرى وطني
به الكلمة تعانق كلّ روح الشعب
لأنني لم أرى القاضي
يغذي العدل في الإنسان
وينهي كلّ أصناف الأضاليل
المعلقة بين فكين
لها في الخبث تاريخ
ويجري الحقد في دمها
ليقتل كلّ من يحيا على الوجدان
*****
وجودي قادني يوماً
إلى طفلٍ
رضيع في فراش الموت
يعالجه الطبيب
وينسى موعد الحقنة
فيقتله
رأيت الطفل يأتيني
بروحٍ لا نظير لها
يحاورني على عجلٍ
لأنه لم يعد يهوا
بلاداً كلّ ما فيها
عظاماً كلها نخره
فعدت أجر أحلامي
وأضرب عقليا الجاري
ليسأل طالباً يهوى
دراسة علمنا الأول
فغاب الدرس في الدفتر
وعقلنا لم يعد يكبر
لأننا لم نعد نعلم بأن العلم دون الحب
لا يعمل
بلا قيمة تغذيه
وتطلق سرّه المكنون
ربيعاً في حقول المجد
والبسمة
أنسروز
العرض الشجري
