الجنسينغ – وهو غالي الثمن ويعتبر من الأعشاب الطبيعية الشائعة التى يسود الإعتقاد أنها تخفف من أعراض الضغط و المرض والإرهاق – لا يحسن من الأداء الجسمانى أو من تثبيط المناعة الذى تسببه التمارين الرياضية كما تشير بعض الدراسات الحديثة. ولا تؤيد نتائج هذه الدراسات استخدام الجنسينغ كمولد مساعد للطاقة للتغلب على الإرهاق أثناء بذل المجهود الجسمانى العنيف والمتكرر. وبالإضافة الى ذلك فإن تقييم التغيرات الحادثة فى الجهاز المناعى المخاطى و حالات أمراض الجهاز التنفسى العلوى (URTI) أثناء مدة التجربة يؤدى الى استنتاج أن الجنسينغ ليس له أى فائدة علاجية فى منع وعلاج الأمراض التنفسية.
وقد تم استخدام الجنسينغ فى الطب التقليدى منذ مدة طويلة فى الدول الآسيوية كعلاج للعديد من الأمراض. ويصنف الجنسينغ فى العديد من الدول ضمن المكملات الغذائية فى وجود بحوث علمية محدودة فى الوقت الحالى تدعم قيمته الدوائية المحتملة. و أنصار الجنسينغ يعتقدون عادة أن تناوله مرتبط بتحسين القدرة على التكيف والتغلب على العديد من أنواع الضغوط ومن ضمنها تلك التى يتسبب فيها الجهد الجسدى المضنى. ولذلك فإن الباحثين فى جامعة ولاية واين بالولايات المتحدة قد اهتموا بالعلاقة بين الجنسينغ والإجهاد الناتج عن التمارين الرياضية. وحيث أن أداء التمارين الرياضية المضنية يعتقد أنه يثبط من الوظائف المناعية وأن الأفراد الذين يتم تثبيط جهازهم المناعى يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسى العلوى فقد فحصت الدراسة الجنسينغ كمحفز لتحسين الجهاز المناعى وكعامل غذائى يساعد فى منع وعلاج الأمراض التنفسية العليا مثل الزكام. وقد ركزت الدراسة على آثار تناول الجنسينغ لمدد طويلة على التغيرات فى الجهاز المناعى المخاطى و الأداء الجسمانى و معدلات الشفاء بالنسبة للأفراد الذين يقومون بأداء تمارين مجهدة لفترات طويلة.
و قد قام الباحثون بإشراك ثمانية وثلاثين من الشباب البالغين الأصحاء والموفورى الحيوية بطبيعتهم فى الدراسة. وقد تم تقسيم المجموعة إلى مجموعة تتناول الجنسينغ كغذاء تكميلى و مجموعة تتناول علاجاً تمويهياً . وقد أدى المشتركون سلسلة من اختبارات التمارين الرياضية التى تتطلب مجهودات قصوى فى دورات ثابتة قبل وبعد فترة ثمانية أسابيع من التكميل الغذائى. وقد تم جمع اللعاب لقياس التغير فى الإستجابة المناعية. وقد تمكن الباحثون من التوصل الى نتائج متشابهة للمناعة المخاطية بين المجموعتين المعالجتين بالجنسينغ والعلاج التمويهى. ولم يتغير أداء أى من المجموعتين أو استعادتهما لمعدل النبض الطبيعى بعد التمارين. وبالإضافة الى ذلك فإن أعراض ومظاهر أمراض الجهاز التنفسى العلوى المسجلة أثناء فترة الدراسة مقسمة بالتساوى بين مجموعتى الجنسينغ والعلاج التمويهى.
وكما يقول كاتبو الدراسة، فإن إمكانية تأثير نخبة من الأعشاب على صحة واداء البشر مستمرة فى جذب اهتمام الباحثين والممارسين للطب على حد سواء. وفى تلك الدراسة ، فإن التكميل الغذائى بالجنسينغ لم يكن مؤثرا كعامل مضاد لتثبيط المناعة الناشئ عن اداء التمارين الرياضية أو فى تقليل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى العلوى .وقد تمكننا بفضل طرقتنا الفريدة فى وضع نماذج للتمارين الرياضية من أن ننظر للمرة الأولى إلى تأثيرات هذا العشب الغامض على أشخاص مرهقين بالفعل