إني .... راحلٌ
ألملم بعثرة القوافي
وأسير في معراج التكتم والإنزواء
ألملم ما فضل من تعاستي وبؤسي
فقد أعطتني رائحة لا أستحقها
أرسلت أسمائها بابتهاج النور
أرسلت مفتاح حجرتها الصغيرة
أرسلت دميتها وظفيرتها الموشحة بالشذى
كتبت في معجمها :
هي المراة التي لم تدرك بعدُ أسماء حزنها
هي الزهرة المورقة في نداوة حبها
هي التي أناطت سر عشقها المسائي
كانت تكتب في مناورات الذات
وترتخي على وسادتها الجنونية
فتهيم كطفلة حلمها دمية ،
تثير فيها رغبة الدفء وسر الحنان .
كنت أصف أشواقي على منضدة الليل
أحملق في حروفها التي لايفقه معناه المنشدون
فأغسل لليل هيامي وأقول :
خذي ما شئت من بوح
فأنا وأنت على نقطة فضائية
والفاء منا هي الفرح ..
هكذا فارقتك دون أن أقرأ سؤالك
فعدت مثل معتوه
أنظر لصورتي المهتزة فوق الماء
واقول هل أحقن الذاكرة بأبجديات الكذب
والصباح يستعيد تجاعيد عمري البالية .
هكذا كنت أهرب من تفاصيلي
والليل يستدنيني ،
فكيف أساوي نداوة حرفك المعشوشب
فالصباح عاشقه ، والمساء عتمته المخامر ؟
وأنا لم أطق جهلي فقررت الارتحال
قررت أن أفتح الباب لكي لا يلمسني حرفك
فيرشفني السؤال :
لماذا أنت أعمى ؟
وتدون تاريخ ظلها ..
فعد إلى ظلمتك وانأى
فلك يقظة واحدة
كي تستطيع الارتحال دون أن يعقبك الطريق .