أحبتي الغوالي,
ودي أن أحكي لكم قصة كتابة قطعتي هذه لكم قبل سردها:
كنت جالسة جنبها في الحافلة التي كانت تقلنا الى العاصمة ,المدينة الكبيرة التي يمكنك ان تختفي فيها وتخفي همومك معك. كانت الحافلة قبيل العصر قد قربت من المدينة الكبيرة بعد رحلة طويلة تحت لفحات الشمس نهبت الحافلة خلالها الارض نهبا. بعدما هب نسيم العصر علينا استفقنا من اخفائة الظهيرة ونظرنا لبعض وتبادلنا السلام لاننا لم نكن قد تعرفنا على بعض لما جلسنا اول مرة من كثر الظلام الحالك في القرية حين دخلنا الحافلة في فجر نفس اليوم. بعد هنيهة وتنهيدة من رفيقتي في السفر, التفتت فلمحت دمعة تتدحرج من فوق خدها الايسر الذي من ناحيتي, وجدت عيناها شاردتان نحو امواج المحيط الهادئة. قد كانت الحافلة حينها تكمل رحلتها نحو العاصمة عن طريق البحر. سمعتها تقول بصوت خافت: سآتي أيها البحر. قد جائت رفيقتي (كما حكت لي بسرعة) لتدفن همومها بعد عناء طويل , تأمل طي الماضي في المدينة الكبيرة, ماض حب تركها أشلاء فلم تجد بعد لنسيانه سبيل. حينذاك تكلمت بلسانها في هذه الخاطرة . ارجو أن تعجبكم وعنوانها أول كلمة همست بها قربي.....
سآتي يا بحر
سآتي يا بحر نقعد أنا وأنت سوا
علك تطفئ بمائك نيران قلبي
علني أشفى من آلامي وأكف عن أحلامي
لقد سمعت يا بحر أنك تتحمل كثير
وأنك لمرضى الأرواح الشفاء والدوا
تعال يا بحر نقعد سويا من غير رقيب
سأحكي لك أنات فؤادي الكئيب
ستعرف كل ما بالضلوع انطوى
أصبحت أعز حتى على من ما له نصيب
لأن فؤادي بنار الوجد اكتوى
يقولون بأنك حنون
الحديث إليك دوما ذو شجون
أسمع إذن, فإن ما عندي كثير
كان بقلب أعماقي قد اختفى وانزوى
سأرمي بثقلي على أمواجك يا أغلى صديق
لتسري بها بعيدا بعيدا
لتقذف بها إلى الشاطئ الآخر دون رجوع
فتهدأ حينها أو صالي وتجف الدموع
سيرجع موجك الصافي ثانية لي من جديد
ستسلي قلبي المريض تعلمه هزم الأحزان
وتريه كيف الصبر على قهر الجوى
تعالى يا ذا الصدر الرحب الكبير
يا من سراجه لعتمة الشاكي ينير
يا كاتم أسرار العذارى
فبيني وبينك عهد يا من.....
فؤادي بأنسه من نبع الأمل ارتوى
أرجو ان تنال قبولكم
أمامة