طــــعنـــــة فـــــــــــي الصمـــــــــيـــــــــــــــم
(1)
آخر بقايا ضياء الشمس توارى عبر أمواج البحر الثائرة...
وهي لاتزال تجلس على تلك ا لصخرة تتأمل روعة لحظات الغروب على الشاطئ بدت في جلستها تلك كأنها حورية من البحر!!
بشعرها الذي ينسدل بنعومة حتى أسفل ظهرها وعيناها تعكسان لون الغروب...
كان هو هناك يسير ببطء وتثاقل لفت انتباهه شخص ما هناك على الصخرة..!
شيء ما شده لأن يذهب..
اقترب منها..
التفتت لمصدر الصوت..أخذت تنظر اليه وهو يتأملها..
تعلقت عيناهما بشده..فترة صمت طالت..
أمواج البحر كأنها موسيقى عذبة...
صفير الرياح استحال لتغريد الطيور...
رباه...لاتستطيع أن تصدق ماتراه...
هل هو حلم..؟!! أم حقيقة..؟! هل هي تعيش على أرض الواقع..؟
تجمدت...
دقات قلبها أصبحت عنيفة...
أخذ يتأملها...يتعجب من هذا الجمال الرباني..!!
لمنه استجمع قواه فقال: أطريق الشاليهات من هنا؟!
نزل صوته على مسامعها كعاصفة ثلجية...!
هز كل أطرافها...فجمدتها...
بدت كالمصعوقة...
حاولت الرد...
شعرت أن لسانها لايقوى على الكلام فأومأت برأسها..ثم ذهب وتركها...
انحدرت دمعة على خدها...
انه هو..صوته...عيناه...طول قامته...
شعره الأسود الكثيف...
توالت الدمعات... تحولت ا لى بكاء عنيف...
انها لم تصدق أن تخرج مما هي فيه...
حتى يعود اليها ماضيها.. فالذي وقفت أمامه قبل لحظات ماهو الا صورة من أصل...حبيب طفولتها.. ورفيق صباها.. وحلم عمرها...
ابن خالتها فارس...!!
ولكن أين فارس...وأين هي..!!
استفاقت ريما من شرودها..وانتبهت فإذا هي وحدها على ا لشاطئ والظلام قد جر أثوابه على السماء...
أخذت تجر قدميها لتذهب الى حيث الجميع هناك...
دخلت...نظرت إ ليهم جميعا...
جلست معهم..أخذت تداعب هذا وتمازح تلك... وفي داخلها براكين تقذف حممها بلا رحمة..!!
بعد ساعات نهضت الى غرفتها...
وهناك فتحت الحقيبه...
أخذت تقلب محتوياتها..
ودموعها تجري...
صوره.. رسائله.. الهدايا.. الورود الذابله.. بقايا عطره...
أقفلت الحقيبه...
تأوهت بألم وحرقة...
أين أنت الآن
براكين الآسى والحزن...المشهد الذي كان أمام عينيها ...
كل هذا حاولت أيام وليالي طويلة أن تتجاوزه...
ولكن منذ أن رأ ت ذلك الشخص على الشاطئ والآلام استيقظت من سباتها...!!؟
رباه ارحمني..هكذا كانت تردد وتحاول أن تمسح دموعها...
حاولت أن تنام ..لكن النوم جفاه..
واتخذ منها الأرق رفيقة له...
تقلبت على فرا شها طويلا...تحاول عبثا أن تتناسى ماحدث...
وبعد محاولات يائسه خرجت للشرفة تراقب القمر وتناجيه..عن حزنها وآلامها...
حتى ودعها راحلا وبزغت أولى خيوط ا لفجر...
ومع اشراق الشمس تناولت افطارها..وخرجت للشاطئ علٍٍِ أمواج البحر وثورته تخفف عنها...
وبعد أن أعياها المسير جلست على تلك الصخره..