بسم الله الرحمن الرحيم
وقفه في بعض قصايد الامير محمد السديري ارجو ان يطلع عليها الكل
حينما تذكر القصيدة النبطية ذات الوزن والعمق في المعنى يذكر شاعرنا الراحل الأمير محمد بن أحمد السديري رحمه الله والشاعر السديري يعد من الشعراء
الفطاحلة في مملكتنا الحبيبة وهو غني عن التعريف فالقصائد المعبرة هي أكبر دليل على تمكن هذا الشاعر ومن في هذا البلد أو غيرها لم يقرأ أو يسمع بعضا من
روائع السديري في العديد من أغراض الشعر سواء غزلا أوحماسا أوحكمة، ومن منا لم يستمع لكلماته الرائعة المغناة؟
لولا الهرم والفقر والثالث الموت
بالآدمي بالكون ياعظم شانك
سخرت ذرات الهوا تفهم الصوت
وخليتها أطوع من تحرك بنانك
جماد تكلمها وهي وسط تابوت
تاخذ وتعطي ماصدر من بيانك
وعزمت من فوق القمر تبني بيوت
من يقهرك لو هو طويل زمانك
لولا الثلاث وشان من قدر الفوت
نفذت كل اللي يقوله لسانك
لما في هذه الأبيات من حكمة ووصف دقيق يدل على شاعرية فريدة من نوعها وفي هذا الزمن الذي نعيشه نادرا مانجد أبياتا شعرية تحمل مثل هذه المعاني القيمة,
ورائعة أخرى صيغت لحنا أخذ الشيب والشباب يرددونها وقل مانجد من لايحفظ كلماتها التي شدا بها الفنان محمد عبده هذه الكلمات التي تتعمق في قلب المستمع
وفيها من المعنى والوصف والعمق والحكمة الشيء الكثير,
يقول من عدا على راس عالي
رجم طويل يدهله كل قرناس
في راس مرجوم عسير المنالي
تلعب بها الأرياح مع كل نسناس
في مهمه قفر من الناس خالي
يشتاق له من حس بالقلب هوجاس
قعدت في راسه وحيد لحالي
برأس الطويل ملا بقه تقل حراس
وجاء في قصيدته هذا الوصف بشكل رائع حين يقول
متذكر في مرقبي وش غدالي
وصفقت بالكفين ياس على ياس
أخذت أعد أيامها والليالي
دنيا تقلب ماعرفنا لها اقياس
كم فرقت مابين غالي وغالي
لو شفت منها ربح ترجع للأفلاس
ياما هفا به من رجال مدالي
ماكنهم ركبوا على قب الافراس
كان الى جواري رجل مسن جاوز السبعين عاما وهو خفيف الظل وكنت أستمع لهذه الكلمات وهي تغنى في شريط كاسيت فطلب مني ذلك الرجل اعادة الشريط ليسمع هذه
الكلمات فأعدت له الشريط ومن ثم طلب اعادتها ثانية فثالثة وصمت قليلا ثم قال لي: (صدق هذا الشعر) وصدق المثل الشعبي الذي يردده العامة من الناس (المتحزم
بهذه الدنيا عريان) واضطررت مع تأثر ذلك الرجل بكلمات السديري خصوصا حين قال:-
حملي ثقيل وشايله باحتمالي
وأصبر على مر الليالي والاتعاس
وأرسي كما ترسي رواس الجبالي
ولايشتكي ضلع عليه القدم داس
يابجاد شب النار وادن الدلالي
وأحمس لنا يا بجاد مايقعد الراس
ودقه بنجر ياظريف العيالي
يجذب لنا ربع على اكوار جلاس
وزله الى منه رقد كل سالي
وخله يفوح وقنن الهيل بقياس
وأخذ محدثي يجهش بالبكاء فما كان مني الا أن أوقفت الشريط وكان بالفعل متأثرا من كلمات شاعرنا الراحل رحمه الله,
وكم أعجبت وأثيرت عاطفتي حبا وتقديرا للشاعر السديري حينما اطلعت على ديوانه الشعري وكم أعجبت بأبيات ابنته/ريما التي جاء فيها تعبير دقيق أيضا حين تقول
من شوفتك يابوي ياما تشافيت
من شدة الفرقا نزف دمع عيني
مالي على الفرقا جلادة ومليت
ليتك يابو زيد المسمى تجيني
ياسيدي أفرح بزولك لياجيت
وأضحك ليا شفتك مع الضاحكيني
وان شفت زولك قمت طولي وهليت
بمية هلا ياسيد العارفيني
وفرحت باسماك العزيزة وناديت
يانورنا ياعزنا يايقيني
يوم أشوفك فيه يابوي غنيت
ومن غبت عني ضاع كل اليقيني
يستاهل شاعرنا الكبير أكثر من هذا التقرير والثناء تكريماً يليق به مكاناً ومقاما فيها نوع من رد الجميل لشاعر عملاق أثرى الساحة الشعرية بشعره
وأصبح الجميع يبحث عن قصائد هذا المشاعر لما فيها من معان جميلة وتعابير صادقة وتكريم السديري مطلب الجميع ممن أحبوه رحمه الله وهذا أقل مايجب أن نقدمه
للشاعر الأمير رحمه الله رحمة الأبرار وأدخله فسيح جناته
منقووول..
ودمتم محبكم النوووفي