بعينيه الصغيرتين بدأ يتأمل بقايا منزل كان هنا, منزل كان يحتضنه هو وامه وأخوة له صغار... لم يبقى من المنزل إلا ركام وذكريات تناثرت هنا وهناك تحت الركام .... بدأت دمعة تلمع في عينيه الصغيرتين.... رويداً رويداً بدأت تتدحرج الى وجنتيه.... بدأ القهر والغيظ يعتملان في صدره كان بالمقربة من جندي حقير .... كان يقول شيئاً كان يشير بيديه وبكل ما في صدره من غيظ وقهر انطلق نحو الجندي... قاوم وقاوم... ولكن سقط صغيرنا على الارض والدماء تنزف من جسده... وبدأت الدماء الطاهره تخرج على الثرى من حوله ... اقتربت امه احتضنته وبكت فرقا الوداع .... اخوته الصغار خنقتهم دموعهم ... كان الجميع يبكي... كان الجميع يصرخ.... التفت اليهم الجندي ثم غادر المكان وابتسامه شامته تتربع على شفتيه
.... في حقبة من التاريخ بعيدة .... بعيدة جداً
.... كان هناك رجل اسمه المعتصم
كان يبتسم فرحاً بعد فتحه مدينة عمورية
... عمورية.... وفي الجانب الاخر
كانت هناك امرأة أيضاً تبتسم لانها صرخت: وامعتصماه الوحيدة التي كانت تبكي.... هي أم ذلك الطفل... هي صرخت
ولكنها مازالت تصرخ وتبكي ... وتبكي.... وتبكي.... وتبكي