عندما تجلس القرفصاء ، ومنشغلاً عن أمةٍ وكون بأكمله ، ومنتظراً حرفاً ما ، يدفعه شخصٌ ما لا تراه ، وشبح ما لا تلمسه .. فبماذا ننعتك حينها ؟!!
لا تلم غيرك إن وصمك بالسفاهة !
أو عيرك بالتفاهه !!
أو رحمك وقال لك كما قيل لقيس قبلك : وارحمتا له !!
إن الانتظار لا يقتل فقط ..بل يصيب العقل بالجنون ..والاحساس بالطيش .. والمشاعر بعدم الاتزان !
إن الانتظار يعني الخوف "من" والخوف "على" . وبين " على " و "من " قال العشاق أحر ما عندهم !!
فبين خوفك على عزيزك الذي تنتظر .. يحصرك خوفك منه !!
فهل عاقه عنك شغل أم تشاغل ؟!!
وبين الشغل والتشاغل تقع "من" و " على" التي حكيت لكم عنها !
حسناً لنمارس الهذيان سوياً :
هل انصرف عنا ؟!!
ام هل أصيب بكروه ؟!!
وأيهما اعظم مصيبة :فراق عاشق أم فراق وامق ؟!!
فالعاشق تتبعه الروح والوامق تتبعه الروح أيضاً !!
إذاً في كلتا الحالتين ستسحب الروح !!
تباً للإنتظار !!
أكل هذا يفعله بعقولنا ؟!!
آآه هناك حل !!
نعم إنها قاعدة " أهواك بلا أمل " !!
فسأهواك بلا أمل !!
والهوى بلا أمل هو عذاب بلا شفاء .. لكن ميزته أنه بلا تلهف !!
حسناً ..
أشعر أني أكثرت الهذيان مع انني قد انصرفت عنه بكلمة " تباً للإنتظار" السابقة فإذا بي أخرج من بركته لأسقط في بحيرته !!
فتباً للإنتظار "ثانيةً" ..أكل هذا يفعله بعقولنا ؟!!
لكن ..
هل تراها "رحبت بغيري وأنا الولهان" ؟!!
لا أظن !!
بل عاقها مرض ليلى بالعراق !!
نعم هذه سأظن ..لأنها أرحم !!
لا .. ليست بأرحم .. فليكن الهجر ..ولتبقى أنفاسها تعطر هواءً أستنشقه كل صباح !!
لا مفر إذاً من الآآآه !!
فتباً للإنتظار "ثالثةً" أكل هذا يفعله بعقولنا !!
أيها الانتظار ..ماأقسى إلحاحك ..فما ان تنفست هواء سلامتي من بحيرتك حتى كتمت انفاسي بأمواج بحرك !!
وفي البحر لا يجدي الصراخ ..ولا الانتظار ..لكنه ..الانتحار ..ورغما عنك ..لأنه موج أنت قد اخترت خوضه !!
فتباً للإنتظار عاشرةً !!