في كل مساء.. اعتاد الليل أن يسرق من بين عيناي النوم ...
لأبقى ساعات طويلة .. مع نجوم المساء أناجي سرب أطيافك...
لتفاجئني..
لحظات الصباح وهي تسرق ابتسامتي .. التي طالما اعتدت على رسمها فوق شفاهي .... أستيقظ في هذا الصباح بتثاقل ..
تداعبني خيوط الشمس الذهبية.. المتخللة من خلف ذلك النسيج .. المنسدل على زجاج نافذتي .. لتطرق باب عيني .. لإيقاظي..
أنصت بهدوء لتلك الموسيقي العذبة الصادرة من أفواه طيور صباحيه تحلم بيوم لا يسكنه الألم..
أنتزع الغطاء من فوق جسدي المنهك .. من عناء السهر الطويل ..
وأسير نحو تلك النافذة ببطء .. أري كل ما بالخارج يبتسم ..
تلك الطيور المحلقة في الفضاء تغنى لصغارها أغنية الحرية ..
وتلك الأغصان المتفرعة بالسماء تقبل الأوراق الخضراء المتناثرة عليها .. لتمنح قطرات الندي عناقها الصباحي المعتاد لتلك الأوراق..
وأشعة الشمس هناك تلامس كل الوجود بعذوبة متناهية ..
الكل من حولي يعبر عن مدي فرحتهم بيوم جديد مع من تهوي قلوبهم...
لأبحث بين الجميع عن ابتسامتي التي لم تفارقني ..
يوم أن كنت معي.. فلم أجدها ..
رحلت مع رحيلك ..وغادرت شفاهي ليسكنني الحزن الطويل ..
بكل ألم أغلقت نافذتي وسرت بخطي ثقيلة نحو مكتبي ...
أوراق هنا وهناك تبعثرت ..
رسمتُ على سطورها صورتك .. من حروف مشاعري نحوك ..
علي تلك الأوراق .. ملامح خوف يسكنها.. ويسكن قلمي .. أخذت الملمها بين أحضان يدي بحنان .. لا اريد لها مزيداً من الم .. كما يحدث لي ..
حين أمسكت قلمي ارتعش خوف وبكي على بياض الأورق وهو يردد ويقول ...
الا يا وقت وين اللى ... سكن بالي وغادرني ..
تزور أطيافه أيامي .. تسلينى وتبكيني ..
تمنيته ولو لحظة.. يجبر خاطري بكلمة..
أسولف له عن أخباري .. ويسولف لى عن أحوالة .....
.
.
الا يا صاحبي وينك ... سألت الليل عن طيفك ..
تعبت مسامر النجمات ... وتعب قلبي من الأهات ...
أدور لك هنا وهناك ... ابي أسكن أنا وياك ...
قصور كلها اشواق .. نبنيها بمشاعرنا ..
.
.
تعال اليوم يا خلى .. تعال اسكن هنا بقلبي ...
أبي بيديك تمسح لي .. دموع نبعها عيني ..
مضت تجري على خدي .. مضت تجري وهي تشكي ..
جفاك وبعدك عن دربي ..
.
.
الا يا يا آسري قلي .. أذا تسمع صدى همسي ..
تري قلبي عليك ولهان .. مشعل بالضلوع نيران ..
ألا يا نور الأعيان ... كفاية بعد وهجران..
كفاية نعيش بلا عنوان ..
نبي نمسح سوي الأحزان ..
ونبني بالقلوب أوطان
نعمرها بمحبتنا ..
.
.
توقف قلمي عن البكاء .. رمقني بنظرة حزينة وقال ....
خبئيني عن عيون الغدر يا غربة .. وأحملينى بين أحضان يداك كزهرة ..
يفوح شذى حبري من مشاعرك العذبة .. أجعلي قطرات حبري من دمع عينيك .. واكتبيها على جفون العيون بكفيك .. ارسمي الكلمة من بين شفتيك .. وأرسليها لعيون خل بالهوى جافيك ..
.
.
لترتاح أشواقي لتلك الأيام التي كانت
منك وإليك... |
|