اِبتســــم ..( الجزء الثاني )
قال : ((السـمــاءُ كئيبةُ!)) وتجهَّـما
قلتُ: ابتسم يكفي التجهُّمُ في السماء!
قال: الصِّـبا ولًّى! فقلتُ لهُ : ابتسم
لن يُرجعَ الأسفُ الصِّــــبا المتصرِّمــــاَ
قال: التي كانت سمائي في الهوى
صـــارت لنفسي في الغرام جَـــهنَّــما
خانت عــــهودي بعدمـــا ملَّـكتُـها
قلبي، فكيف أُطيق ان أتبســــــمـــــا!
قلتُ : ابتسم واطرب فلو قـارنتها
قــضـــيت عــــمــرك كله متـــــــألما!
قال: التجــــــارة في صراع هائل
مثل المســــافــــر كـاد يقتله الظمـــا
أو غـــادة مسلولــة مـحـتــــاجة
لدم ، وتنفُث كلما لهــــثت دَمـــــــــــا!
قلتُ: ابتسم، ما أنت جالب دائها
وشـــفائها، فــــــــإذا ابتسمت فربما ..
أيكون غيرك مجرماً ، وتبيت في
وجل كــأنك أنت صرت المُجــــرمـــا؟
قال: العِدى حولي علت صيحاتهم
أأُســـرُّ والأعداءُ حـولي في الحِمَــى؟
قلت: ابتسم، لم يطلبوك بذمهم
لو لم تكن منهم أجــل وأعظـمـــــــا!
قال: المواسم قــد بدت أعلامها
وتعـــرضت لي في الملابس والدُمى
وعلي للأحـــــــباب فرض لازم
لكن كــــفي لـيـس تملك درهمــــــــا
قلت: ابتسم، يكفيك أنك لم تزل
حيّــاً، ولست من الأحــبـــة مُعـدمـــــا!
قال: الليـــالي جرعتني علقمـــا
قلت: ابتسم ولئن جـــرعت العلقمـــــا
فلعل غـــــيرك إن رآك مـــرنما
طـــــرح الكــآبة جـــــــانبا وتــرنـــما
أتراك تغنم بالتـــــبرم درهــمــا
أم أنت تخســـر بالبشـــــاشة مغـــنما؟
يا صــأح، لا خطر على شفتيك أن
تتــــــثلما ، والـوجـــــه أن يتــــحطمــا
فاضحك فإن الشهب تضحك والدُّجى
مـــتلاطم ، ولذا نحــــبُّ الأنـجُــمــــــا!
قال: البـشاشــة ليس تُسِـعدُ كائناً
يأتي إلى الدنيـــا ويذهب مُـــــرغَمــــا
قلتُ: ابتســم مـادامَ بينك والردى
شبـــــرٌ ، فإنك بــعـدُ لن تتبــــســــمــا
ما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه، وانشراح الصدر وأريحية الخلق، ولطف الروح، ولين الجانب؛ ((إن الله أوحى إلي أن تواضعوا؛ حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد )).
_____________
لإيليا أبو مــاضي ...
** ** ** ** **
اِبتســم ( الجزء الثالث )
*صعد أبو العنس منبراً من منابر الطائف. فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد .. فارتج عليه، فقال: أتدرون ما أريد أن أقول لكم؟ قالوا: لا.
قال: فما ينفعكم ما أريد أن أقول لكم؟ ثم نزل.
فلما كان في الجمعة الثانية صعد المنبر،
وقال: أما بعد.. فارتج عليه. قال: أتدرون ما أريد أن أقول لكم؟
قالوا: نعم. قال: فما حاجتكم إلى أن أقول لكم ما علمتم؟ ثم نزل.
فلما كان في الجمعة الثالثة قال: أما بعد فارتج عليه. قال: أتدرون ما أريد أن أقول لكم؟
قالوا : بعضنا يدري وبعضنا الآخر لا يدري.
قال: فليخبر الذي يدري منكم الذي لا يدري . ثم نزل .
اِبتســـــــم
*كان أبو نواس خارجاً من دار الخلافة، فتبعه الرَّقَاشي الشاعر، وقال له: أبشر أبا علي، إن الخليفة قد ولاك في هذه الساعة ولاية.
قال أبو نواس: وما هي، ويلك؟ قال الرقاشي: ولاك على القردة والخنازير .
قال أبو نواس: إذاً فاسمع وأطـع.
اِبتســـــــم
*نظر الأصبهاني إلى أبي هَفّــان وهو يحدث رجلاً في السرّ.
فقال: الأصبهاني: فيم تكذبان؟ قال أبو هفان: في مدحك!!
اِبتســـــــم
*أهدى الشاعر المهجري نعمة فزان إلى صديقه الشاعر المهجري توفيق صفوان حذاء، في علبة أنيقة، وكتب عليها هذين البيتين:
لــقد أهديت توفـيـقـا حذاء فقال الحاسدون وما عليه
أما قال الفتى العربي يوما شبــيـه الشيء منجذب إليه
فرد توفيق عليه بهذين البيتين :
لو كان يهدي إلى الإنسان قيمته لكنت أسألك الدنيا وما فيها
لكني قـبلت هذا النعل معتقداً أن الهدايا على مقدار مهديها
اِبتســـــــم
*وقف سائل على باب وقال: تصدقوا علي، فإني جائع قالوا: إلى الآن لم نخبز. قال: فكفُّ من سويق.
قالوا: ليس عندنا سويق . قال: فشربة من ماء فإني عطشان. قالوا: ما أتانا السّـقا،
قال: فيسير من الدهن أجعله في رأسي. قالوا: من أين لنا دهن؟
قال: فما قعودكم هنا؟! قوموا أســالوا معي !!
اِبتســـــــم
* مر أبو العيناء يوماً على دار عدوٍ له فقال: ما خير أبي محمد؟ قالوا كما تحب .
قال: فما لي لا أسمع الصياح والعويل؟!
اِبتســـــــم
*يقول الشاعر أسعد رستم يصف حال العشاق قبل وبعد الزواج وهي قصيدة رائعة حقاً، وصادقة في موضوعها، وما أجمل ما اختتمها به.
قَبل الزواج يكون المرءُ محترقاً ... على التي بهواها قلبه عَـلِـقاَ
والصبُ في قلبه نارٌ مؤجَّـجـةُ ... وإن يكن عند من يهواه قد دنقا
لو حال دون المنى طودُ لحاول اَنْ ... يكون بالفعل ذاك الطود مخترقا
وكلما غَلَّقوا باباً يمرُّ بهِ ... سعى لكي يفتح الباب الذي غُلِقا
تراه ينفق أمولاً قضى زمناً ... من الجـبين عليها يسكب العرقا
ويهجر الأهل والأصحاب أجمعهم ... لكي يكون بها في الحبِّ ملتصقا
يقضي النهار ولا شغل لديه سوى ... ذكرى الحبيب ويقضي ليله أرقـا
وقد يموت وكمْ صَبَّ صبابـته ... جنت عليه فما أبقت له رمقا
لو أنها سألته حاجةً لجرى ... كالسيل مندفقاً والسهم منطلقا
وكم تنـــسم مسروراً بِطَلعتها ... وكم تنهد مشتاقاً وكم شهقا
وقدْ يغار عليها إنهي التفتت ... إلى سواه فيمسي باله قلقا
يشري لها كا ما تهواه من تحفٍ ... يشري الأساور والأطواق والحلقا
حتى إذا وهبته قلبها فغدا ... زوجاً لها وعلى صدق الولا اتفقا
قلَّت محبته للحال وانقلبت ... بغضـاً ولم يبق من ذكرٍ لما سبقا
كأنه لم ينل من دهره أرباً ... لأجله قلبه الولهان قد خفقا
كأنما لم يطب نفساً بزوجتهِ ... كلاّ ولم يقترن يوماً ولا عشقا
فصار يشتمها ظلماً ويلطمها ... وربما وقْتَ غيظٍ رأْسَهَا سَحَقَا
أقلُّ حادثةِ منها تُهـيِّجهُ ... حتى إذا عارضت قولاً له حنقا
يريد منها طعاماً إن تأخر عن ... ميعاده لحظة في وجهها بصقا
كأنما هي من بعض العبيد له ... والعبدُ في هذه الأيام قد عُتِقا
يغيب عن بيته ليلاً فيتركها ... وحيدةّ فتقاسي وحدةً وشقا
حتى إذا سألته أين كان أبى ... ردَّ الجواب عليها والعصا امتشقا
يقول: قومي أيا بنت الكلاب إذاً ... وقطِّـبي بنطلوناً لي فَقد مُزِقا
إجلي اطبخي كنِّسي هيَّا احملي ولداً ... فإنه يقلق الجيران إن زعقا
وهكذا تستمر الحال بينهما ... وربما بعد هذا كله افترقا
بئس الزواج زواجُ لا وفاق به ... ولا بقاء يلا حبٍّ يُعــدُّ بَقا
المرء يطلب رزقاً ليس يملكه ... حتى إذا ناله لك يرض ما رُزِقـا
اِبتســـــــم
* دعا بعضم ضريراً إلى داره. فلما رفع الطعام بين يديه، وأحضر الفاكهة والحلوى وغسلا أيديهما، أراد الضرير الانصراف. فقال له: صاحب الدار: اقرأ لنا شيئا من القرآن.
قال: والله ما حفظت من القرآن غير الفاتحة وربما غلطت فيها.
قال: أسمعنا شيئا من الحديث. قال: ما حفظت منه شيئاً.
قال: فعلك تسمعنا بعض أشعار العرب . قال: لم أرو من الشعر بيتاً .
قال الرجل: عجباً ، هم يقولون أن العميان صناديق العلم.
قال الاعمى: ما هذا من العجب ، أما رأيت صندوقاً فارغاً ؟؟
اِبتســـــــم
*رفعت امرأة ولدها للقاضي واشتكت له كثرة عقوقه لها، فقال له: يا ابن أخي، أما سمعت الله يقول:(( فلا تقل لهما أُفِ )) ؟ فلطمها وقال لها: متى قلت لك أنا ((أف))؟؟
اِبتســـــــم
*سأل حافظ إبراهيم محمد أمام العبد (وكان أسود اللون): لماذا لا تتزوج؟
فقال له:
يا خلـيـلي وأنت خير خليل ... لا تَلُم راهباً بغير دليل
أنا ليل وكل حسناء شمس ... فاجتماعي بها من المستحيل
اِبتســـــــم
*روى الجراح الأخصائي (و.خ) هذه النادرة:
زاره يوماً أحد المرضى ، وسأله الطبيب فيما إذا كان قد زار طبيباً آخر قبل أن يأتي إليه ، فأجب المريض:
كلا ، ولكني ذهبت إلى صيدلي!
فقال: له الجراح (و.خ): وما هو الرأي السخيف الذي أشار عليك به؟
فأجاب المريض: لقد أشار عليَّ بأن أحضر إلى عيادتك!
اِبتســـــــم
*دار هذا الحوار في واقعة حقيقة:
المريض إنني أشعر بتعب في معدتي يا دكتور..
الطبيب: لا تأكل كثيراً..
المريض: وهل الاكل متعب للمعدة؟ إن أجدادنا كانوا يأكلون كثيراً وكانت معدتهم مثل الحديد !
الطبيب: أجدادنا كلهم قد ماتوا..!
اِبتســـــــم
*سألت رئيسة لجنة الإسعاف إحدى الطالبات:
ماذا تفعلين لو ابتلع طفلك مفتاح المنزل؟
فكرت الطالبة قليلاً ثم قالت: أدخل البيت من شباك المطبخ
اِبتســـــــم
*دخلت سيدة لتواسي جارتها التي فقدت زوجها، فقالت لها:
كيف مات زوجك.؟ فقالت: ذهب إلى الدكان ليشتري ربطة معكرونة للطبخ، فدهسته سيارة، فمات على الفور.
فقالت: مسكينة وماذا فعلت؟؟
قالت: ماذا أفعل؟ طبخت كوسا محشي ..!!
اِبتســـــــم
* كان لأحدهم زوجة دميمة وكانت تضايقه على الرغم من ذلك وتنتهز الفرص للتنغيص عليه رغم ما يعاني من الفقر!
فقالت له ذات يوم : لماذا لا تصلح الزجاج الكسور حتى لا يراني الجيران؟!
فقال لها: لا تقلقي فإن الجيران لو شاهدوك لأصلحوه على نفقتهم !
اِبتســـــــم
*صلى أعرابي خلف إمام صلاة الصبح، فقرأ الإمام سورة البقرة، وكان الأعرابي مستعجلاً، ففاته مقصوده.
ولما بكّر في اليوم التالي، وابتدأ الإمام بسورة الفيل ، ولى الأعرابي هارباً، وهو يقول : الفيل أكبر من البقرة..!!!
نقلاً من كتاب ( اِبتســـم د. عائض القرني )
وأخيراً دمتم و دامت الإبتسامة على وجوهكم الكريمة ،،
أختكم ..
أسـ الأمل ـيرة
العرض الشجري
