تسأليني كيف هوى صرح الهوى
وقد كان يوما منارا للعاشقين
يوم كنت كل وجداني وقلبي
وكل عمري وليس العمر بالسنين
قد كان في سواد شعرك ليلي
وكان فجري حين بدا منك الجبين
ومن همسات وجدك عزقت قيثارتي
تلك أوتارها يعذبها رجع الأنين
ومن وحي جفنيك سطرت قصائدي
وفي وصف عينيك كتبت الدواوين
لم أر حسناً بفاتنة ليس فيك
قد جمعت حسن نساء العالمين
ثم كان الهجر منك سجية
سرى بين الضلوع كنصل سكين
وأضحت حياتي بعدك جرداء قفرا
لم تشرق شمس في نهاري ولا
طلع بدر في ليلي الحزين
واليوم عدت بدمع العين تتوسلين
وعن ماضي عهد الهوى تتساءلين
مهلاً صغيرتي مهلاً فصريع مقلتيك
لا تحييه الدموع ولن يبعثه الحنين
وسكب الماء على صخرة صماء
دهراً لن يجعلها أبداً تلين
فابحثي لك عن عشق جديد
يهبك حناني وحبي ولن تعثرين
وابكي صرح الهوى الذي هوى
فلن يجد البكاء نفعاً ولا الأنين
فكم من صرح أخذ بناه دهراً
أضحى في ثواني أثراً بعد عين