العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-2004, 04:45 PM   رقم المشاركة : 1
جاسم العراقي
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية جاسم العراقي
 






جاسم العراقي غير متصل

سلمى الحزينه

اتخيلها دوما وهي تسقي الحقل الصغير المنسي امام كوخها الريفي ,لم تعشق سلمى سوى الورد

والحزن الذي تعلقت به والذي جثا فوق اجفانها المثقله كجثو الليل فوق سنا النهار ,كنت اشاهد

خيوط الضوء المرسله كهدية عرس من عربة الشمس المذهبه وهي تلالا حين تلامس شعرسلمى

وجبينها الوضاء ,عندما كنت ادعوها سلمى الحزينه كانت ترتسم على شفتيها ابتسامه غريبه

كلمحة البرق كنت سابيع الدنيا لقاء دوامها لحظه اخرى ,قلت لها يوما: بما تحلمين سلمى

فقالت بعد صمت طويل:احلم بان يضمني واياك كوخ صغير على جانب ذلك التل البعيد واشارت اليه

فقلت لها : ما اجمل ماحلمت سلمى وتمضي الايام وتحين من الدهر التفاته فكان لابد من رحيلي

اتيتها لاودعها فوجدتها كعادتها تسقي الورد غير انها هذه المره قد اطرقت براسها

وكانها لاتحب ان ترى الدنيا او ربما تريد اخفاء دموعها التي رايتها حين اقتربت منها

وقبل ان تتحرك شفتاي قالت : اعلم انك تريد الرحيل فالى من ستتركني وانت تعلم اني وحيده

ثم انفجرت باكيه ودموعها كان السيل الذي فتت قلبي والقاه كحجاره الى واد سحيق

فقلت لها : ساعود لاجلك سلمى فكفكي دموعك لاتبكي ,قالت اتظن ان الورد سيظل حيا الى ان

تعود والتل سيبقى زاهيا فقلت لها ارجو ذلك سلمى ارجو ذلك ,تركتها ورائي وصوت نحيبها

يختفي شيئا فشيئا ,مضت السنون ولا خبر من سلمى الحزينه وحين اصبحت الحياة بلا الوان قررت

العوده اليها ,وصلت الى القريه التي فاجاتني فدورها اصبحت متناثره قليله مما اوجسني خيفه

فتوجهت فوري نحو دار سلمى ومن بعيد بدى حقلها المنسي وقد ذبلت ازهاره وانمحت معالمه

دخلت الدار الخاويه فاذا بها قد تصدعت جدرانها وانكفات سقوفها ولم يبق سوى اثر اقدام صغيره

تبينت انها لسلمى عندها خرجت مسرعا وفي الباب كانت هناك امراه تبكي وتشير لي الى التل

البعيد فقلت لها :اين سلمى فقالت وهي تجهش بالبكاء: مرضت سلمى ولم ينفع معها شئ ,كانت

تتلفظ باسمك في لحظاتها الاخيره واوصت ان تدفن الى جانب التل فاذهب اليها

لم اشعر بقدماي وهما يحملانني اليها وحين لمحت قبرها الصغير وقد غطته الرمال

رميت بنفسي عليه كاني ارمي باعباء الدنيا جميعا وماسيها عليه ,حينها رحت اناديها بلا شعور :

سلمى مالذي جاء بك هنا , كيف تنامين هنا لوحدك, استيقضي فقد ذبلت ازهارك

عدت اليك لنبني كوخ الضباب , سلمى استيقضي , سلمى هل ماتت الاحلام , سلمى , سل...........................


جاسم العراقي







التوقيع :
http://www.mediafire.com/imageview.php?quickkey=wtvnkcja5trf3o6&thumb=4

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:13 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية