[align=justify]أيها القارئ العزيز ،، قبل أن تشرع في قراءة ما سأنقله لك من أحاسيس أريد منك أن تتأمل جيداً في الصورة المرفقة .
منظر القمر ،، جميل ...
انتشار السحب ،، خلاب ...
تدرج لون السماء ،، رائع ...
تمايل أمواج البحر ،، ساحر ...
الجلوس مع النفس للتأمل فيما حولها ،، طلب ملح ...
**********
كيف بذلك كله يجتمع في مكان وزمان واحد ؟!!
نعم أحبتي ،، كم هو جميل أن تعيش متعة تلك اللحظات في وقت واحد ...
لقد عشت تلك اللحظات حقيقة وواقعاً ،، فكتبت على إثر ما شاهدت هذه الأحاسيس ،، ولعلي أعيد الكرة وأعيشها معكم خيالا في هذه الخاطرة ،، فأهلا بكم معي في هذه الرحلة في عالم الخيال :
منذ أن يعلن فصل الربيع رحيله ، ومع ذبول آخر زهرة من زهرات ذلك الفصل الجميع فإني أترقب بفارغ الصبر قدوم فصل الصيف !! قد تتعجبون وتقولون : ماذا يريد هذا من فصل الصيف ،، فحرّه شديد ،، ولهيبه حار ؟!! نعم معكم حق في ذلك ،، ولكن سبب حبي له هو أن موعد إجازتي السنوية سوف تكون في الصيف ،، حيث أعتدت على قضاء الإجازة السنوية في مدينة جدة الساحلية الجميلة ،، حيث هناك الأقارب والأحباب ،، وعلى رأسهم أعز وأحب قريب وصديق (( الوالدين )) ،، ناهيك عن عشقي القديم لشاطئ البحر الأحمر ،، حيث أن أنفاسي الأولى مازجها نسيم البحر الأحمر الجميل ،، فلا تلوموني في ذلك العشق ...
وأثناء تواجدي في تلك المدينة الجميلة فإنني أحرص بشدة على الجلوس لشاطئ البحر الحمر الرائع بشكل شبه يومي ،، غير أن هناك موعد محدد أحرص عليه أيما حرص ،، ذلك الموعد هو ليلة الخامس عشر من كل شهر ،، ففي تلك الليلة يكتمل القمر فيكون بدراً ...
أحبتي ،، عيشوا معي هذه الأحاسيس :
ما أجمل تلك الليلة على شاطئ البحر ،،عندما ترفع بصرك للسماء الجذابة بتدرجات ألوانها البديعة فتشاهد القمر وقد أكتمل وظهر في أحسن حلة ،، ليكون بدراً ساطعاً يجذب الأنظار ،، ويبهر الأبصار ،، وكم يزداد الموقف جمالاً عندما تخفض بصرك فتشاهد انعكاس ضوء القمر على موج البحر الساحر وكأنه مجموعة من الجواهر تتراقص بهدوء ورقة ،، ويستمر مسلسل الجمال عندما تنفرد مع نفسك على صوت تلاطم الموج ،، فتبدأ تستشف من تلك اللحظات التي تصفو فيها النفس دروساً تستفيد منها في حياتك ،، وإليكم درسين من أهم الدروس اللي تعلمتها في تلك اللحظات الساحرة :
الدرس الأول : (( أن الشدائد مهما طالت ،، فإنه سوف يأتي يوم لا محالة وتزول ،، ويعقب اللحظات المريرة لحظات سعيدة ))
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها **** فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وقد تعلمت هذا الدرس : من منظر السماء عندما يغيب عنها البدر ،، فتظلم السماء بل الكون بأسره ،، ولكن !! ما هي إلا أيام فيقترب موعد ظهور البدر ،، فيبدأ النور بالظهور شيئاً فشيئاً حتى تحين ليلة الخامس عشر فيبدد الظلام وتنجلي العتمة ،، وتظهر السماء والكون كله بمنظره الجميل والخلاب للأبصار..
ولكن !! لن يبقى البدر لنا فسوف يغيب ،، ومع ذلك سيعقب غيابه ظهور جديد فيزيل الظلام الذي حل في غيابه فيشرق الأمل في النفس من جديد ...
الدرس الثاني : (( هناك حقائق قد تخفى وتستتر خلف الكواليس فلا نراها ،، فلربما البعض منا قد يقف عند هذا الحد دون أن يكون لديه شجاعة وصبر حتى يكتشف ما ورائها ))
وقد تعلمت هذا الدرس : من مشهد رائع في تلك الخلوة الهادئة ،، ذلك المشهد هو منظر الخط الفاصل ما بين حد السحاب والبحر ( عد للصورة من جديد لتجد الخط ) حيث أظهر لنا هذا الخط ضوء ذلك البدر الرائع الجميل ،، فكم قد غاب عنا ذلك الخط في طيلة ليالي الشهر ؟!! فهذه حقيقة ظهرت بعد خفائها عنا ،، ولكن احتاجت منا لصبر لمعرفتها ،، فهل عممنا هذه التجربة البسيطة على جوانب أخرى في حياتنا ؟! ....
أحبتي ،، هذه دروس قد استلهمتها من خلوتي تلك ،، أرجو أن تجدوا فيها الفائدة والمتعة ،، وهي بضاعة كاسدة كصاحبها ،، ولكن بكرمكم تقبلوها ...
ولكم مني تحية عطرة يبقى عطرها ما بقي كرمكم الأصيل
أخوكم : أبو نوووف
[/CENTER]