[B][size=3][grade="00008B 00008B 00008B"]
[U][B]المريض عندما يحب!![/B][/U]
كان الشاعر بدر شاكرالسياب في حالة حب دائمة حتى وهو على حافة الموت! يؤكد هذه الحقيقة صديقه الشاعر الكويتي علي السبتي بقوله: (لقد حدثني مرة عن واحدة من علاقاته النسائية, عن ممرضة لبنانية اسمها (ليلى) تعرّف عليها بدر عندما رقد ذات مرة في مستشفى بيروت, وكانت ليلى هي الممرضة المسئولة عن علاجه. لقد كانت تعطف عليه, وهو يفسّر من جانبه هذا العطف بأنه حب! لقد أخبرت بدرا, وهو راقد في المستشفى الأميري, بأنني ذاهب إلى بيروت لفترة قصيرة فطلب مني أن أمر على المستشفى اللبناني, وأن أسلّم له على ليلى الممرضة التي يحبّها وتحبّه! وفي بيروت ومن أجل معالجة السياب نفسيًا دار الحوار الآتي بين الشاعر علي السبتي والممرضة ليلى, قال لها السبتي:
إن بدرًا يحبك يا ليلى.
إن ما بيننا لا يمكن أن يسمّى حبا, فهو مجرد علاقة بين ممرضة ومريض فقط.
ولكنه بحاجة إليك يا ليلى.
- وماذا باستطاعتي أن أفعل له؟
الكثير... اكتبي له أولاً بأنك تتذكرينه.
- هذا محال.
أرجوك, إن هذا ينفعه كثيرًا ويساعده على استرجاع أنفاسه وقد ينقذه من الموت المؤكد الذي يحاصره.
- ماذا تريد مني أن أفعل؟
اكتبي له رسالة, تستفسرين فيها عنه وعن أحواله, وتعبرين في سطورها عن اشتياقك له.
- حسنا, سأكتب له كل ما طلبت.
وفي اليوم التالي, تسلم الشاعر علي السبتي رسالة الممرضة ليلى إلى (محبوبها) السياب, ثم غادر بيروت متوجّها إلى الكويت, حيث كان بدر شاكر السياب راقدا في المستشفى الأميري.
ويضيف الشاعر السبتي: (في لحظة اللقاء الأولى معه, سألني بدر: هل قابلت ليلى؟ ما أخبارها؟ ضحكت, ثم قلت له وأنا أمد له رأسي, هذه قبلتي أولا لك بمناسبة عودتي من لبنان, وهذه قبلة ثانية, طلبت مني ليلى أن أطبعها على جبينك, فرح بدر كثيرا بهذا الكلام, وقد ارتسمت على وجهه ابتسامات عريضة غطت على وجهه, وطلب مني ورقة, كتب عليها على الفور قصيدة عمودية مطوّلة عنوانها (ليلى) وهي من أجمل قصائده الغزلية منها هذه الأبيات:
[قرِّبْ بعينيك منّى دون إغضاء
وخلِّني أتملَّى طيف أهوائي
أبْصَرْتَها؟ كانت الدنيا تفجّر في
عينيك دنيا شموس ذات آلاء
أبْصَرْت ليلى فلُبْنان الشموخُ على
عينيك يضحك أزهارا لأضواء
إني سألثمها في بؤبؤيك كَمَنْ
يُقبِّلُْ القمرَ الفضيّ في الماء
ليلى هواي الذي راح الزمانُ به
وكاد يفلتُ من كفّيَّ بالداءِ
حنانها كحنان الأم دثّرني
فأذهب الداء عن قلبي وأعضائي
لقد كان السياب شاعراً ذا خيال, والخيال موهبة عظيمة يحتاج إليها الشاعر الحقيقي, ولعل عواطفه المجنونة تجاه الممرضة (ليلى) كانت تصب في نظرية الخيال الشعري التي تُعدّ وسيلة لبناء العالم الفني.
.
.
منقول بعد التحرير والاضافة..
..
.
.
مرسول الحب....الودطبعي
[/size][/B][/grade]