منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   منتدى القصص والروايات (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=89)
-   -   إنَّهَا مَرَارَة النَّدَم فَقَد حَانَ مَوعِده .. (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=235059)

إنتــَــــــر 18-05-2009 06:52 PM

إنَّهَا مَرَارَة النَّدَم فَقَد حَانَ مَوعِده ..
 

كنت منهمكاً بترتيب الأوراق على مكتبي ..

بينما كانَ زميلاي في العمل يتجاذبان أطراف الحديث ..

لم أعر حديثهما أدنى إهتماماً .. إلاَّ رتوشاَ هُنا ..

وأخرى هُناك .. ولكن إسماً برز على سطح الحديث ..

دفعني أن أرفع رأسي لأستفسر ..

وذالكَ عندما كان الأستاد (لبيب) ..

يسأل الأستاد (فيصل) إن كان بأمكانه مرافقته ..

بعد ظهيرة هذااليوم إلى السُّوق ..

حيث إعتذر ( فيصل) بأنه مشغول لأنه سيذهب للتعزية

سأله ( لبيب )..

وقد ظهر في نبرة صوته الإهتمام ومن المتوفي؟

وجاء رد ( فيصل ) .. وكأنه يطمئن ( لبيب ) ..

لا أظن أنك تعرفها هي واحدة مسكينة إرتاحت من الدنيا

( لبيب ) .. أكانت عجوزاً؟

(فيصل) لا بل كانت فتاة عاجزة(مشلولة) اسمها(ريناد)

دوى هذا الأسم في أذني .. وتردد صداهُ في مسمعي ..

رفعت رأسي وترجَّـلت من مكاني ..

وكأن سريان الدم للتو قد توقف في جسدي(من تقول؟)

إلتفت إلي زميلي ..

وقد بدأ عليه الإرتباك التـَّام وهو يسألني هل تعرفها؟

رددت بصعُوبة بالغة ..

وبصَوت خافت وكأني اُخاطب نفسي

نعم أعرفها جيداً .. إنها صديقة الطفولة وبنت الجيران

جيراننا القـُدامَى ..

آسف ..

ولكن كيف تقول بأنك تعرفها وإنها صديقة الطفولة

ولم تعلم بنبأ وفاتها؟

لم أجب على سُؤاله فقد شعرت بالمرارة والقصة ..

صُعِـقت بهذا النبأ ..

ولا أعرف كيف مَر ذالك اليوم في العمل ..

الذي طال كثيراً بالنسبة لي !!

وطوال جلوسي خلف مقود السيارة ..

وأنا في طريقي إلى المنزل ..

مرَّت الذكريات واحدة تلو الأخرى كشريط سينمائي ..

للتو قد إبتدأ ..

رأيتها طفلة جميلة .. بريئة التقاطيع ..

يلمح النـَّـاظر بعينيها بريق ذكاء ..

ولكنها كانت ( مشلولة ) .. وبالرغم من ذالك ..

كنت أحب ألعب معها الألعاب التي كان يمكنها ..

أن تـُشاركني فيها ..

كانت أحلامها كبيرة ..

أكبر من المسَافات التي تقطعها أقدامنا ..

قالت لي يوماً ..

إني سوف أمشي ..

وسألف أرجاء هذهِ الدنيا الفسيحة بكل مافيها ..

فرحت وأخبرت أبي بذالك !!

وأذكر كيف رأيت الألم والتأثر على محيا والدي ..

وهو يقول!

إنشاء الله .. قادر ربّ العالمين على كل شيء ..

عندما كنت أغيب عنها كانت ترسل في طلبي ..

وسرعان ما أعود إليها ..

عندما ذهبت إلى المدرسة علمتها أنا ..

وزميل الدراسة الذي عرفته عليها كل حرف كنا ندرسه

وكانت تتعلم منا بيسر وسهولة ..

بل كانت حريصة على متابعة برامج الأطفال التعليمية ..

وتفاجئنا بكتابة حرف جديد لم نتعلمه بعد ..

لم أدرك آنذاك ..

وأنا طفلاً بريئاً إنها لم تكن ضحية العجز والشلل فقط

بل كانت ضحية العجز والفقر المدقع والإهمال ..

وكانت غريزة الخير الطفولية فيني تدفعني للتقرب منها

كنت أشعر بالسعادة عندما أراها سعيدة ..

وتكون هي في قمة السعادة عندما تتعلم حرفاً جديداً ..

ويوماً بعد يوم ..

ومع الرغبة والإرادة تعلمت ( ريناد ) الكتابة ..

وأمسكت بريشة القلم ..

أهديتها قصة من مكتبتي الصغيرة ففرحت بها ..

وقرأتها بنهم وشغف شديدين ..

وبعدها أدمنت (ريناد) القراءة ..

وأضحى الكتاب صديقها الثاني من بعدي ..

كبَرت..وكبرت ( ريناد ) وزادة مسؤوليات الدراسة

وزاد معها عدد زملائي شيئاً فشيئاً!!

أصبحت أبتعد عن ( ريناد ) لاشعورياً ..

وتدريجياً فقد أصبح لي عالمي الخاص ..

وأصبحت زيارة ( ريناد ) بالنسبة لي ..

( اداء واجب ليس أكثر من ذالك ) ..

نعم هكذا أصبح الحال ومن ثمَّ إنتقلنا إلى منزلنا الجديد

في حي آخر هُناك بعيد بعيد بعيد ..

ومع بعد المسافة ..

تحولت الزيارات إلى مكالمات هاتفية ..

ثمَّ تلاشت من طرفي حتـَّـى إنقطعت ..

أذكر إنها بعثت لي يوماً رسالة مع إحدى معارفها ..

كانت تطلب رؤيتي .. كنت قد عزمت على زيارتها ..

ولكن لا أذكر ما الذي لاح في الأفق وشغلني عنها؟

كنت غارقاً في بحر الذكريات عندما وصلت إلى المنزل ..

دخلت المنزل على غير عادتي ..

لم أذهب إلى المطبخ لأرتشف قدحاً من الماء البارد ..

وحمدت الله اني لم أرى أحداً في المنزل ..

كنت أشعر برغبة في الإختلاء بنفسي ..

فدلفت إلى غرفتي ..

ولا أعرف لماذا أخذت أعبث في مكتبي؟

كنت أبحث عن رسالتها فوجدتها ..

نعم وجدتها بين أوراق ورسائل عديدة ..

كانت مهملة في الدرج الأسفل ..

فتحت الرسالة وقرأتها !!

( صديقي وأخي الحبيب ) ..

يامن كنت مرآتي ونافذتي على العالم بأسره ..

لِـمَ إنقطعت عن زيارتي ؟

أعلم إنَّ لديك الكثير من المسؤوليات ..

وأعلم بأنَّ تقدمنا في العُمر حال دون لقيانا ..

ولكني أشتاق وأحُن إليك ..

أحُن إلى تلك الأيام الخوالي ..

تلك التي لم نكن نفارق بعضنا البعض ..

لدي الكثير من المواضيع والأحاديث والأحلام ..

أتمنى لو تشاركني إياها ولو ساعة واحدة في الإسبُوع

أنتظر زيارة منك .. او مكالمة عبر الهاتف ..

اختك المحبة لك ( ريناد ) ..

/

/

/

لـَـمْ أتمالك نفسي ..

فأجهشتُ باكياً بعد قراءة هذهِ الرسالة المُوجعة ..

تطلب مني ساعة واحدة اشاركها فيها حديثاً أو حُلماً !!

تـُرى لِمَ بخلت عليها بساعة واحدة؟

لِمَ بخلت عليها حتى بالإستمتاع بالحُلم؟

لِمَ فعلت كل ذالك وأكثر؟

ألم أكن أستطيع أن أقتطع من وقتي الثمين ساعة؟

ساعة واحدة في الإسبوع ..

من الساعات التي أقضيها مُتسمِّراً في ( منتديات الوِد )

أو هي ساعة من الساعات التي أقضيها في السوق ..

او جلسات النميمة؟

أو هي ساعة من الساعات ..

التي أقضيها على الشطآن .. قبالة البحار؟

أو هي ساعة من الساعات ..

التي أقضيها في الحفلات السخيفة ..

أو هي ساعة من ساعات الإسترخاء وقت القيلولة ..

ساعة واحدة اُشارك فيها إنسانة أمنيتها الوحيدة ..

أن يستمع أحداً إلى أحلامها ..

وخطرت لي ألف فكرة وفكرة ..

وإنجلت أمام عيني ألف طريقة ..

كنت أستطيع من خلالها إسعادها ومساعدتها ..

لو كنت فعلت لو إني آه ياترى ..

لماذا نستطيع إكتشاف طرق عديدة ..

لإسعاد الآخرين عندما نفقدهم؟

لماذا نكتشف انه كان بإمكاننا عمل الكثير لمن نحبهم

بعد فوات الأوان ؟

ولماذا هُناك اُناس لانكتشف إننا نحبهم إلاَّ بعد فقدهم؟

آه أشعر بمرارة ..

إنها أكبر من مرارة فقد إنسانٍ عزيز ..

( إنَّهَا مَرَارَة النَّدَم فَقَد حَانَ مَوعِده ) ،،،

/

/

/

إنتـَــر


°l|♥ملڪہ الأحسآسے♥|l° 19-05-2009 02:47 PM

~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~إنتــَــــــر~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~


ياليت ينفعنا البكا و النوح يالـــيت :: كان هليت بركان عيني وحممها


تأنيب الضمير والشعور بالندم


احساس يدمي القلب ..



كان الله فى عونك ..



فالان لايوجد سوى الدعاء لها بالرحمه والمغفره ..



جميله كلماتك ..



تبعثرت احرفى خجلا لروعة اناملك ..



شكري وتقديري واحترامي لك ..




تقبل مرور:115: الود



~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~ملوكه الدلوعه~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~

عطشااان 24-05-2009 02:35 AM

هلا وغلا انتر
كيفك وكيف الصحه ان شالله تمام

مافيه بكااا
.................................................. ...........................
ع العمووووووووووووووم
مستحيل القالك موضوووووووووووع
وجلس التفرج
لا زم يصيرلي خشه
يعطيك الف الف عافيه
وعساااك ع القوه

ناعمه 24-05-2009 04:34 PM

قصه مؤلمه ....اشكرك على طرحها .

طفله حلووووووه 01-06-2009 06:53 PM



بصراحه انتر طروحك
جميله جدا

وانا عن نفسي احترم اي شي تكتبه

بس بالنسبه ل ريناد اطلب لها الرحمه

فدالدنيا قدامك ترحم لها ولاتبخل على نفسك
بانك تتذكر كل لحظه جميله وحلوة

بعد اهي بتستانس صدق بالله


مع تحياتي

:: صرخة ألم :: 05-06-2009 05:48 PM

الله يرحمها يارب
وربي القصة جداً مؤثرة


ربي يعطيييييك العااااااافيه
على طرررررحك الررررررراااااااائع

مستريح البال!! 08-06-2009 04:04 AM

مشكور ع طرح القصه

مجنون الهوى 10-06-2009 09:01 PM

مشششكوووووووور كلك ذوق

سديم الوقت 21-06-2009 11:10 AM

إنتــر
دوم مبدع ولو كان الدمع يرجع الغالين كان بكيناهم لأخر العمر بس للحظة نعيشها معهم ونقول لهم أننا نحبكم
إما ريناد فادعي لها بالرحمة والمغفرة أسال الله أن يجعل مقامها الجنة وأنت انتبه هذا درس لك لكي تقوم وتفرغ ساعة من وقتك لكل الذين يحبونك وتحبهم لتهتم بشوؤنهم وتقف على امورهم

دمت بخير

Miss 3bora 23-06-2009 12:17 AM

رووووعه
كلك ذوووق
الله يعطيك العافيه


الساعة الآن 07:03 AM.