منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞ (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الدعوة العائلية ... اشراقات نبوية (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=234293)

●MŭhâMmāĐ● 12-05-2009 09:57 PM

الدعوة العائلية ... اشراقات نبوية
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الدعوة العائلية .. إشراقات نبوية
عبد الرحمن خيزران **

العائلة حصن الداعية

هذه إشراقات نبوية وإضاءات محمدية، ترسم بعض معالم منهاج النبوة في دعوة الأقارب والأحباب، نسافر عبرها إلى رحاب الحضن الدافئ والقلب الرحيم والأسلوب الحكيم، مطرقين السمع تلمذة واقتباسًا وتعلمًا، بين يدي الرحمة المهداة، صلوات ربي وسلامه عليه.

"والله ما يخزيك الله أبدًا"
لمّا نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في غار حراء، هرع إلى أمنا خديجة رضي الله عنه، فزمَّلته حتى ذهب عنه الروع وقالت: "كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"(1).
ما أجمل أن يكون البيت أول سند للداعية، الظهر الذي به يحتمي وإليه يرجع ومنه يتزود، ولكم هو رائع أن يستشعر الزوج -رجل أو امرأة- أن شقّه الثاني بقدر ما هو قوة دافعة له ومحفز على التجلد والصبر واليقين، هو أيضًا محضن جميل ومورد دافئ تصغر معه العظائم.
"كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا"، يقين مطلق من زوجة صاحب الرسالة في خيرية صاحب الرسالة؛ لأنها خبرته، فعاينت أن الصاحب حامل الرسالة "يصل" و"يحمل" و"يكسب" و"يقري" و"يعين"، وهي منارات لا يمكن أن يرافق صاحبها "الخزي" أبدًا.
إن الدعوة قبل أن تكون رسالة "كلامية" في لحظات من أجل التأثير وتبليغ النور إلى القلوب، هي سلوك يومي وأخلاق ملموسة، هي حال مصاحب لكل الجوارح؛ إذ أنت تدعو بكُلِّيتك لا بلسانك فحسب. وإن الدعوة قبل أن تتوجه إلى الأغيار والآخرين فهي رسالة إلى من هم أولى الناس بالمعروف، أهل بيتك أولاً.
فقد صدق من قال: "إذا أردت أن تكون زوجك على منوال أمنا خديجة، فكن على منهاج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"، عندها، وعندها فقط، ستكون سندك الأول رافعة شعار: "كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا".

"خيركم خيركم لأهله"
أوصانا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن ننطلق في إشاعة خير الإسلام ونور الإيمان من أقرب الناس وأحبهم، بل جعل مقياس هذه الخيرية في مدى ملامستها للأهل. فقال عليه الصلاة والسلام: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"(2).
إنه لمن آكد الواجبات بث الخيرية في الأهل، وتعهدها بحرث النية الحسنة، ومدها ببذور الأخلاق الطيبة، وسقيها بماء العشرة الحسنة، وإحاطتها بشعاع العفو والصبر، وتزويدها بنسيم الوفاء والعطاء.
إن الخيرية للأهل تبدأ من أعلى الأمور، وهو المصير عند المولى جل وعلا، ودرجة القرب منه سبحانه، والانخراط في مشروع بناء نهضة المسلمين وانبعاث أمة الإسلام، مع ما يستتبع ذلك من تعاون على الخير وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، لتنتهي عند الجزئيات الصغيرة في الحياة الأسرية، من مساعدة في أعمال البيت، ونوع الطعام، ولون الأثاث، وغيرها والتي لا غرو أن لها تأثيرًا على مشروع الأسرة، بل ومشروع الأمة.
لقد كان قدوة الدعاة صلى الله عليه وسلم خير صاحب "وأنا خيركم لأهلي"، فكان في صنعة أهل بيته، يخيط بنفسه، ويحلب شاته، ويعينهم في شئون البيت، حتى إذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفهم؛ إذ مع عظم المهام وكثرتها يعطي لكلٍّ حقه، صحبة وعشرة وتلطفًا وملاعبة وموعظة ودعوة.

"نضح في وجهها الماء"
وحثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أفراد البيت الواحد على التعاون في طاعة الله تعالى، فقال عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلّى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل وصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء"(3).
هي مسئولية مشتركة أن يحرص كل طرف على الدفع بصاحبه لينهل من مورد الإيمان ويحضر مواسم الخير، فإن أبت أو أبى كان النضح بالماء تأكيدًا على عظم عبادة "قيام الليل"، وحرصًا على أن لا يفوته أو يفوتها هذا الخير، لكن بلطف ولين ورحمة هي أقدر على الوصول إلى القلب والتأثير في الروح وتحفيز الإرادة، وهي معاني تختزلها كلمة "نَضَحَ".
وزيادة في التوكيد على قيمة العبادة الجماعية بين أهل البيت، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري وأبو هريرة رضي الله عنهما: "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعًا كتبا في الذاكرين والذاكرات"(4).

"ثم قام إليها فقبلها"
قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت أحدًا أشبه كلامًا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حديثًا ولا جلسة من فاطمة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآها أقبلت رحّب بها، ثم قام إليها فقبّلها، ثم أخذ بيدها وجاء بها حتى يجلسها في مكانه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته، وأجلسته في مجلسها"(5).
ما أروعك يا رسول الله وما أطيبك وما أجملك وما أحلمك، كم كنت -صلوات ربي وسلامه عليك- محيطًا بكل من حولك، محتضنًا لهم، تعطي لكل حقه، حتى يقوم الصحابة من مجلسك وكلهم يظن أنه المُقدَّم والمُقرَّب لما تحيطهم به من الرعاية والعناية والاهتمام والحب.
ما أجمله من حلم وتقدير: الترحيب بها، والقيام لها، وتقبيلها، والأخذ بيدها، والمجيء بها وإجلاسها في مكانه، كل هذا مع من؟ مع الابنة.
من منا يفعل هذا مع أبنائه وفق هذا التسلسل الأبوي الحنون؟ من يفعل بعضه؟ من يفعل عُشره؟. صدقت يا سيدي يا رسول الله: "أدبني ربي فأحسن تأديبي" وصدق الله العظيم إذ يقول: "وإنك لعلى خلق عظيم".
إنها منارة نبوية شامخة، تستحث زوارق الدعوة كي ترسي عند إضاءاتها.

"يا عم.. والله"
"يا عم! والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته"(6)، كلمات خالدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قالها لقريش لما عرضت عليه التخلي عن الرسالة مقابل أن يملِّكوه ويسوِّدوه.
إن روعة هذا المشهد هو جمعه بين قوة الموقف ولين الخطاب، بين صرامة الرفض وجميل القول، بين "والله... ما تركته" و"يا عم".
يا عم، تشيع بمعاني حفظ ود القرابة والصحبة الحسنة والمعايشة اللطيفة، رغم أن أبا طالب عاش ومات مشركًا، إنها إشراقة نبوية جميلة تطلّ علينا بمعاني الرحمة الحقة التي تحيط بالجميع "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". إن هذه الرحمة التي تتحرك في القلب تجاه الأحباب والأقارب، أدركها واقتبسها صحابة الحب رضوان الله عليهم، فجعلت رجلاً مثل الصديق رضي الله عنه يتمنّى إسلام عم الحبيب صلى الله عليه وسلم على إسلام أبيه؛ لأنه أقرّ لعينِ رسول الله.
ومَن مِن أتباع سيد الخلق لا يحرص على أن يهتدي ويترقى في سلم العبودية كل أهله وأحبابه؟! بل إنه لمن العجاب ومما يتناقض مع روح السنة ومقصد الشريعة أن يخلق بعض الأفراد نزاعات مع الأهل، وخاصة الوالدين، وخصومات مع الأقارب بدعوى الدعوة، وبأسلوب فج غليظ، وبطريقة "العالِم" الآمر الذي يَفهم ويُفهم وينذر بالثبور لمن لم يأتمر!!.

نعم.. مطلوب قول الحق وتبليغ الرسالة الربانية في صفائها وشموليتها، لكن وفق سنة التدرج الحكيمة وأسلوب الرفق الواجب وسلّم الأولويات المعتبر؛ إذ حبيبنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم وهو يُثبت موقفًا حاسمًا في قضية كبرى ومع رجل غير مسلم لكنه قريب، افتتح كلماته المضيئة بـ"يا عم" ليرسم لنا معالم دعوة الأقارب وفق إشراقات نبوية خالدة.

قـيـس نـجـد 12-05-2009 11:41 PM

جزاك الله خير
بارك الله فيك

Ŗờờ7 έήŠấń❥ 13-05-2009 10:14 AM

جزاك الله كل خير
بارك الله فيك

ماجد العساف 13-05-2009 09:02 PM

السلام عليكم ورحمة من الله وبركاااته

مســــآء الخير
جزاك الله كل خير
وجعله في موازين حسناتك


بارك الله بيك

نحن

في أنتظار جديدك

القمه 13-05-2009 09:13 PM

جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك

عاشق الأحساس 16-05-2009 06:01 PM


السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خير يالغالي وفقك الله بارك الله فيك
اسأل الله لك الصحه والعافيه
http://www.upload.al-wed.com/uploade...1241985407.gif
http://www.upload.al-wed.com/uploade...1241985460.gif
http://www.upload.al-wed.com/uploade...1241985489.gif
تقبل مروري وودي
اخوك


الساعة الآن 08:17 AM.