الموقف الثاني : التأثر والبكاء عند الاستماع لآيات القرآن الكريم :
أخرج الترمذي (8)– رحمه الله تعالى – عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " اقرأ علي " فقلت : يارسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : " إني أحب أن أسمعه من غيري ". فقرأت سورة النساء حتى بلغت : (وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) (النساء:41) قال : فرأيت عيني النبي – صلى الله عليه وسلم – تهملان .
قال ابن بطال : إنما بكى – صلى الله عليه وسلم – عند تلاوته هذه الآية لأنه مثل لنفسه أهوال يوم القيامة وشدة الحال الداعية له إلى شهادته لأمته بالتصديق وسؤاله الشفاعة لأهل الموقف وهو أمر يحق له طول البكاء . انتهى قال الحافظ : والذي يظهر أنه بكى رحمة لأمته لأنه علم أنه لابد أن يشهد عليهم بعملهم ، وعملهم قد لا يكون مستقيماً فقد يفضى إلى تعذيبهم . قال الغزالي :يستحب البكاء مع قراءة القرآن وعندها ، وطريق تحصيله أن يحضر قلبه الحزن والخوف بتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود ثم ينظر تقصيره في ذلك ؛ فإن لم يحضره حزن فليبك على فَقْد ذلك وأنه من أعظم المصائب ) (9). وأياً ما كان سبب بكائه – صلى الله عليه وسلم – فـإن هذا يدل على تأثره بالقرآن الكريم ، ووقوفه عند آياته ، لأن هذا القرآن كما أخبر الله عنه بقوله :(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ )(الزمر: 23) . ومما يدل على شدة تأثر النبي – صلى الله عليه وسلم – بآيات القرآن وبكائه منها ما رواه ابن مردويه بسنده ، عن عطاء قال : انطلقت أنا ، وابن عمر ، وعبيد بن عمير إلى عائشة – رضي الله عنها – فدخلنا عليها وبيننا وبينها حجاب . فقالت : يا عبيد ، ما يمنعك من زيارتنا ؟ قال : قول الشاعر : زر غباً تزدد حباً (10). فقال ابن عمر : ذرينا ، أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فبكت وقالت : كل أمره كان عجباً . أتاني في ليلتي حتى مسّ جلده جلدي . ثم قال : " ذريني أتعبد ربي " . قالت : فقلت : والله إني لأحب قربك ، وإني أحب أن تتعبد لربك . فقام وتوضأ ولم يكثر صب الماء ، ثم قام يصلي فبكى حتى بلَّ لحيته ، ثم سجد فبكى حتى بل الأرض ، ثم اضطجع على جنبه فبكى ، حتى إذا أتى بلال يؤذنه لصلاة الصبح . قالت : فقال : يا رسول الله ، ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " وفي رواية فقال : " ويحك يا بلال وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ في هذه الليلة ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ) (آل عمران:190) ثم قال : " ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها " (11). |
جزاكـ الله الجنه لا خلا ولا عدمـ دمـــــ،،،ــــتـ / بـــــــ،،،ــــــــود |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة جزاك الله كل خير علي الموضوع وجعله الله في ميزان حسناتك الممدوح |
جزاك الله خير
|
اشكركم على المتابعة والمرور
وايضا لكم جزيل الشكر على التوجيهات وردكم الجميل ان كان موضوعي في محله هذا من فضل الله وان كان في تقصير فهذا من عمل الشيطان فالمعذرة ولا تنسونا من صالح الدعاء دامبيش |
دامبيش بارك الله فيك وسلم اناملك وجزاك الجنة |
[align=left]
•..... / ..... •..... جزاك الله كل خير .. ع ـلى الطرح الهادف والمفيد.. فتـح الله في وجـهك باب كل خـير.. وصـد عـنـك باب كـل شـر.. ودام طرحك القيم .. وتواجدك العطر ينير جنبات منتدانا.. دمـتـ بخير. في حفظ الرحمن.. •..... / ..... •..... [/CENTER] |
اشكركم على المتابعة والمرور
وايضا لكم جزيل الشكر على التوجيهات وردكم الجميل ان كان موضوعي في محله هذا من فضل الله وان كان في تقصير فهذا من عمل الشيطان فالمعذرة ولا تنسونا من صالح الدعاء دامبيش |
شكرا لك ... بارك الله فيك...
|
جزاك الله كل الخير ونفع بك الاسلام والمسلمين لاتــــوقـــــف |
الساعة الآن 02:51 AM. |