منتديات الـــود - بدعة عيد الأم

بدعة عيد الأم

الحمد لله القائل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }

والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله سأله رجلٌ من المسلمين, مِنْ أحقُّ بحسن الصحبة؟ فقال رسول الله: " أمُكَ ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم أدناك أدناك " رواه الإمام مسلم.

أيها الإخوة الكرام: يعيش البعض في هذه الأيام أو قل يحتفلون بأجواء ما يُعرف بعيد الأم,

وقد أحيت الفئةُ نفسُها من قبلُ أياماً ومناسباتٍ ما سمعنا فيها في كتابٍ أو سنةٍ أو مأثور قول, فمنها ما سُمي زوراُ وبهتاناً بيوم المرأة وأخرى سميت تقززاً وضلالاً بيومِ الحب, وثالثة سُميت تخرُصاً وكذباً بكذبة نيسان.

ولعل هذه المناسباتِ وغيرَها مما رُزئت به أمتُنا في هذا الزمان بعد سقوط خلافتِها وغيابِ عزتها وذهابِ هيبتها. وتلكم معادلةٌ أصابتنا في مقتل, فبضعف فهم الإسلام قوي الانحدار في متاهاتِ الجهل ونخر الضلالُ في الحكم على الوقائع.

فرحماك يا الله إذ صار أبناء خير أمةٍ أخرجت للناس يقلدون أعداءهم في كلِّ شيء في الملبس والمشرب,
في التفكير والتنظير, في السلوك والعقوق حتى إذا دخل الكافر الغربي جحرَ ضبٍ تبعناه في ولوجه.

فلله أبوهم تلكم الثلة المحتفلة باحتفالات الغرب, ألم تقرعْ الحجةُ أسماعَهم؟

ألم يمحُ البرهانُ شكَهم في دينهم وعقيدتهم فحتى متى إلى الجهالةِ ينحرفون وعن الحقِّ يختلفون.

أيها الناس:

إننا إذ نعتصرُ ألماً على ما آلت إليه أمتُنا اليومَ فإننا نقول لمن يحتفلون بما يُسمى بعيد الأم وغيره من تلك الأيام.

وَيْحَكُم إنَّ الأم في الإسلام شأنُها عظيم, فمنزلتها وارفة الظلال عظيمة المنبت,

فالإسلام كرّمها فجعل الجنةَ تحت أقدامها

فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:

خيركُم خيركُم لأهله وأنا خيركم لأهلي

وليكن معلوماً لديكم أن الإسلام :

لم يخص الأم بيوم من السنة أو بساعة من نهار,
فهو أمر أن نخفض لها جناح الذلِّ من الرحمة في كلِّ لحظة وفي كلِّ حين.

فما شأنُ أولئك الذين ابتدعوا يومَ المرأة أو عيدَ الأم من الكفار إلا أنهم قد غمطوا حقَّ المرأة في كلِّ شيء,

فالمرأة عندهم سلعة تباع وتشترى وهي قطعة أثاث يحلو للمرء النظرُ إليها,

فإذا ما تقدمت بها السن وذبُل بريقُها وبهت صارت قطعة خردة لا يُرجى منها خير لذلك ابتدعوا تلك المناسبة العقيمة علَّهم يكفّرون عن ظلمهم وإجحافهم, ولن يفعلوا ما داموا على كفرهم.

إذن فما لنا وأفكارهم السقيمة تلك, وما شأننا وسفاهاتهم هذه,

ولماذا نقلدهم ونسير على خطيئاتهم؟

ونحن إذ نُكرم المرأةَ فإنهم يهينونها ونرفع من شأنها ويسحقونها, ثم نسير خلفهم في تقليد أعمى مَقيت.

فأيُّ انحدار هذا وأية تبعية هذه.

أيها الناس:

والله الذي لا إله إلا هو إنَّ كثيراً من أولئك المقلدين لهذه المناسبات المنساقين لها لو سئلوا عن أمهات المؤمنين أو عن الصحابيات أن يعدّوا بعضهم أو يذكروا اسم جزء منهن لتلعثم منهم اللسان ولَوضعوا في الفم اللسان جهلاً وضلالاً.

إذن فلنُعد للأمور نصابَها ولنتق اللهَ في إسلامنا, ولنَعد لديننا فهماً وعملاً ولنعمل مع العاملين المخلصين لنصب خليفةٍ يحصر الأعيادَ والمناسبات باثنين لا ثالث لهما الفطر والأضحى, خليفة تُكرم المرأةُ في ظله وقد أهانها الغرب ردحاً من الزمن.

منقول : منتدى العقاب