منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   المنتدى الثقافي (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=78)
-   -   فــــضـــــــــــول طـــــفـــــــــل أمـــــــــ قـــــــــــــدر رجــــــــــــل؟؟ (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=181650)

ROPY 24-12-2007 12:26 AM

فــــضـــــــــــول طـــــفـــــــــل أمـــــــــ قـــــــــــــدر رجــــــــــــل؟؟
 


اخواني واخواتي اعضاء هذا المنتدى الرائع.. قرأت مقالا للشهيد والروائي الفلسطيني غسان كنفاني أعجبني جدا جدا.. وأحببت ان تشاركوني قراءته..،،،






فضول طفل أم قدر رجل؟



بقلم: غسان كنفاني
بيروت 1967





يا ولدي، يا مستقبل
سمعتك أمس في الغرفة الأخرى تسأل أمك: أأنا فلسطيني أيضا؟ وحين قالت لك: نعم، خيّم صمت ثقيل في البيت كله، كأن شيئاً كان معلقاً فوق رؤوسنا فسقط، وانفجر دويّه، ثم صمت.
وبعدها: لم أصدق أذنيّ، ولكنني صدقت أصابعي. كنت أقرأ حين رأيت الكتاب يرتجف بين يديّ. لا. لقد كان كل شيء حقيقياً إلى درجة مروّعة: سمعتك تبكي.
ولم أستطع أن أتزحزح. كان ثمة شيء أكبر من إدراكي يولد في الغرفة الأخرى، عبر نشيجك الغامض، كأن مبضعاً مباركاً يشق صدرك ويضع فيه القلب الذي لك.
وكان سؤالك ما يزال يدور في السقف ويرتد إلى أصابعي ارتجافاً: <<أأنا فلسطيني أيضاً؟>> ثم يهوي المبضع بتلك الحركة الخاطفة النظيفة التي يضربها جراح ماهر: <<نعم>>. ويخيّم الصمت، كأن شيئاً وقع، ثم أسمع صوتك تبكي.
ولم أكن لأستطيع أن أتزحزح، وأرى ما الذي يحدث في الغرفة الأخرى، ولكنني كنت أعرف أن وطناً بعيداً آخذ في الولادة مرة أخرى، ثمة أرض، ومروج، وحقول من الزيتون، وموتى، ورايات ممزقة وأخرى مطوية، تشق طريقها نحو مستقبل من اللحم والدم، وتولد في صدر طفل.
لقد اجتاحني ذلك الشعور الغامض الذي كبّلني حين ولدت قبل خمس سنوات، كنت واقفاً هناك أنتظرك تنبثق من المجهول إلى المجهول، وشعرت حين سمعتك تدخل إلى العالم باكياً بصراخ كالنحيب أنك سقطت على كتفي فغرزتني أكثر في الأرض.
وها أنذا، في الغرفة الأخرى، أراك تولد مرة أخرى، أحسك تسقط على كتفي من جديد، فتدقني أعمق في الأرض. وأردت لو أستطيع تلك اللحظة أن أرى وجهك الصغير الذي يملأه عنفوان البراءة، كيف يتعمّد بالأسى، كيف تنزل عليه تلك ال<<نعم>> كما الكيّ، كيف تستأصل منك براءة الانزلاق فوق طفولة لا تعي الأنصال التي تنفرش أمامها.
كنت تتكوّن، تلك اللحظة، أمام عيني أمك وأمام أصابعي التي كانت ترتجف مثل ورقة كتاب، كان ثمة من يسلمك البندقية، ويضع عينيك على زنادها.
بين غرفتينا، وثمة الجدار، كانت شروش الأرض تزحف كالأسطورة وتصل بيننا من جديد، ولم أكن لأستطيع أن أتزحزح، وكنت أعرف بصورة غامضة تستعصي على اللمس، لماذا بكيت دون إرادة منك. إنني أؤمن بذلك الشيء المجهول الذي يحمل نفسه على الكلمات ولا يستطيع أحد أن يعرفه.
كنتَ، دون أن تدري، تحسها، تلك الكلمة التي تعني الانتساب والشقاء، وقد تعني عندك نشوة النصر أكثر مما تعني عندي، ان السنوات التي تنسرب من عمري تضاف إلى عمرك، والأمل عندي لا يذوي، ولكنه ينتقل إليك ويضاف إلى آمالك، ويكبر عندك.
كنتَ تحس ذلك، دونما ريب، وإلا: فلماذا بكيت؟
أذكر وأنا جالس في الغرفة الأخرى أسمعك تولد مرة أخرى عبر النحيب كيف وُلدتُ أنا مرة أخرى:
كنت في العاشرة حين حملتنا السيارات نحو عار الفرار، لم أكن أعرف أي شيء، لم أكن أحس شيئاً، كنت ما أزال أنزلق دونما وعي فوق براءة الطفولة، ولكنني تعمدت تلك اللحظة بمشهد لن أنساه: كانت الشاحنات قد وقفت، وتسللت بدافع من فضول الطفل أو قدر الرجل إلى حيث كان الرجال يقفون، وقد رأيتهم يسلمون أسلحتهم في مخافر الحدود، ليدخلوا إلى عالم اللجوء بأكفهم العارية. وعدتُ كئيباً، أحس شيئاً لا قبل لي بفهمه، وكانت أمي جالسة مع النسوة فأخذت أقترب منها كأنها ملجأ، وسألتني: <<ما بك؟>> فقلت لها: <<إنهم يسلّمون سلاحهم>>. وكما قالت لك أمك <<نعم>> قالت لي أمي يومذاك: <<نعم>>، وخيّم الصمت، كأن شيئاً سقط، وتحت سوط عينيها الذكيتين وجدتني أبكي.
وولدت يومذاك مرة أخرى، كنت أنظر إلى الرجال من جديد نظرة لم يعتادوها مني، وكانت أمي وحدها تنظر إليّ نظرة لم أعتدها منها.
لا تصدق أن الإنسان ينمو. لا. إنه يولد فجأة: كلمة ما، في لحظة، تشق صدره على نبض جديد، مشهد واحد يطوح به من سقف الطفولة إلى وعر الطريق.
ومثلما استولدتني تلك <<النعم>> الجارحة، استولدتك <<نعم>> أخرى، وقد سمعتك كيف تلقفتها بنشيج إنسان ينبثق من المجهول إلى المجهول على إيقاع صوت لا يستطيع أن يتحرر منه.
أكان سؤالك، كما كان سؤالي، فضول طفل أم قدر رجل؟
لا يهم.
لقد وُلدتْ، تلك اللحظة، الأرض القديمة داخل إنسانها الجديد، وشهدتُ هذه الولادة وأنا في الغرفة الأخرى، وأحسست بأن الشروش الصعبة على الاقتلاع قد ضربت في رقعة أخرى من سهوب الأجساد التي لا تنتهي.
وحين دخلتَ إليّ، خيل إليّ أنك آت من غارك الخاص، وأن صوتا ما قد قال لك: <<اقرأ>> فأرعبك في البدء، .ولكنه وضع خطاك على بوابة الطريق


/
\



رووبي

نبض المعاني 24-12-2007 01:42 PM

لاأعلم منه هذا الكاتب وماهي معتنقاته ومعتقداته
لذلك ارجو دراسة المواضيع المطروحه جيداً
لقد توقفت عند هذه العباره...
اقتباس:

وحين دخلتَ إليّ، خيل إليّ أنك آت من غارك الخاص، وأن صوتا ما قد قال لك: <<اقرأ>> فأرعبك في البدء،
لااعلم مامدى معناها ولاالقصد منها...الرجاء التوضيح قدر الأمكان

سلطان القصيم 25-12-2007 03:11 PM


ROPY 26-12-2007 03:52 AM

نبض المعاني،،،،

انا بعد ماعرف ولا عمري قرات له بس وصلني هالمقال ع الايميل ولكن اعجبني كثيرا بغض النظر عن اخر سطورهـ انا اتكلمـ عن مجمل النص رائع وفيه حكمـ كثيره وانا قد انظر للمقال من زاويته البعيده لا القريبه لكي نفهمه بطريقه اوضح!!


اشكرلكـ مروركـ!!



رووبي

ROPY 26-12-2007 03:53 AM

سلطان القصيمـــــــــ،،،






اشكرلكـ مروركـ






/
\



رووووبي



رووبي

المازنِي 26-12-2007 08:31 AM





ROPY 26-12-2007 09:40 AM

سلــــــــــمت ولاهنــــــــــت،،،،،،،





يسلمــــو ع المــــــرور،،،



/
\


رووبي

الهدار 27-12-2007 02:41 AM

لقد وُلدتْ، تلك اللحظة، الأرض القديمة داخل إنسانها الجديد،

هذه الفكرة التي ارتسمت عبر احداث القضية الفلسطينية المؤسفة

في خيال الفلسطينين واصبحت جزء من شخصيتهم كشخص واحد

عبر السنين يحدوه الامل لفلسطين الحرة الآمنة الابية المزدهرة 0

وهنا يضع الفلسطيني خطاه الثابته على طريق العودة لوطنه المسلوب

عازما على مواصلة رحلة الكفاح التي مرت بعجاف السنين لفلسطيني

لا يعرف اليأس فهذا قدره 000

شكرا اختي الفاضلة روبي

اخوكم الهدار

ROPY 27-12-2007 03:03 AM

الهدار،،،



أسعدني كثيرا تواجدكــ هنا واطراءكـ ،،،




/
\

رووبـــــــــي

فـتـىآ ألـشِـمـآل 30-12-2007 05:55 PM

مشششششكوؤؤرهـ


وعسساك ع القـوهـ


الساعة الآن 01:50 AM.