منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞ (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   غـايـة الـصـيـام تـقـوى الله . عـز وجـل :) (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=246816)

قـيـس نـجـد 15-08-2009 07:21 PM

غـايـة الـصـيـام تـقـوى الله . عـز وجـل :)
 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


غاية الصيام تقوى الله ( عز وجل )



التقوى كنز عظيم، وجوهر عزيز. خير الدنيا والآخرة مجموع فيها: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ}[البقرة:197].

القبول معلق بها: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ}[المائدة:27]. والغفران والثواب موعود عليها: {وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـٰتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً} [الطلاق:5]. أهلها هم الأعلون في الآخرة والأولى: {تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص:83].

غير أن أزمنتنا المتأخرة، وعصورنا المادية كست قلوب أصحابها طبقات من الغفلة، وغشت على أبصارها سحب من الصدود كثيفة. فعموا عن الطريق، وحسن ظنهم بالترقي في جاه الدنيا وسلطانها، فالشقي في ميزانهم من قلت مادته وقدر عليه رزقه. وهذا لعمر الحق غفلة شنيعة، وجهل في المقاييس عريض: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوٰجاً مّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ *وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلوٰةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ} [طه:131،132].

المتقون تقر أعينهم بالطاعات في الدنيا، وبأعلى الدرجات من الجنة في الأخرى.

يقال ذلك وقد أظلكم هذا الشهر الكريم المبارك، شهر فرض الله عليكم صيامه لعلكم تتقون.

أيها الإخوة: غاية الصيام تقوى الله-عز وجل-، تقوى يتمثَّل فيها الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل، تقوى صادقة دقيقة يترك فيها الصائم ما يهوى حذرًا مما يخشى. ولئن كانت فرائض الإسلام وأحكامه وأوامره ونواهيه كلها سبيل التقوى، فإن خصوصية الارتباط بين الصيام والتقوى شيء عجيب.

أيها الإخوة: جوارح الإنسان عين وأذن ويد ولسان، وبطن وفرج، والقلب من ورائها أصلها وحاكمها.

صام القلب واتقى إذا جرَّد العبودية لله وحده، خضع لجلاله، وسعى لقربه، وأنس بمناجاته. خلص من الشرك، وسلم من البدع، وتطَّهر من المعاصي. قلب تقي يرى الهوى والشهوة والظن والبغي، والعداوة والبغضاء، والغل والحسد والجدل والِمراَء أمراضًا قلبية فتاكة تقتل الأفراد وتهلك الأمم. القلب التقي يرفضها ويأباها ويتقيها ويتقيَّؤُها، وصيامه ينفيها ويجفوها.

قلب صائم متدين لله بالطاعة، مستسلم له بالخضوع والاستجابة، منقاد لتنفيذ الشرع في الأمر والنهي. عبودية لله خالصة لا يصرفه عنها شهوة ولا شبهة، ولا يشوش عليه فيها أمان ولا طمع، قلب قوي تقي، لله صلاته وصيامه ونسكه ومحياه ومماته: (فمن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).

وإذا صلح القلب صلحت الجوارح، فقامت بحق الطاعة وكفَّت عن الآثام. فالبطن محفوظ وما حوى، ترك الطعام والشراب والشهوة من أجل الله، تقىً عالٍ يقي النفس جماح غرائزها، وإرادة مستعلية مستحكمة تأخذ أمر ربها بقوة، وتزدجر عن النواهي باستسلام.

لقد كان على الهدى، وائتمر بالتقوى من منع جسده تخمة الغذاء ليمنع جوارحه السوء والأذى. قلة الشبع تكبح الجماح، وتبعد نزغات الشياطين، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.

قلة الشبع تجعل الجوارح أقرب لفعل القربة، يرق القلب، ويغزر الدمع، ويخذل الشيطان. وانظر -حفظ الله دينك وزاد في تقاك- في ضعافٍ مهازيلَ؛ ممن جاع نهاره، وملأ في الليل بطنه، فهو صريع لذة عارمة، وعبد لشهوة جامحة. هل حقق معنى التقوى حين تفنن بأطايب الطعام وألوان الموائد؟! بينما قليل منه قد يشبع جياعًا ويسعد أسرًا، قليل منه قد يكفكف دموعًا ويوقف عبراتٍ؟ هل أعطى واتقى -أم كيف أعطى؟ وماذا اتقى؟- من جعل رمضان تبذيرًا، وفطره تخمة؟‍! مسكين بائس لا يرى في الصوم إلا جوعًا لا تتحمله معدته، وعطشًا لا تقوى عليه عروقه.

أي تقوى وأي مقاومة عند أمثال هؤلاء المهازيل؟! أولئك أقوام انهزمت عزائمهم أمام جوع بطونهم. لقد أورثهم الشبع قسوة، فجعلهم نَؤُومِين، وأقعدهم كسالى.

ألا فاقعدوا أنتم الطاعمون الكاسون، من أعلن استسلامه في معركة لقيمات لا تدوم سوى سويعات فليس جديرًا بأن يعيش عزة المتقين، وعلياء الشهداء والمجاهدين.

الله أكبر؛ لقد فرض الصيام لتمحيص التقوى، وليصبح المسلم صائمًا بقيامه بترك مطعمه ومشربه؛ قصده رضا محبوبِه: (الصوم لي وأنا أجزي به).

هذا حال البطن وما حوى. فيا ترى ما بال الرأس وما وعى؟ من لم يدع قول الزور والعمل به كيف صام؟ وماذا اتقى؟ حظه من صيامه الجوع والعطش ونصيبه من قيامه السهر والنصب. أين التقوى في أسماعهم وأبصارهم؟ لغو ولهو وقيل وقال، وأصوات معازف، وصور ماجنة، وقصص خالعة. في النهار نوم في تقصير، وفي الليل سهر في غير طاعة، متبرمون في أعمالهم، سيئون في معاملاتهم، ويتثاقلون في أداء مسؤولياتهم، نشاط في اللهو والسمر، وكسل في الجد والعبادة.

أيها الأحبة: شهركم شهر التقوى، شهركم موسم عظيم للمحاسبة، وميدان فسيح للمنافسة، تصفو فيه نفوس من داخلها، وتقترب فيه قلوب من خالقها. تُفتَّح فيه أبواب الجنة، وتُغْلق أبواب النار، وتُصفَّد الشياطين، وتكثر دواعي الخير وأسباب المثوبة.

رحمة ومغفرة وعتق من النار. فأقبلوا على الطاعة، وتزوَّدوا من التقى، واستروحوا روائح الجنة، وتعرضوا للنفحات.

الصائمون المتقون لا يزالون في صلاة وصيام وتلاوة وذكر وصلة وإحسان وجدٍ وعملٍ. فاطلبوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات ربكم، فخيركم من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله.

أيها المتقون الصائمون: فتِّشوا عن المحتاجين من أقربائكم والمساكين من جيرانكم والغرباء من إخوانكم، لا تنسوا برهم وإسعادهم، أشركوهم معكم في رزق ربكم. اذكروا جوع الجائعين، ولوعة الملتاعين، وعبرات البائسين، وغربة المشردين ووحشة المهجرين.

اسألوا في شهر التقوى والمحاسبة: هل قام بحق التقوى من بات شبعان وحوله جائع يستطيع إشباعه فلم يفعل؟ وهل قام بحق الشهر من رأى نفسًا مؤمنة بائسة يستطيع إسعادها فلم يفعل؟

أيها المسلمون: صوموا حق الصيام لعلكم تتقون. ومن يتق الله يكن معه، ومن كان الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل، وإذا كان الله معك يا عبد الله فمن تخاف؟ وإذا كان عليك فمن ترجو؟!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *أَيَّامًا مَّعْدُودٰتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:183-185].

فاتقوا الله أيها الناس، فالشهور والأعوام والليالي والأيام مواقيت الأعمال ومقادير الآجال، تمر سريعًا، وتنقضي جميعًا. إنها أيام الله خلقها وأوجدها وخصَّ بعضها بمزيد من الفضل، فما من يوم إلا ولله فيه على عباده وظيفة من وظائف طاعاته، ولطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بفضله ورحمته من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم. وإن بين أيديكم شهرًا عظيمًا، وأيامًا فاضلة ولياليَ شريفة، فأحسنوا فيها الوفادة وجدُّوا فيها بالعمل. فلم يكن سلفكم يستعدون لها بمزيد من الأكل والشرب، ولكن بالطاعة والعبادة والجود والسخاء، فهم مع ربهم عباد طائعون، ومع إخوانهم بررة محسنون، والأسوة في ذلك والإمام نبيكم محمد -عليه الصلاة والسلام- فهو أجود ما يكون في رمضان، ويجتهد فيه ما لا يجتهد في غيره، يحيي ليله ويوقظ أهله ويشد المئزر. ذلكم هو مسلك التقوى، وهذه مراسم الاستقبال فاعملوا وأحسنوا وأبشروا.



للشيخ: صالح بن عبد الله بن حميد -حفظه الله



منقول للفائده :)

عطر ملكي 15-08-2009 07:36 PM

اسألوا في شهر التقوى والمحاسبة: هل قام بحق التقوى من بات شبعان وحوله جائع يستطيع إشباعه فلم يفعل؟ وهل قام بحق الشهر من رأى نفسًا مؤمنة بائسة يستطيع إسعادها فلم يفعل؟

فعلاً فلنسأل أنفسنا هذا السؤال ....
جزاء الله الشيخ خير الجزاء
وجزاك الله خيراً عزيزي قيس
وجعل الله ما قاله الشيخ وما نقلته أنت شاهداً لكم لا عليكم
اللهم أمييييييييييييين

لك إحترااااااااااامي

همس البوح 15-08-2009 07:44 PM

جزاك الله الف خير
وجعلهااا في موازين حسناااتك

عاشق الأحساس 15-08-2009 08:18 PM


http://www.ss1ss.com/albumsm/60455.gif
http://www.upload.al-wed.com/uploade...1242743492.gif
http://www.ss1ss.com/albumsm/92095.gif

ابدعت بارك الله فيك واشكرك على حضورك المميز . موضوع راقي اخوي قيس نجد تقبل الله صيامنا وقيامنا جميعاً
http://www.ss1ss.com/albumsm/92031.gif
http://www.ss1ss.com/albumsm/100311.gif
http://www.ss1ss.com/albumsm/104941.gif
http://www.ss1ss.com/albumsm/43607.gif





قـيـس نـجـد 15-08-2009 08:22 PM

هلا وغلا
عطر ملكي اللهم آمين وياك أن شالله
أسعدني مرورك أخوي :)

قـيـس نـجـد 15-08-2009 08:22 PM

هلا وغلا
رومانسية الحب وياك أن شالله
لاهنتي على المرور :)

قـيـس نـجـد 15-08-2009 08:23 PM

هلا وغلا
عاشق الأحساس وياك أن شالله
لاهنت على المرور :)

اجوان 15-08-2009 08:31 PM

جزاااااك الله خيررر الجزااااء
ونفع بمااطرحت
وجعلها في ميزااااان اعماالك
يعطيك الف عافيه

دمت في حفظ الرحمن



قـيـس نـجـد 15-08-2009 08:46 PM

هلا وغلا
اجوان اللهم آمين وياك أن شالله
أسعدني مرروك المعطر :)

ρùℓşέ 15-08-2009 09:22 PM

جزاك الله خير الجزاء
وجعله في موازين حسناتك
تقبل مروري

لفتة ابتسااااامه


الساعة الآن 01:48 AM.