الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة
الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة محمد بن عبدالوهاب دار الوطن (2535 كلمة) الأصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها: وهي: معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمداً : فإن قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته، وهو معبودي، ليس لي معبود سواه. وإذا قيل لك: ما دينك؟ فقل: ديني الإسلام، وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد وبالطاعة والبراء من الشرك وأهله. وإذا قيل لك: من نبيك؟ فقل: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم. أصل الدين وقاعدته أمران: الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه. الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله. شروط لا إله إلا الله: الأول: العلم بمعناها نفياً وإثباتاً. الثاني: اليقين، وهو: كمال العلم بها، المنافي للشك والريب. الثالث: الإخلاص المنافي للكذب. الرابع: الصدق المنافي للكذب. الخامس: المحبة لهذه الكلمة، ولما دلت عليه، والسرور بذلك. السادس: الانقياد لحقوقها، وهي: الأعمال الواجبة، إخلاصاً لله، وطلباً لمرضاته. السابع: القبول المنافي للرد. أدلة هذه الشروط من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله : دليل العلم: قوله تعالى: فأعلم أنه لا إله إلا الله [محمد:19]. وقوله: إلا من شهد بالحق وهم يعلمون [الزخرف:86]. أي بـ " لا إله إلا الله " وهم يعلمون بقلوبهم مانطقوا به بألسنتهم. ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن عثمان قال: { قال رسول الله : من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة }. ودليل اليقين: قوله تعالى: إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون [الحجرات:15]. فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا -أي لم يشكوا - فأما المرتاب فهو من المنافقين. ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: { قال رسول الله : أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة }. وفي رواية: { لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة }. وعن أبي هريرة أيضاً من حديث طويل: { من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها من قلبه فبشره بالجنة }. ودليل الإخلاص: قوله تعالى: ألا لله الدين الخالص [الزمر:3]. وقوله سبحانه: وما من أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء [البينة:5]. ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي : { أسعد الناس بشفاعتي من قال لاإله إلا الله خالصاً من قلبه (أو من نفسه) } وفي الصحيح عن عتبان بن مالك عن النبي : { إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل }. وللنسائي في "اليوم والليلة" من حديث رجلين من الصحابة عن النبي : { من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مخلصاً بها من قلبه، يصدق بها لسانه إلا فتق الله السماء فتقاً، حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض، وحق لعبد نظر إليه الله أن يعطيه سؤله }. ودليل الصدق: قوله تعالى: الم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذببين [العنكبوت:1-3]. وقوله تعالى: ومن الناس من يقول ءامنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون [البقرة:8-10]. ومن السنة: ما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل عن النبي : { ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، صادقاً من قلبه، إلا حرمه الله على النار }. ودليل المحبة: قوله تعالى: ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حباً لله [البقرة:165]. وقوله: يأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم [المائدة:54]. ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه، قال: { قال رسول الله : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره ان يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار }. ودليل الانقياد: ما دل عليه قوله تعالى: وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا من قبل أن ياتيكم العذاب ثم لا تنصرون [الزمر:54]. وقوله: ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن [النساء:125]. وقوله: ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى [لقمان:22]. أي بـ " لا إله إلا الله "، وقوله تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً [النساء:65]. ومن السنة: قوله : { لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به } وهذا هو تمام الانقياد وغايته. قوله تعالى: وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على ءاثارهم مقتدون، قال أولوا جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه ءاباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون، فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين [الزخرف:23-25]. وقوله تعالى: إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أإنا لتاركوا ءالهتنا لشاعر مجنون [الصاقات:35-36]. ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن ابي موسى عن النبي : { مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، واصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك الماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك راساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به }. نواقض الإسلام: اعلم أن نواقض الإسلام عشرة: الأول: الشرك في عبادة الله تعالى، قال الله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء:48]. وقال: إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار [المائدة:72]. ومنه الذبح لغير الله، كمن يذبح للجن أو للقبر. الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسالهم الشفاعة ويتوكل عليهم، كفر إجماعاً. الثالث: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم. الرابع: من اعتقد أن غير هدي النبي أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه - كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه - فهو كافر. الخامس: من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول ولو عمل به، كفر. السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول أو ثوابه أو عقابه، والدليل قوله تعالى: ولئن سالتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم [التوبة:65-66]. السابع: السحر، ومنه الصرف والعطف، فمن فعله او رضي به كفر، والدليل قوله تعلى: وما هم بضارين به من احد إلا بأذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم [البقرة:102]. الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين [المائدة:51]. التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد ، كما وسع الخضرالخروج عن شريعة موسى عليه السلام، فهو كافر. العاشر: الإعراض عن دين الله تعالى، لا يتعلمه ولا يعمل به، والدليل قوله تعالى: ومن أظلم ممن ذكر بآيت ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون [السجدة:22]. ولا فرق في جميع هذه بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره، وكلها من أعظم ما يكون خطراً وأكثر ما يكون وقوعاً، فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه. التوحيد ثلاثة أنواع: الأول: توحيد الربوبية: وهو الذي اقر به الكفار على زمن رسول الله ، وقاتلهم رسول الله ، ولم يدخلهم في الإسلام، واستحل دماءهم وأموالهم، وهو توحيد الله بفعله تعالى، والدليل قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء والأرض امن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون [يونس:31]. والآيات على هذا كثيرة جداً. الثاني: توحيد الألوهية: وهو الذي وقع فيه النزاع من قديم الدهر وحديثه، وهو توحيد الله بأفعال العباد، كالدعاء والنذر والنحر والرجاء والخوف والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة، وكل نوع من هذه الأنواع عليه دليل من القرآن. الثالث: توحيد الذات والأسماء والصفات: قال الله تعالى: قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد [الصمد:1-4]. وقوله تعالى: ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ماكانوا يعملون [الأعراف:180]. وقوله تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [الشورى:11]. ضد التوحيد الشرك: وهو ثلاثة انواع: شرك اكبر، وشرك اصغر، وشرك خفي. النوع الأول من انواع الشرك: الشرك الأكبر، لا يغفره الله ولا يقبل معه عملاً صالحاً، قال الله عز وجل: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً [النساء:116]. وقال سبحانه: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار [المائدة:72]. وقال تعالى: وقدمنا غلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً [الفرقان:23]. وقال سبحانه: لئن أشركت ليحبكن عملك ولتكونن من الخاسرين [الزمر:65]. وقال سبحانه: ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون [الأنعام:88]. والشرك الأكبر أربعة أنواع: الأول: شرك الدعوة: والدليل قوله تعالى: فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الله إلى البر إذا هم يشركون [العنكبوت:65]. الثاني: شرك النية والإرادة والقصد: والدليل قوله تعالى: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم اعمالهم فيها وهم لا يبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا وباطل ما كانوا يعملون [هود:15-16]. الثالث: شرك الطاعة: والدليل قوله تعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون [التوبة:31]. وتفسيرها الذي لا إشكال فيه:طاعة العلماء والعباد في المعصية، لا دعاؤهم إياهم، كما فسرها النبي لعدي بن حاتم لما سأله، فقال: ( لسنا نعبدهم !) فذكر له أن عبادتهم طاعتهم في المعصية. الرابع: شرك المحبة: والدليل قوله تعالى: ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله [البقرة:165]. النوع الثاني من أنواع الشرك: شرك أصغر: وهو الرياء، والدليل قوله تعالى: فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحا ولا يشرك بربه أحداً [الكهف:110]. النوع الثالث من أنواع الشرك: شرك خفي: والدليل قوله : { الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل }، وكفارته قوله : { اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم }. الكفر كفران: النوع الأول: كفر يخرج من الملة: وهو خمسة أنواع: -النوع الاول: كفر التكذيب: والدليل قوله تعالى: ومن اظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين [العنكبوت:68]. -النوع الثاني: كفر الإباء والاستكبار مع التصديق: والدليل قوله تعالى: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين [البقرة:34]. -النوع الثالث: كفر الشك: وهو كفر الظن، والدليل قوله تعالى: ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن ان تبيد هذه أبداً، وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها ثواباً وخيراً منقلباً، قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً، لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً [الكهف:35-38]. -النوع الرابع: كفر الإعراض: والدليل قوله تعالى: والذين كفروا عما أنذروا معرضون [الأحقاف:3]. -النوع الخامس: كفر النفاق: والذليل قوله تعالى: ذلك بإنهم ءامنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون [المنافقون:3]. النوع الثاني من نوعي الكفر: وهو كفر اصغر لا يخرج من الملة، وهو كفر النعمة: والدليل قوله تعالى: وضرب مثلاُ قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون [النحل:112]. أنواع النفاق: النفاق نوعان: اعتقادي وعملي: النفاق الاعتقادي: ستة انواع، صاحبها من أهل الدرك الأسفل من النار: الأول: تكذيب الرسول . الثاني: تكذيب بعض ما جاء به الرسول . الثالث: بغض الرسول . الرابع: بغض بعض ما جاء به الرسول . الخامس: المسرة بأنخفاض دين الرسول . السادس: الكراهية بانتصار دين الرسول . النفاق العملي: خمسة أنواع: والدليل قوله : { آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان }. وفي رواية: { إذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر }. معنى الطاغوت ورؤوس أنواعه: اعلم رحمك الله تعالى أنّ أول ما فرض الله على ابن آدم الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، والدليل قوله تعالى: ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أنِ اعبدوا اللهَ واجتنبوا الطاغوت [النحل:36]. فأمّا صفة الكفر بالطاغوت أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفِّر أهلها وتعاديهم. وأمّا معنى الإيمان بالله أن تعتقد أنّ الله هو الإله المعبود وحده دون سواه. وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله. وتنفيها عن كل معبود سواه،وتحب أهل الإخلاص وتواليهم. وتبغض أهل الشرك وتعاديهم. وهذه ملّة إبراهيم التي سفه نفسه مَن رغب عنها. وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله تعالى: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا بُرآءُ منكم وممّا تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده [الممتحنة:4]. والطاغوت عام في كل ما عُبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت. والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة: الأول: الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله، والدليل قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني ءادم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين [يس:60]. الثاني: الحاكم الجائر المغير لأحكام الله، والدليل قوله تعالى: ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً [النساء:60]. الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله، والدليل قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [المائدة:44]. الرابع: الذي يدّعي علم الغيب من دون الله، والدليل قوله تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلُك من بين يديه ومن خلفه رصداً [الجن:26-27]، وقوله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وماتسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين [الأنعام:59]. الخامس: الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة، والدليل قوله تعالى: ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين [الأنبياء:29]. [/poet] واعلم أن الإنسان ما يصير مؤمنا بالله إلا بالكفر بالطاغوت، والدليل قوله تعالى: فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم [البقرة:256]، الرشد: دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والغي: دين أبي جهل، والعروة الوثقى: شهادة أن لا إله إلا الله، وهي متضمنة للنفي والإثبات، تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله، وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. |
بسم الله الرحمن الرحيم جزاك الله خير ابوالزعيم على هذا الموضوع الذي الم كثير من الامور الايمان وقتضياته و نواقضه ... و جعله في ميزان حسناتك ... ووفقك الله لما يحبه و يرضاه ... و ننتظر جديدك ... و تقبلوا تحياتي |
جزاك الله خير وبارك الله فيك على هذا الموضوع المتنوع |
http://www.al-wed.com/pic-vb/525.gif السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحايا التقدير النازك الوردي وكل اريج الكلمات لك اخي الفاضل ابوالزعيم جزاك الله كل خير .. ورزقك مرتبة الشهداء ووفقك الله وغفر لك وجعلك مناراً يشع بالنور ونحن ننتظر جديدك القادم بكل شوق تقبل تحياتي وصفو ودي ودمت بحفظ الله ورعايته اختك بالله شووق http://www.al-wed.com/pic-vb/525.gif |
الساعة الآن 01:46 AM. |