{{ المسافر }}
عندما لاح في الافق يعتلي السنة السراب الزرقاء بداء عملاقاً مثل مارد ينوي ان يشق الفضاء او جبل عمودي سقط من السماء وغاص في مياه تفيض بها الصحراء كلما حلت القيلولة وعاند لعبور المستنقع الفاجع حاول التخلص من فخ لم يكتب لعابر أن ينجو منه يوماً ولكن المسافر لابد أن يمضي اذا اراد ان يعبر المتاهة
وقف يراقف عراك الشبح مع السراب
ترجل عن السرج بقفزة الفرسان والظمأ غلبه ترنح وركع جاهد وعاند بكبراياء الابطال وقف على قدميه وشاهد في عينيه انكساراً خفياً ,, ليس تعب المسافة وليس حزن التيه ,, وأنما شيء آخر اكبر من الاتعاب وأعمق من الاحزان
حنين المجهول قاس ولذيذ ,, يستمر حريق حتى تستجيب مقلتاه للشعائر وتنحبس الدموع ولكنها تظل تتشبت بأهذاب العينين ولا تسقط على الارض ,, يتمنى لو تسقط الدموع حتى ينطفي الحريق في صدره وفي عينيه وفي الوجدان ,, يهمهم بأصوات غامضة تفلت الاصوات رغنماً عنه ولا يفهم لها سبباً ولا يدرك لها معني يتناهي الى سمعه لحن شجي بعدها يمتلىء قلبه بالجلال اطرافه ترتجف بالحمى ويحلّ في قلبه الوجد يستعيد الذاكرة ,, في تلك الحظة يشهد مصرع الغول ... يموت الزمان , يجد نفسه يقطع مسافة آلاف الاعوام بحساب الزمان دون ان يتحرك من المكان ...
زحف الغيهب على الافق فاحتجب الاغواء وانتقل الوطن الى مملكة السكون ... توقف المسافر .. هجع .. تمدد الى الارض . اعاد امانة قد حملها طويلاً ,, وتلقى التراب طيناً خرج منه يوماً وأغترب , هرع التراب الى التراب , ولكن العصفور الذي يرفرف في الصدر مضى يقطع المنفى , يحلق في فضاء الدائرة , تشكي التراب الى التراب , وازداد به التصاقاً ليخبره عن اوجاع الرحيل وفواجع الطواف فقبل التراب شكواه وشده اليه ليبدع له في حضنه عزاء , اندس كوم الطين في الرقعة , غاب في المحيط غاص البدن في البدن واحتمى الجزء بالكل ,, وراود العشيقان أمل في الا يفترقا الى الابد وذا السبب نبض القلبان بالحلم الجسور الذي رأى للعصفور مصير التيه الابدي حتى لا يعود الى القفص ليفسد خلوة العاشق بالمعشوقة ,, ويخطف من جديد الحبيبة من حضن الحبيب
طوبي لمن طلب ,, وبحث ,, وفتش,, وعرف كيف يفك الرموز ,, وبئس المصير لكل من خدعهم البريق وركضو وراءه وفضلوا وعاء الطين على عصفور النور ..!! كفن المخلوق اذ يرتضي الحشر ويختار المقام في قفص الطين الفاني
هكذا تنتهي رحلة لتبداء رحلة
اسف جدا على كل هذه الاطالة
http://group.sarab4u.net/526343051.gif
تحياتي الابدية
اخوكم على الدوام
الــغـــــول