عرض مشاركة واحدة
قديم 16-01-2006, 10:28 PM   رقم المشاركة : 5
jarir
( ود جديد )
 





jarir غير متصل


أخواني أخواتي يقول الله سبحانه وتعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ . آل عمران

السؤال الآن لماذا نسينا الموت؟ ولماذا الله سبحانه وتعالى ختم هذه الآية بقوله تعالى "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور" وهي الوقفة الرابعة كأنه يقول لنا انتبهوا، إن تركتم العنان لأنفسكم في هذه الدنيا نسيتم الموت، وإذا نسيتم الموت نسيتم التوبة، المسألة مترابطة.

إذاً عرفنا لماذا نسوّف؟ لأننا نسينا الموت. لماذا نسينا الموت؟ لأننا شغلنا بالدنيا. يجب أن تكون الآخرة أكبر همنا والدنيا طريق نمشي فيه إلى الآخرة إلى الفردوس الأعلى حتى لو كان هذا الطريق مليئاً بالشوك لابد أن نمهده حتى نصل إلى الفردوس الأعلى.

يقولون: إننا لم ننس الموت! سأثبت لكم أننا نسينا الموت! بأن أسأل نفسي وإياكم أربعة أسئلة وكل منا يصحّح لنفسه:

السؤال الأول: من منا يا أخوان إذا لبس الثوب الأبيض بكى أو تباكى؟ لأنه تذكر الكفن وقال: يا رب يا كريم يا حليم يا منان لا توصلني للكفن إلا وقد كفيت لساني عن ما يغضبك وغضضت بصري عما حرمت و أعنتني على الخشوع وأعنتني على المحافظة على الصلاة.. من منا يفعل ذلك عندما نغير ونلبس ملابسنا يومياً عدة مرات؟.. والله لو تبنا في اليوم كلما لبسنا ملابسنا لحمانا ربنا من كل ذنب لأن ربي هو التواب الرحيم فلنلح عليه بالمسألة لعل التواب يتوب علينا.

السؤال الثاني: من منا إذا خلع ثيابه ونظر إلى نفسه عرياناً بكى أو تباكى؟ لأنه تذكر ذلك المقص الذي يقص الثوب من النصف وإذا أنتهي من قص الثوب قص السروال وبعدها اللباس الداخلي لأنهم آنذاك لن يخلعوا ملابسه.. لأنه على خشبة، إذا تذكر النعش تفقد نفسه وسألها عن معاصيه!!

السؤال الثالث: كم منا يا أخوان إذا قال الإمام بعد الصلاة المكتوبة.. الصلاة على فلان بن فلان.. حاول أن ينظر إلى الجنازة.. وتخيل نفسه ملفوفاً فيها ويقول: يا رب لا توصلني لهذا المكان إلا وقد تبت علي. وهو يتذكر ذنوبه واحداً واحداً ويبكي أو يتباكى ويطلب من ربه التوبة.

السؤال الرابع: من منا إذا ذهب إلى المقبرة ينقطع عن الكلام حتى من معه يسألونه ما بك؟ وهو لا يريد أن يتكلم.. انقطع الإرسال لديه.. اقشعرّ بدنه، قام شعر رأسه.. انتفض ما بداخله.. لماذا؟ لأنه نظر إلى قبر من القبور ثم سأل نفسه هل أنا مستعد أم لا؟

قبور قد ملئت وأخرى تنتظر وقد نكون أنا أو أنت الذي عليه الدور. من منا يا أخوان إذا دخل المقبرة للتعزية يستغل بعض الوقت ويذهب إلى أحد القبور الخالية وينظر إليه وإلى اللحد ويسترجع أموره ومن ثم يتفقد الذي له وما عليه ويحاسب نفسه ويخرج.

حالنا مع الموت

الأمر الأول: يردد بعض الناس أنا لا أرغب في الموت الآن لماذا؟ لأنني غير مستعد؟ إذاً متى ستستعد؟ فيرد عليك بسرعة: الله غفور رحيم، لكن لا أريد أن أموت الآن.

الأمر الثاني: تعاملنا مع الموت. تذهب إلى شخص وتقول له: اتق الله.. صلّ يا أخي. يقول: سأبدأ الصلاة من يوم الجمعة وأنتظم بالصلاة، والبعض يقول اليوم الأول في الشهر القادم أبدأ الصلاة، ومنهم من يضع خطة طويلة الأمد يقول لما أنهي الجامعة وأرتاح أنتظم في الصلاة.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو متى نتوب؟

يجب أن نتوب الآن ولا ندع فرصة للشيطان في التسويف نتوب الآن لأنه ليس هناك أحد يضمن أن يعيش ثانية واحدة وأنا وأنت لا نريد أن نموت على منكر.. لا نريد أن نموت في دورة مياه أو على غيبه أو نموت وآخر عهدنا في الدنيا صلاة لم نخشع فيها أو صلاة فجر صليناها بعد الشروق.. يجب أن نتوب الآن.. فربّي يقول: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (الزمر:54)

ويقول (وَاتَّبعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الزمر:55)

إخواني الأمر خطير يجب أن نتوب الآن قبل أن نكون على الصراط ونرى الصحيفة مفلسة لا شيء فيها ويكون المصير هو النار، في صورة الزمر صور الله هذا المشهد كيف أن نفس العاصي تناجي ربها لعل وعسى فقال تعالى: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (الزمر:56)

ومن ثم انظروا إلى هذه الآية العظيمة الأخيرة فهي تهز جبال أتعجب كيف لا تهز قلوبنا؟!. كيف نرجع ونغتاب ونذنب انظروا إلى الآية وتخيلوا المفلس على الصراط وقد طارت حسناته والنار من تحته وهو لا محال فيها، بقي له أمل واحد نفس تناجي ربها (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فأَكُونَ مِنَ الْمُحْسنينَ) (الزمر:58) ربي ارجعن أريد أن أتوب فيرد الله سبحانه وتعالى عليه وعلى أمثاله ويقول (بَلَى قدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (الزمر:59) انتهت قضيتك لابد أن تكب في النار على وجهك

أخواني.. الله سبحانه وتعالى ينجي صنفاً واحداً أسأل الله سبحانه وتعالى أن أكون أنا وإياكم وأهلينا ومن نحب من المسلمين منهم.. قال تعالى: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الزمر:61) اتقوا ربهم بماذا؟ بالتوبة. أخي لا يوجد سبيل إلا التوبة فلنتب الآن فباب التوبة مازال مفتوحاً ورحمة ربي أوسع وربي هو التواب الرحيم الغفور المنان الرحمن الرحيم الذي يحيي العظام وهي رميم0 وسوف تحيى قلوبنا بأمر الله إذا اتجهنا إليه بالتوبة النصوح ويقول ربي (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:17)

.. أخواني يجب أن لا نكون من الذين تقفل الأبواب في وجوههم ولا تقبل توبتهم لأنهم على الصراط يقول الله سبحانه وتعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (النساء:18) .. أخواني لابد أن نتوب الآن ونحن في الدنيا.. قبل أن نبحث عن التوبة ونتمناها فلا تكون ولا نجدها.







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة