عرض مشاركة واحدة
قديم 27-04-2007, 11:40 PM   رقم المشاركة : 2
مرحبا بالجميع
Band
 





مرحبا بالجميع غير متصل

الجزء الثاني والأخير :

أيها الناس :

ألم تسمعوا قولَ ربِّكم في كتابهِ المُبين:

( قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ, مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ, إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ, يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ {57} ) الأنعام .

إخوة َالإسلام ِوالإيمان:

إني أَنشـُدُكمُ اللهَ الذي لا إلهَ غيرُهُ أن تقولوا: آللهُ أمرَ بإقامةِ حكومةِ وحدةٍ وطنية ؟!

تضمُّ بينَ جنباتِها المسلمَ والنصرانيَّ , والعلمانيَّ والشيوعيَّ ؟!

وُرأيُ الأغلبيةِ هو المرجعُ في ذلك !!!

قولوا باللهِ عليكم :

أينَ النصُّ الشرعيُّ الذي يُجيزُ إقامة َحكومةِ وحدةٍ وطنيةٍ ؟؟؟

ورسولـُكُمُ الأكرمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يقولُ فيها :

( دعوها فإنها مُنتنة ) !

وأينَ النصُّ الشرعيُّ الذي يُبيحُ لتلكَ الحكومةِ أو لغيرِها, التنازلَ عن أيِّ جزءٍ من فلسطينَ!

وإن كانت حفنة ًمن ترابٍ!

ومن يفعلْ ذلكَ يلقَ أثاما !

ففلسطينُ كلُّ فلسطينَ من نهرِها إلى بحرِها , هيَ أرضٌ خراجية ٌموقوفة ٌعلى المسلمينَ من يوم ِفتـَحَها الفاروقُ عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ وأرضاهُ, حتى يقومَ الناسُ لربِّ العالمينَ .

وأينَ النصُّ الشرعيُّ الذي يُبيحُ لتلكَ الحكومةِ أو لغيرِها الإحتكامَ لأنظمةٍ وضعيةٍ طاغوتيةٍ كافرةٍ جائرةٍ ؟؟؟

واللهُ من فوق ِسبع ِسماواتٍ يقول:

( وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ {49} )

فهل الأنظمة ُالوضعية ُمما أنزلَ الله ؟!

ثمَّ هل أوجبَ علينا ربُّ العالمينَ أن ـ نحترمَ ـ الطاغوتَ ـ وندعَ كتابَهُ المُبينَ , وسُنة َ نبيِّهِ الأمين ِ.

إذا علمنا إخوتي في اللهِ وأحبتي : أن احترامَ القوانين ِالوضعيةِ أشدُّ حُرمة ًمن الإلتزام ِبها !

فلرُبَّما يَلتزمُ المرءُ بالأمرِ مُكرهاً ـ كدفعهِ الضرائبَ مثلاً ـ

أمَّا الإحترامُ فيعني تبني القوانين ِوالقيام ِبها طواعية ًدونَ إكراهٍ أو إجبار.

وأينَ النصُّ الشرعيُّ الذي يُبيحُ لتلكَ الحكومةِ أو لغيرها, أن تقبلَ الرشوة َفي الدين ِمن أعداءِ الدين ِ؟؟؟

والله يُقرُّ في كتابهِ المبين ِالذي لا يزالُ غضاً طرياً واضحاً وصريحاً:

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ {36} ) الأنفال .

وأين النصُّ الشرعيُّ الذي يُبيحُ لتلكَ الحكومةِ أو لغيرِها القولَ:

بإنـَّنَا لن نجبرَ الفلسطينيينَ على تبني مبادىءِ الشريعةِ الإسلاميةِ .... !!!

وأينَ النصُّ الشرعيُّ الذي يُبيحُ لتلكَ الحكومةِ أو لغيرِها القولَ:

أننا لن نعملَ على إغلاق ِالمطاعم التي تقدِّمُ المشروباتِ الروحيةِ ـ أي الخمورُـ !

واللهُ يقول :

( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {42} ) المائدة.

وأين النصُّ الشرعيُّ الذي يُبيحُ لتلكَ الحكومةِ أو لغيرِها القولَ:

إننا سنطبقُ القانونَ الإسلاميَّ ـ بسبل ٍديمقراطيةٍ ـ وإذا كانت أغلبية ُ الناس ِستقبلُ , فسوفَ نمضي قـُدمَاً !!!

وإذا كانوا سيقولونَ ـ لا ـ فسنقولُ ـ لا ـ !!!

أيها الناسُ !

أيستفتى الناسُ في حكم ٍشرعيٍّ أقرَّهُ ربُّ الناس؟!

أم أنَّ الأمرَ موقوفٌ على ربِّ الناس ِ, أوجبَ عليهم أخذَهُ برضاً واطمئنان ٍ وتسليم ٍ, حتى وإن خالفَ الهوى !

أوَ ليسَ اللهُ هو القائلُ:

( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ {40} ) يوسف .

ثمَّ أين النصُّ الشرعيُّ الذي يسمحُ بتكليفِ شيوعيٍّ بوزارةِ الثقافةِ, ومثلِهِ بوزارةِ الإعلام ِ؟؟!!

واللهُ ومن فوق ِسبع ِسماواتٍ يقولُ :

( وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً {141} ) النساء .

وأينَ النصُّ الشرعيُّ الذي يجعلـُنا ندعي الفخرَ بالكنعانيينَ

ونقولَ ـ أجدادُنا!

وأن نحترمَ أهلَ الصليبِ ونقول ـ إخوانـُنا ـ ؟!

وأينَ النصُّ الشرعيُّ الذي يُبيحُ لتلكَ الحكومةِ أو لغيرها , أن تحتكمَ لقراراتِ مجلس ِالأمن ِ, وهيئةِ الأمم, وقراراتِ القمم ِالعربيةِ كلـِّهَا قديمِها وحديثِها , وأن تحترِمَها وتلتزمَ بها , مما هوَ متعلقٌ بفلسطينَ ؟؟؟!!!

وأينَ النصُّ الشرعيُّ الذي يأذنُ بتكليفِ منظمةِ التحريرِ وعلى رأسِها محمود عباس بالتفاوض ِمع اليهودِ على أرض ِفلسطينَ حسبَ المبادىءِ السابقةِ ؟؟!!

وللعلم ِفإن المُكلـِّفَ مسؤولٌ عمَّا يقومُ بهِ المُكلـَّفُ, وهو مُلزمٌ .

وأينَ النصُّ الشرعيُّ الذي يأذنُ باستعطافِ الكفارِ من أجل ِالتدخل ِلحلِّ قضيةِ فلسطينَ !

فهل بعدَ هذا كلـِّهِ بقيَ من الثوابتِ المزعومةِ شيءٌ يُذكر ؟؟؟

ثمَّ ماذا بقيَ من الميثاق ِ؟؟؟

بل قـُلْ ماذا تبقي من العهودِ المقطوعةِ , والشِعاراتِ المرفوعةِ ؟؟!!

والقائمة ُ تطول ...... !!!

هذا ما فتحَ اللهُ بهِ علينا , لنحاججَ به قومَنـَا !

فاعرضوهُ على كتابِ اللهِ , وسنةِ بن ِعبدِ اللهِ ,

فإن وافقـَهُمَا فبها ونِعمت , وإن خالفـَهُما ولا أحسَبُهُ كذلكَ, فاضربوا بهِ عُرْضَ الحائطِ,

سائلاً اللهَ تباركَ وتعالى أن يكونَ حُجَّة ً لكم لا عليكُم.

ويَرحمُ اللهُ حَبرَ الأمةِ بنَ عباس ٍرضيَ اللهُ تعالى عنهما وقد قال:

أمرَ اللهُ المؤمنينَ أن لا يُقروا المنكرَ بينَ أظهرِهم فيَعُمَّهُمُ العذابُ, فيُصِيبُ الصالحَ والطالحَ , أعاذنا اللهُ وإيَّاكم منه .

ويقولُ عليهِ السلامُ محذراً:

( من أعانَ ظالماً ليَدحَضَ بباطلهِ حقاً فقد برِأت منهُ ذمة ُاللهِ وذمةُ رسولِهِ )

وصدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ إذ يقول :

( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً {105} ) النساء .

ألا قد بلـَّغت ؟ اللهمَّ فاشهد !

ألا قد بلـَّغت ؟ اللهمَّ فاشهد !

ألا قد بلـَّغت ؟ اللهمَّ فاشهد


واللهَ أسألُ أن يَجعلنا وإياكم مِمن يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنهُ, وألاَّ يجعلنا من الذينَ قالوا سمعنا وعصينا . وأن يَجعَلـَنا من الذينَ قالوا سمعنا وأطعنا .
اللهم أرنا الحقَّ حقاً وارزقنا اتباعَهُ, وأرنا الباطلَ باطلاً ووفقنا اجتنابَهُ,
اللهم إنا نسألكَ الخيرَ كلـَّهُ في الدين ِ والدنيا والآخرةِ, ونعوذُ بكَ من الشرِّ كلـِّهِ في الدين ِوالدنيا والآخرةِ ,
اللهم رحمتكَ نرجوا فلا تكلنا لأنفسنا طرفة َعين .
اللهم أعزنا بالإسلام وأعز الإسلام بنا , وأعز الإسلام بقيام دولة الإسلام , وأعز دولة الإسلام بالجهاد , ليُعزَّ بها كل عزيز, ويذل بها كل ذليل,
واجعلنا اللهمَّ وإياكم شهداءَ يومَ قيامِها القريبِ بإذن ِاللهِ .

اللهم اغفر للمسلمينَ والمسلماتِ , والمؤمنينَ والمؤمناتِ , الأحياءِ منهم والأموات , إنك مولانا قريبٌ سميعٌ مجيبُ الدعواتِ , وآخرُ دعوانا أن ِالحمدُ للهِ ربِّ العالمين .

والصلاة ُوالسلامُ على إمام ِالمتقينَ, وسيدِ الأولينَ والآخرينَ , المبعوثِ رحمة ًللعالمينَ , وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ , ومن تبعَ هُداهُ وسلكَ خطاهُ وسارَ على نهجهِ إلى يوم ِيلقاه .

ــــــــــــــــ

تم بحمد الله وفضله

خطبة جمعة , ألقيت بأحد مساجد ضواحي بيت المقدس