عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-2009, 07:59 AM   رقم المشاركة : 96
!!! الرومـ ^_* ـانسي !!!
Band
 
الصورة الرمزية !!! الرومـ ^_* ـانسي !!!
 






!!! الرومـ ^_* ـانسي !!! غير متصل

الحلقةالسابعةعشر










بين يوم و آخر ، يحضر نوار لزيارة دانه أو الخروج معها للعشاء في أحد المطاعم أو للتنزه ... أو شراء مستلزمات الزفاف و عش المستقبل !



" إلى أين ستذهبان اليوم ؟؟ "

سألتها ، و هي ترتدي عباءتها استعدادا للخروج ، قالت :

" إلى محلات التحف أولا ، ثم إلى الشاطئ ! سأعود ليلا ! "


قلت :

" الشاطئ ؟ رائع ! كم أشتاق الذهاب إليه ! "


قالت بمكر :

" تعالي معنا ! "

نظرت إليها باستهتار ثم أشحت بوجهي عنها ... قلت :

" كنت سأفعل لو أن خطيبك لم يكن ليرافقنا !"


قالت بخبث :

" نذهب وحدنا ؟ أنا و أنت ؟؟ "

" نأخذ أبي و أمي ! ما رأيك دانه ؟؟ اصرفيه و دعينا نذهب نحن الأربعة ! "

" لا تكوني سخيفة ! "

و انصرفت عني ترتب عباءتها أمام المرآة ...


قلت :

" في كل يوم تخرجين معه ! لم لا تتنازلين عن هذا اليوم لنخرج معا ؟؟ إنني أشعر بالملل "


قالت :

" غدا يعود سامر و اذهبي معه حيث تريدين ! "


و غدا هو موعد زيارة سامر ، الذي يأتي مرة أو مرتين من كل شهر ... ليقضي عطلة نهاية الأسبوع معنا ...


لكن ...


لكنني لا أشعر بالحماس للذهاب معه ...


حين أقارن بين وضعي و وضع دانه أشعر بفارق كبير ... إنها منذ لحظة ارتباطها تعيش سعادة و بهجة متواصلة ... و تستمتع بحياتها كل يوم


خطيبها رجل ثري و يغدق عليها الهدايا و الهبات !


كل يوم أذهب أنا للكلية ثم أعود و أقضي وقتا لا بأس به في الواجبات و في الرسم ، بينما تستمتع دانه بالنزهات و الرحلات مع خطيبها المغرور ...


و في أحيان أخرى تقضي ساعات طويلة في التحدث معه عبر الهاتف !

حين يتصل سامر فإن حديثنا لا يستغرق غير دقائق ...

فهل كل المخطوبين مثل دانه سواي أنا ؟؟




قلت أستفزها :

" و على كل ... فخطيبك شخص مغرور و بغيض ! لا أعرف كيف تحتملين البقاء معه كل هذه الساعات ! "



التفتت دانه نحوي و نظرت إلي بخيلاء و قالت :


" مغرور ؟ و حتى لو كان كذلك ! يحق له ... فهو أشهر و أغنى لاعب في المنطقة ! أما بغيض ... فلا تعني شيئا ! فهو رأيك في جميع الرجال ! "



و صمتت لحظة ثم قالت :

" و ربما حتى سامر ! أنت خالية من الرومانسية يا رغد ! و لا تعرفين كيف تحبين أو تدللين خطيبك ! "



و هنا سمعنا صوت جرس الباب ، فانطلقت دانه مسرعة تحثني على الخروج من غرفتها ، ثم تقلق الباب ... و تغادر ...



ربما نسيت دانه ما قالت حتى قبل أن تغادر ، لكن كلماتها ظلت تدق مسمارا مؤلما في قلبي لوقت طويل ...


أنا فعلا لا أشعر باللهفة للقاء سامر ! لكنه دائما يشتاق إلي ... و في الآونة الأخيرة ، بعد أن انتقل إلى مدينة أخرى ، صار يعاملني بطريقة أشد لطفا و حرارة كلما عاد



ذهبت إلى غرفتي و أنا متأثرة من جملة دانه الأخيرة هذه ... فهل أنا فعلا خالية من الرومانسية ؟؟


و هل بقية الفتيات يتصرفن مثل دانه ؟؟

أنا لم احتك مباشرة بصديقة مخطوبة فأنا أول من خطبت من بين صديقاتي رغم أنني أصغرهن سنا !




أردت طرد هذه الأفكار عن رأسي ، فعمدت إلى كراساتي ... و أقبلت على الرسم ...


شيء ما دعاني لأن أفتش بين لوحاتي المتراكمة فوق بعضها البعض عن صورة وليد !



لا تزال الصورة كما هي ... منذ رحل ... لم أملك أي رغبة في إتمام تلوينها ...

لست من النوع المتباهي بنفسه ، لكن هذه اللوحة بالذات ... رائعة جدا !


وليد ... له وجه عريض ... و جبين واسع ... و شعر كثيف ... و عينان عميقتا النظرات ... و فك عريض منتفخ العضلات ... و أنف معقوف حاد !


إنه أكثر وسامة من نوّار الذي تتباهى دانه به !

و من سامر المشوه طبعا ...


لم أكن لأرسم شيئا مشوها كوجه سامر ... إنه لا يصلح عملا فنيا ...


في لقائي الأخير به ، عند رحيله ليلا ... بكيت كثيرا جدا ... ربما أكثر مما بكيت يوم علمت أنه سافر للدراسة دون وداعي قبل سنوات ...



أوصدت الباب و دخلت ، و العبرات منزلقة بانطلاق على خدي الحزين


فوجئت برؤية والدتي تقف عند النافذة المشرفة على الفناء ، و التي تسمح للناظر من خلالها أن يرى البوابة ، و من يقف عند البوابة ، و ما يحدث قرب البوابة !




لم أعرف لحظتها ما أفعل و ما أقول ... أصابني الهلع و الخرس ... أمي اكتفت برشقي بنظرات مخيفة و حزينة في آن واحد ، ثم انصرفت ...



منذ ذلك الحين و هناك شيء ما يقف بين وبينها ... لا أعرف ما كينونته و لا أجله





في المساء ، زارتني ابنة خالتي نهلة ، و طبعا سارة معها فهي تلازمها كالذيل ليلا و نهارا !



كنت أرغب في التحدث مع نهلة عن أمور تشغل تفكيري و تحيرني ... و أشياء لا أستطيع التحدث عنها لشخص آخر ... و لكن كيف لي أن أصرف هذه الصغيرة المتطفلة ؟؟



" ساره ... هل تحبين الذهاب إلى غرفتي و التفرج على رسوماتي ؟؟ يمكنك أيضا رسم ما تشائين ! "

" سأذهب حين تذهب أختي "



أوه ... كيف لي أن أصرفها ...؟؟


" إذن ... ما رأيك بمشاهدة فيلم هزلي جديد مدهش ... أحضره أبي يوم أمس ؟ اذهبي لغرفة المعيشة و تفرجي مع أمي ! "


"سأبقى معكما "



نهلة نظرت إلي نظرة استنتاج ، ثم قالت لشقيقتها :


" عزيزتي ساره ... شاهدي الفيلم و نحن سنأتي بعد قليل ! "

" سأذهب حين تذهبان "




يا لها من فتاة مزعجة ! ألا أستطيع أن أنفرد بصديقتي لبعض الوقت ؟؟


قالت نهلة :

" لا بأس رغد ! فهي لا تكترث لما نقول ! ... أهناك شيء ؟؟ "


ترددت ، و لكنني بعد ذلك أطلقت لساني لقول أمور لم أظن أن سارة ستفهمها ... فهي إلى كونها لا تزال صغيرة ، غبية لحد ما !




قلت :

" سامر سيأتي غدا ! "

قالت :

" و ...؟؟ "

قلت :

" سيفتح موضوع زواجنا من جديد ، كما في كل مرة ! إنه يريد أن نتزوج مع دانه ... و يبدو أن والدتي اقتنعت بالفكرة و صارت تشجعني عليها ... "

قالت :

" و أنت ؟؟ "

تنهدت ثم قلت :

" تعرفين ... إنني أريد أن أنهي دراستي أولا ... و ... و ... أعرف رأي وليد "




نهلة ترفع حاجبا ، و تخفض آخر ... و تميل إحدى زاويتي فمها بمكر !

" و أعرف رأي وليد ! و إذا قال وليد : الزواج ممنوع !؟ "


قلت بسرعة :

" لن أتزوج ! "

قالت :

" و إن قال : الزواج واجب !؟ "


لم أرد ... نهلة تأملتني برهة ، ثم قالت :


" رغد ! و لماذا تنتظرين رأي وليد ؟؟ إنه ليس ولي أمرك أو المسؤول عنك ! "


استأت من هذه الحقيقة الموجعة ...

فلطالما كان وليد مسؤولا عني منذ الصغر ... و لطالما قال أنه لن يتخلى عني ... و لطالما اعتبرته أهم شخص في حياتي ... إلى أن غاب ...


قلت :


" لكنه ... لكنه ... أكبرنا ... و أنا أحترم رأيه كثيرا ... و ... سأعمل بما يقول "



نهلة قالت :


" ألا يزال كما كان في الماضي ؟ أذكر أنه كان طويلا و قويا ! كان يلعب معك كثيرا سابقا ! "

ابتسمت ، و توسعت الشعيرات الدموية في وجهي ! و قلت بخجل :

" إنه كذلك ! لكن ... لا مزيد من اللعب فقد أصبح رجلا كبيرا ! "

قالت :

" صحيح ! على فكرة هل تزوج ؟؟ "




الشعيرات التي كانت متفتحة قبل ثوان انقبضت و خنقت الدماء في داخلها ...

أيقظت جملة سارة في نفسي شيئا كان نائما بسلام ... قلت بارتباك أمحو السؤال و أطرده من الوجود :


" لا ... لا "


قالت نهلة :


" إذن لابد أنه يفكر في الزواج الآن ! بعدما عاد للوطن و استقر في العمل ! "


ثم أضافت مداعبة :

" هل تريدين عروسا له ؟؟ جميلة و جذابة و رائعة مثلي !؟ "


قلت بحنق بدا معه جليا استيائي من الفكرة :

" لا تكوني سخيفة يا نهلة ! "

استغربت نهلة استيائي هذا ، ثم قالت :

" إنه كبير على أية حال ! و لا يناسب فتاة تصغره بتسع سنين ! "



فكرة أخرى ـ أن يتزوج وليد ـ رافقت الفكرة الأولى ـ خالية من الرومانسية ـ في اللعب بالمضرب و الكرة في رأسي طوال الساعات التالية !


قلت :

" إنه ... لا يفكر في الإقامة هنا ... أتمنى لو نعود إلى بيتنا السابق ... معه "


قالت :

" ماذا عن خطيبك ؟؟ هل سيستقر هو الآخر في المدينة الأخرى ؟؟ "

قلت :

" لا أعرف ... ! عمله هناك ... و لابد له من البقاء هناك "

" و إن تزوجتما ؟؟؟ ستنتقلين للعيش معه حتما ! "



لم تعجبني الفكرة !

لا أريد أن أبتعد عن أهلي ... إنني لا أستغني عنهم ... أريد البقاء في بيتهم ...


" سأنتظر رأي وليد "


تقوس حاجبا نهلة دهشة و قالت ببلاهة :

" رأي وليد ؟؟ في أن تقيمي مع زوجك أو مع والديك ؟؟ "

قلت بغضب :

" حمقاء ! أعني في أن نؤجل موضوع الزواج لوقت لاحق ... فربما تتغير الأوضاع ... "




" عليكم أن تقرروا بسرعة ! فموعد زواج دانه يقترب ! أين هي على فكرة ؟؟ "

" دانه ؟ خرجت كالعادة تتنزه مع خطيبها ! "


ابتسمت نهلة ... لكنني أزحت ابتسامتها جانبا بسؤالي :

" نهلة ...هل يشعر جميع المخطوبين بسعادة مميزة عندما يتنزهون مع بعضهم البعض ... أو يتبادلون الهدايا ... أو المكالمات الهاتفية ؟؟ "


طبعا نهلة اندهشت ، و قالت :

" أكيد ! طبعا ! "

صمت لثوان ، ثم قلت :

" لكنني لا أشعر بشيء كهذا ! إنني أتحدث معه كما أتحدث معك ! لا شيء مميز ... ليس كما تكون دانه حين تتحدث مع خطيبها أو تخرج معه ! غاية في السرور ! "


فوجئت نهلة بكلماتي هذه ... ة قالت :


" أنت ... لا تحبينه ؟؟ "


قلت بسرعة :

" بالطبع ... أحبه ! "


نظرت نهله نحو سارة البليدة ... ثم قالت :


" كما تحب دانه خطيبها ؟؟ "

" لا ! كما تحبين أنت حسام ! "



دانة عادت تسأل :

" ليس كما تحب امرأة رجلا ؟؟ "


توترت من سؤالها ... و بعثرت نظراتي فيما حولي ... و وقع سهم منها على سارة ، و التي كانت تنظر إلينا ببلادة و غباء مزعجين !


قلت بعصبية :

" و كيف يجب أن تحب امرأة رجلا ؟؟ "


قالت نهلة بأسى :

" أوه يا عزيزتي ! رغد ! إنك لا تزالين طفلة ! "









عادت دانه من سهرتها الخارجية عند العاشرة و النصف ...


كنت أشاهد الفيلم الذي أحضره والدي مؤخرا ، و حين دخلت غرفة المعيشة رمت بحقيبة يدها على المقعد و تهالكت عليه بتنهد ...



" لم لم تنامي بعد رغد ! عادة ما تنامين باكرا جدا ! "


لم ألتفت إليها ، و أجبت :

" سأتابع الفيلم حتى النهاية "


صمتت لحظة ، ثم قالت :


" سأريك شيئا "


و سحبت حقيبتها ، و منها أخرجت علبة مجوهرات صغيرة ، و فتحتها لتريني الخاتم الذهبي الرائع الذي بداخلها ...



" رائع ! كم ثمنه ؟؟ "


رفعت رأسها و نظرت إلي من طرف عينيها و قالت :


" كم ثمنه ؟؟ لا أعرف طبعا ، و لكن بالتأكيد باهظ ... أهداني إياه خطيبي الليلة ! كم هو رائع ! "


قلت و أنا أتأمل هذه التحفة المبهرة :


" نعم ! رائع هنيئا لك ! "


قالت دانة :


" حقا ! هل غيرت رأيك فيه أخيرا ! "


قلت :


" الخاتم ؟؟ "


" بل خطيبي يا نبيهة ! "



حدقت بها قليلا ثم قلت :


" بغيض و مغرور ... "


ثم أشحت برأسي عنها ...


و إن كان بغيضا في عيني ، فهو في عينيها شيء رائع ... و مميز !


لم تكترث دانة لقولي ، و أخذت تنقل الخاتم من إصبع لإصبع بسرور و دلال !


" دانه ... "


" نعم ؟ "


كنت أريد أن أسألها ... و شعرت بالخجل ... و لزمت الصمت !


دانة نظرت إلي باستغراب :

" نعم رغد ؟؟ ماذا أردت القول ؟؟ "


ترددت قليلا ثم قلت بحياء و بصوت منخفض و نبرة متوترة :

" هل ... تحبين نوّار ؟ "


دهشت دانه من سؤالي ، لذا حملقت بي وهلة ، ثم قالت :

" ما هذا السؤال !؟ "


ندمت لأنني طرحته ! إنه موضوع حساس لم أجرؤ من قبل على التحدث فيه مع أي كان ...

و لما لحظت دانه تراجعي الخجل ، قالت :

" نعم أحبه ! إنه شريك حياتي ... ! نصفي الآخر ! "



صمت قليلا ثم سألت :

" إذن ... كيف تشعرين حين يكون معك ؟؟ "

أنا بنفسي لاحظت ذلك ... رغم المساحيق التي تغطي وجهها ألا أن اللون الأحمر المتوهج طلى وجهها و هي تجيب على سؤالي :

" أشعر ... ؟؟ ... بالحرارة ! "


و أشارت إلى قلبها بيديها كلتيهما ...




الحرارة ... في صدري و جسمي كله ، هي شعور لم أحس به في حياتي ... إلا عندما اقتربت من شخص واحد فقط ... هو وليد ...









~ ~ ~ ~ ~ ~ ~