عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2009, 02:03 AM   رقم المشاركة : 6
لمسة أنثى
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية لمسة أنثى
 







لمسة أنثى غير متصل

حج عمر رضي الله عنه بالمسلمين آخر حجة له ووقف يوم عرفة فخطب الناس خطبة عظيمة ثم استدعى أمراء الأقاليم وحاسبهم جميعا أمام الناس ولقتص للناس منهم وبعد أن انتهى ذهب ليرمي الجمرات فرماه أحد الحجاج بحصاة في رأسه فسال دمه فقال عمر:هذا قتلي يعني أنني سوف أقتل.

نعم سوف يقتل لا يموت كما يموت الذين أصابتهم التخمة فكان موتهم بسبب كثرة ما أكلوا وشربوا ولم يقدمو شيئا
رجع رضي الله عنه إلى المدينة وهو يتمنى الشهادة قالت له حفصة ابنته:يا أبتاه موت في سبيل الله وقتل في مدينة رسول الله ؟!! إن من أراد أن يقتل فليذهب إلى الثغور فيجيب عمر:سألت ربي وأرجو أن يلبي لي ربي ما سألت
وصل إلى المدينة ورأى في المنام أن ديكا ينقره نقرتين أو ثلاث فعبروا له الرؤيا فقالوا: يقتلك رجل من العجم فقام وخطب الناس وأخبرهم أنه سوف يغادر هذه الدنيا وأن أجله قد اقترب.


ودع عمر الدنيا ليس عنده شيء يورّثه عنده بيت من الطين وبغلته وثوبه المرقّع فأين الأموال؟وأين القصور؟؟ وأين الصولة والصولجان؟؟ولكن هناك عقيدة خالدة ومبادئ رشيدة تتعدى حدود الزمان والمكان لأنها تنزيل من الحكيم الحميد..

صلى عمر الفجر وفي أثناء الصلاة أتاه الفاجر أبو لؤلؤة المجوسي الذي ما سجد لله سجدة فكانت نهاية هذا الطود الشامخ على يديه.
انتهى عمر من قراءة الفاتحة وبدأ يقرأ في سورة يوسف وكان يحب أن يقرأ بها فلما وصل إلى قوله تعالى:"وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم" بكى وبكى الناس حميعا ختى سمع النشيج من آخر الصفوف ثم كبر راكعا فتقدم الشقي إليه بخنجر مسموم فطعنه بست طعنات فوقع وهو يقول:حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
والغريب أن أكثر الناس ما شعروا إلا بعد أن تقدم عبد الرحمن بن عوف فأكمل بهم الصلاة لأن هذه الأمة كانت تصلي والنسيوف على رؤوسها
في المعركة كانت تصلي والجيوش ملتحمة في ساحة القتال.

تقدم ابن عوف فأكمل الصلاة بالمسلمين وفزع الناس على عمر أين صوت عمر؟أين صوت الخليفة؟ أين صوت الحبيب ؟أين العادل؟أصبح في سكرات الموت يسأل وهو في سكرات الموت : من قتلني؟؟قالوا قتلك أبو لؤلؤة المجوسي قال: الحمد لله الذي جعل قتلي على يد رجل ما سجد لله سجدة.

كان يسأل وهو في سكرات الموت:هل صليت؟؟ هل أكملت الصلاة؟؟ قالوا: لا. قال: الله المستعان.
كل أمنيته أن يكمل الصلاة ليلقى الله تعالى وقد صلى صلاة الفجر لم يسأل عن ولاية ولا عن ولد ولا هن بلد ولا عن زوجة ولا عن ميراث وإنما سأل عن الصلاة ولم يهدأ له بال حتى أتمها.

قال أحد الصحابة:ظننا أن القيامة قد قامت يوم قتل عمر...



وضعوه في البيت وأحضروا له وسادة فنزعها وقال:ضعوا رأسي على التراب لعل الله أن يرحمني وأخذ يبكي ويقول:يامن لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه.


ودعا عمر أطفال النسلمين فدخلوا يبكون فقبلهو واحدا واحدا ومسح على رؤوسهم.

قدموا له لبنا فلما شربه خرج من كبده فقال: الله المستعان.

ثم دخل الشباب فحياهم ورأى شابا في ثوبه طول فقال له عمر:ارفع إزارك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك فذهب الشاب وهو يبكي لموت عمر رضي الله عنه.!!


دخل عليه عليّ بن أبي طالب ليلقى كلمات الوداع التي ما رأيت أصدق منها إذا ودع الحبيب حبيبه.

اتكأ عليّ على ابن عباس والدموع تفيض من عينيه وأخذ يقول لعمر: يا أبا حفص والله لطالما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"جئت أنا وأبو بكر وعمر وذهبت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت انا وابو بكر وعمر فأسأل الله ان يحشرك مع صاحبيك"

قال عمر: ياليتني أنجو كفافا لا لي ولا عليّ ثم أخذ يقول: الله الله في الصلاة. وسألهم وهو في الموت ايضا:أين أدفن؟؟ قالوا: ندفنك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: لا أزكي نفسي فما أنا إلا رجل من المسلمين استأذنوا عائشة في ذلك؟ فلما مات رضي الله عنه ذهبوا إلى عائشة واستأذنوها في أن يدفم مع صاحبيه فقالت: قد هيأت هذا المكان لنفسي لكن والله لأوثرن عمر به ادفنوه مع صاحبيه.
فجزى الله عمر عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وإنا لله وإنا إليه راحعون..

إخواني:
هذه شخصية من شخصيات العالم الإسلامي التي قدمها محمد صلى الله عليه وسلم إلى البشرية..
هذا خليفة راشد هذا إمام عادل. يقول علي وعمر يكفن:والله ما أريد أن ألقى الله بعمل رجل إلا بعمل رجل مثلك
فاللهم ارنا ,جه عمر في الجنة واحشرنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم في مقعد صدق عند مليك مقتد واجمع بيننا كما آمنا به ولم نره ولا تفرق بننا وبينه حتى تدخلنا مدخله.

اللهم صل على نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم.