الموضوع: الغفلة والشهوة
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-2003, 09:14 AM   رقم المشاركة : 1
الشــــــــــوق
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية الشــــــــــوق
 






الشــــــــــوق غير متصل

الغفلة والشهوة

الغفلة والشهوة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد
فاعلم أن جماع الشر إنما يكون في : الغفلة والشهوة ، فالغفلة عن الله والدار الآخرة تسد باب الخير ، الذي هو الذكر واليقظة .
والشهوة تفتح باب الشر والسهو والخوف ، فيبقى القلب مغمورا فيما يهواه ويخشاه ، غافلا عن الله ، رائدا غير الله ، ساهيا عن ذكره ، قد اشتغل بغير الله ، قد انفرط أمره ، قد ران حب الدنيا على قلبه ، كما روى في صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [[ تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد القطيفة ، تعس عبد الخميصة ، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش ، إن أعطي رضي ، وإن منع سخط ]] .
جعله عبد ما يرضيه وجوده ويسخطه فقده ، حتى يكون عبد الدرهم وعبد ما وصف في هذا الحديث ، والقطيفة : هي التي يجلس عليها فهو خادمها ، كما قال بعض السلف : البس من الثياب ما يخدمك ، ولا تلبس منها ما تكن أنت تخدمه ، وهي كالبساط الذي تجلس عليه ، والخميصة : هي التي يرتدي بها ، وهذا من أقل المال ، وإنما نبه به صلى الله عليه وسلم على ما هو أعلى منه ، فهو عبد لذلك ، فيه أرباب متفرقون ، وشركاء متشاكسون .
ولهذا قال : إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط .
فما كان يرضي الإنسان حصوله ويسخطه فقده فهو عبده ، إذ العبد يرضى باتصاله بهما ، ويسخط لفقدهما .
والمعبود الحق الذي لا إله إلا هو ، إذا عبده المؤمن وأحبه حصل للمؤمن بذلك في قلبه إيمان وتوحيد ومحبة وذكر وعبادة ، فيرضى بذلك ، وإذا منع من ذلك غضب .
وكذلك من أحب شيئا فلا بد أن يتصوره في قلبه ، ويريد اتصاله به بحسب الإمكان .
قال الجنيد : لا يكون العبد عبدا حتى يكون مما سوى الله تعالى حرا .
وهذا مطابق لهذا الحديث ، فإنه لا يكون عبدا خالصا مخلصا دينه لله كله حتى لا يكون عبدا لما سواه ، ولا فيه شعبة ، ولا أدنى جزء من عبودية ما سوى الله ، فإذا كان يرضيه ويسخطه غير الله فهو عبد لذلك الغير ، ففيه من الشرك بقدر محبته ، وعبادته لذلك الغير زيادة .
قال الفضيل بن عياض : والله ما صدق الله في عبوديته من لأحد من المخلوقين عليه ربانية .
قال زيد بن عمرو بن نفيل :
أربا واحدا أم ألف رب *** أدين إذا انقسمت الأمور ؟
روى الأمام أحمد والترمذي والطبراني من حديث أسماء بنت عميس قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [[ بئس العبد عبد تخيل واختال ، ونسي الكبير المتعال ، بئس العبد عبد تجبر واعتدى ، ونسي الجبار الأعلى ، بئس العبد عبد سها ولها ونسي المقابر والبلى ، بئس العبد عبد بغى واعتدى ، ونسي المبدأ والمنتهى ، بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين ، بئس العبد عبد يختل الدين بالشبهات ، بئس العبد عبد رغب يذله ويزيله عن الحق ، بئس العبد عبد طمع يقوده ، بئس العبد عبد هوى يضله ]] قال الترمذي : غريب . وفي الحديث الصحيح المتقدم ما يقويه .

تحياتي لكم: الشوق







التوقيع :

آهات الصمت تأخذني إلى مقابر أحزاني

تكفنني بأوجاعي تدفنني وتنهي

على الباقي من أيامي

آه يا قلبي ..... أدمنت فيك حزني حتى

صاحبتك وجعلت منك خلي ألا يحزن إلى متى

تزيد من عدد ضحاياك ليس لي حل بديل

ما بقى لي ألا الرحيـــــــــل