عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-2003, 09:40 PM   رقم المشاركة : 20
روان المتميزة
Band
 
الصورة الرمزية روان المتميزة
 






روان المتميزة غير متصل

ليسمح لي الأستاذ
((((الغول))))
أن أبدي إعجابي الشديد في رباعيته العظيمة (لن أسميها خاطرة، إنها نثر فني) وفي الحقيقة لم أود الرد بسرعة على رباعيته لأنني يجب أولا أن أدخل كل باب فيها، وأتأمل كل لوحة يرسمها بريشته الساحرة.
(1)
سر السراب
من المثير لنا جميعا أن يستعمل الأستاذ الغول (الأرض) كموضوع لفلسفة عميقة، خصوصاً لما لهذه الكلمة من قدسية وإثارة.
من المثير أيضاً أن يختار الأستاذ (أرضاً) هي الصحراء في نهارها وليلها، حال الشروق والغروب. في هذا التأمل أجد معنى رومانتيكياً ساحراً؛ هو التعامل مع الطبيعة بفكر لا بمشاعر.. هذه النقطة هامة جداً في دراسة أسلوب (الغول) أقول دراسة لأنه يستحق ذلك. ولي الفخر في دراسة بعض خواطر الغول الخالبة.
كنت أقول أن نقطة التعامل مع الطبيعة بأسلوب الفكر من السمات المميزة للغول، فهو هنا يقف أما الصحراء والجبل ويستصغر نفسه، نفس الإنسان المخلوق من الأرض، والذي \يقف الآن على الأرض، ويرى الناس، الأشباح، رموز تتبعها رموز.. أتساءل أحياناً: لماذا يستخدم الغول رموزاً متداخلة؟ لماذا يصر على خلق عالم غامض يتضح مع الإبحار في الخاطرة، والتعمق في التفكير؟ ها هو ذا يقارن في فلسفة متداخلة من جديد بين الذكاء والغباء، بين القوة والضعف، بين الكبر والتواضع، ولا شيء في فلسفته هذه محدد، غير أن تقترب كل تلك المعاني من المعنى القدسي الجميل (الأرض) لتتضح معالمها وأبعادها.
ثم من المثير هنا أن نلاحظ الأسلوب الجميل الذي يعد من أهم مميزات أسلوب أستاذنا أيضاً: أسلوبه الساخر بمرارة الصحوة. دعوني أسميه كذلك، فهو من أجمل أساليب الأدب الساخر، استمعوا معي إلى قوله: (يهب كل مرة واقفاً يمد قامة كافرة إلى السماء) وتبلغ السخرية مرارتها في قوله: (وستنحر آلاف الحيوانات الصغيرة احتفاء بعودة الابن الضال إلى الأرض).
أستاذي الكبير أقف هنا لا أجد كلمة أو عبارة، إلا تدفعني إليها أفكاري، أحاول السيطرة على هذه الأفكار، لكن كلماتك تستثيرها من جديد لتفكر من جديد في جمالها وقوتها وصحوتها.