عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-2009, 08:43 PM   رقم المشاركة : 1
سكره مكره
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية سكره مكره
 






سكره مكره غير متصل

العولمه الثقافيه وفقدان الهوية القوميه



واجهت الأمة العربية وهي تخطو نحو القرن الحادي والعشرين العديد من التحديات الدولية ، والإقليمية، والمحلية،
هذه التحديات تفرض علينا أن نتحرك بسرعة وفاعلية لنلحق بركب العالم،
فالذي يفقد في هذا السباق العلمي مكانته لن يفقد فحسب صدارته وإنما سيفقد قبل ذلك إرادته،
وطبيعة هذا التحرك تشير إلى ضرورة الاهتمام بتطوير التربية التي أضحت خياراً استراتيجياً لا بديل عنه إذ ليس أمامنا خيار آخر،
فإما أن نواجه هذه التحديات وإما أن نعيش على الهامش.



وقد تواترت في السنوات الماضية النقاشات الفكرية والأكاديمية حول موضوعي العولمة و حوار الحضارات بصورة لافتة للنظر. وحلت الكتابات المعالجة لقضايا مثل الأبعاد الاقتصادية والسياسية والثقافية للعولمة والتجارب التاريخية لحوار الحضارات واحتمالات صراعات عالمية بينها محل اهتمامات أخرى شغلت الفكر الإنساني خلال العقود السابقة للتسعينات من شاكلة أزمة الحداثة ومستقبل عمليات التحول الديمقراطي والتنمية المجتمعية الشاملة والعلاقات الاقتصادية بين الشمال والجنوب.
فمفهوم العولمة الثقافية وبغض النظر عن المعنى الرائج لدينا في العالم العربي ـ الإسلامي باعتبار العولمة
غزوة إمبريالية غربية مهددة لهويتنا وقيمنا الأصيلة إنما يروم بالأساس تأكيد تسارع وتائر تنوع الأفكار والرؤى والتصورات الحاكمة للنظر في الأخلاق والمجتمع والسياسة في داخل كل إطار ثقافي ـ حضاري وحقيقة أن بعضاً من هذه العناصر إنما يشكل امتدادات لثقافات أخرى تجذرت في السياق المحلي المعني في مراحل تاريخية مختلفة على نحو يجعل الحديث القطعي عن الذاتي في مقابل الغريب أمراً من الصعوبة بمكان.
فالعولمة ظاهرة لا يمكن نكرانها، وتيار جارف سيغطي جوانب الحياة كافة، مما يجعلنا نحن العرب أمام تحدٍ جديد، وهو ألا نقع فريسة ثقافات هدامة، أو مسيطرة وإنما نتبادل التأثير والتأثر معها من منطلق استقلالية الثقافة العربية،
والعولمة الثقافية تشير إلى محاولة وضع شعوب العالم في قوالب فكرية موحدة تنبع أساساً من الفكر الثقافي الأمريكي، وتسهم في ذلك الأقمار الصناعية والانترنيت والصحافة والسينما وغيرها، وهي محاولة لسلخ الشعوب عن ثقافتها وموروثها الحضاري.
ومن المهم هنا التفريق بين العولمة الثقافية المرفوضة والانفتاح المنشود على ثقافات الغرب والشرق بما يتفق مع ديننا ومبادئنا وقيمنا بقصد الاستفادة والدرس والبحث وتنمية الثقافة العربية وتطويرها.
العولمة مصطلح معاصر استعمله الباحثون في مجال الاقتصاد ، والسياسة ، والادب ، والثقافة ، والاجتماع، وتزخر المطبوعات بتعاريف متعددة للعولمة منها :
-العولمة: هي العملية التي من خلالها تصبح شعوب العالم متصلة ببعضها في كل أوجه حياتها ، ثقافيا واقتصاديا وسياسيا وتقنيا وبيئيا .
العولمة هي التدخل الواضح في أمور الاقتصاد ، والاجتماع ، والسياسة ، والثقافة ، والسلوك ، دون اعتداد يذكر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة أو الانتماء إلى وطن محدد ، أو لدولة معينة ، ودون الحاجة إلى إجراءات حكومية
مما لا شك فيه أن للعولمة تأثيراً واضحاً على الهوية القومية ويختلف المحللون لظاهرة العولمة حول تحديات ذلك الأثر على الهوية القومية، وذلك على النحو الآتي: فالمؤيدون لظاهرة العولمة يرون أنها تسهم في انتشار التكنولوجيا الحديثة من مركزها في العالم المتقدم اقتصادياً إلى باقي أنحاء العالم، ومن ثم زيادة الإنتاج زيادة واضحة، ويرون أن ذلك في حد ذاته يغفر للعولمة أي تأثير سلبي يمكن أن ينتج عنها على الهوية القومية، بل يرى بعضهم أن هذا التأثير بسيط، وبعضهم الآخر أكثر تفاؤلاً حيث يرى أن الهوية القومية سوف تفيد من العولمة بدلاً من أن تضار.
أما الرافضون للعولمة فيرون فيها مزيداً من الاستغلال الاقتصادي، والمثال المؤيد لذلك ما تفعله الاستثمارات الأجنبية بالدول الأقل نمواً، وكذلك الحال بالنسبة للسلع المستوردة ومنها الأدوية على سبيل المثال.

تقبلو مني كل التقدير ولإحترام ..سُكَّره مُكَّره