عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2009, 10:11 AM   رقم المشاركة : 1
اخو هدلا
( وِد لامِـــع )
 
الصورة الرمزية اخو هدلا
 






اخو هدلا غير متصل

يـــــالقطــــة غليــــــص



بسم الله الرحمن الرحيم

اعضاء منتديات الود الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يروى ان هناك قرية عرفة بجمالها وعليل هوائها وزهورها المتفتحة وأشجارها الضخمة التي يراها القادم لهذه القرية عن بعد .


هذه القرية تميزت بروح سكانها الطيبة والمرحة وصدق قولهم وصفاء نياتهم وحبهم للخير وتقديرهم لكبارهم

ورحمتهم بصغارهم والاجتماع فيما بينهم بصفة مستمره ومناقشة ما يريدون من امورهم الحياتية بروح طيبة في

مجلس اعد في وسط القرية ليجمعهم اذا ما ارادوا التسامر والتحاور وذلك في ظل مختار للقرية صاحب

وعي وفكر جيد يحسن تدبر الأمور مع تقديره واحترامه من الجميع ..


في احد الايام راى المختار انه يجب ان يكون له مساعدين يعينونه في تدبير شؤون القرية حيث ان عدد سكان

القرية في تزايد مستمر وتحتاج الى رعاية اكبر من ذي قبل .

بداء المختار بالتشاور مع ابناء قريته حول من يريد مساعدته في تدبر شؤون قريتهم ويكون خلفا له اذا ما سافر

او مرض او حتى ليريحه في بعض مسؤوليات القرية وذهب لأحد الاشخاص وطلب منه بأن يكون مساعده

نظرا لتواجده الدائم في القرية وحسن تفكيره ورجاحة عقلة ..فأجابة باعتذار انه لا يحب ان يكون مسؤولا في

أي مكان ما وان القرية ليست بحاجة لأستحداث منصب جديد .

كان المختار مقتنعا فكرته وذهب يبحث عن من يساعده في ( المختره ) ويكون عونا له فصار يتنقل من رجل

الى اخر وكانوا يجيبونه بالرفض الى ان لم يبقى من اهل الحكمة والرأي احدا .

خرج المختار الى اطراف القرية كعادته لتفقد الاوضاع وقد تبدد امله في ان يجد له مساعد يعينه ويخلفه

في القرية فجلس الى شجره كان قد اعتاد الجلوس تحتها .

فمر به رجل قد سكن القرية حديثا وسأل المختار شيئا من الماء فأسقاه

وقال له ما بالك قد تعكر مزاجك وغلب عليك الحزن والهم ..

قال المختار : في الحقيقة اني ابحث عن رجل يعينني ويساعدني

قال : وصلت خيرا فانا من تبحث عنه .

قال المختار : وكيف

قال الرجل : انا رجل حكيم في قريتي السابقة وكنت قد شغلت منصب مساعد مختار فيها .

قال المختار فرحا : اصحيح ماتقول .

قال : نعم وازيدك شعرا بأني قادر على حل أي مشكله تواجهني دون ان ابذل مجهودا كبيرا فيها ..

المختار : جميل جميل !!!!
واخذ الرجل يكذب على المختار ويتحايل عليه حتى يرفع بأوراقة الى المدينة ليكون مساعدا له وتكون وظيفته رسمية .

اقتنع المختار منه وذهب الى داره واخذ قرطاسا وريشه وكتب الى والي المدينة وبداء يشكي لهم حاله وانه يحتاج

الى هذا الرجل ليعينه على تدبر امور القرية وانه لا يمكن ان يديرها دون مساعد .

وصل الطلب الى المدينة واقتنع الوالي من طلبة فامر بأن يكون الرجل مساعد للمختار وخلفة في القرية .

اخبر المختار الرجل بقبول طلبة وانه من اليوم هو مساعد له في القرية وعليه بداء يخبره ببعض الامور المتعلقة

بالسكان والحقول والمراعي وكل ما يدور في القرية .

خرج المختار مسافر الى اداء العمره واستخلف الرجل على القرية واوصاه بها خيرا .

ذهب الرجل الى المجلس الذي اعتادوا سكان القرية بالجلوس فيه والحديث والتشاور فيما بينهم فجلس بينهم وهم

يتحدثون ويضحكون فقال في نفسه يجب ان افرض نفسي ويرون اني حازم معهم ..

قال الرجل : من اليوم يجب ان تحترموني فانا مساعد المختار فلا يجوز الحديث بكذا ولا بكذا واخذ يتكلم بأمور

كثيره لا فائده منها الا انها بينت للجميع انه ضعيف شخصية اراد فرض نفسه عليهم فخرج الجميع من المجلس

وتركوه وحده .

في اليوم التالي فعل نفس ماقام به في اليوم الاول وفعل اهل القرية مافعلوه في اليوم السابق وخرجوا من المجلس .

بقي الرجل في المجلس لوحده ليس عنده احد فخرج يجمع شتات وجهه بعد ان كفاه اهل القرية مرارا فذهب الى

بئر في وسط القرية فوجد عندها امرأة

فقالت : الست مساعد المختار الجديد ...؟

قال : نعم

فاخذت هذه المراة تمدح به وتثني وهو مندهش لانه لم يعتد الثناء والشكر الا السفه والحقران .

قال : ساليني ما شئتي

قالت : اني اريد منك ان تطرد فلان من القرية وقد اشتكت المراة من احد رجال القرية وطلب منه طرده او حتى

تدبير أي امر له حتى يرضي نفسها وترجع كرامتها بعد ان رفضها ذلك الرجل بعد ان عرضت نفسها عليه

فامتلأت عليك حنقا وحقدا .

فاجابها مساعد المختار بالقبول وانه سيبذل جهده ليرضيها ويحقق لها طلبها واخذ يتربص بالرجل ويحيك له

المؤمرات ويحاول استفزازه واذا سأل اجاب انه لا يتعدى القوانين والانظمة .

عاد المختار فوجد ان القرية قد قلبت رأس على عقب وقد اغلق المجلس الذي يرتادونه وسبب فيه الكثير من

الحزازيات والنفسيات فسـألة المختار ماذا فعلت ...؟

قال : انا اطبق قوانين المدينة التي تمشي علي انا وانت ويجب عليك حتى انت الامتثال لها والا عزلناك وولينا

غيرك .

فقال المختار مندهشا متعجبا مما سمع ( انا اشهد انك لقطة غليص )








التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



شكرا للاخت فوق الغيوم ع الاهداء