عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-2009, 02:51 PM   رقم المشاركة : 3
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


إن جَازَ لِي التَّعبِير فَأن (الواسطة) هي قناة يمر منها البعض

إلى أصحاب القرار للحصول على استثناء ..

أو إلى تعديل وضع قائم..

قد يجادل بعضهم أنها قد تكون إحدى وسائل أغراض الخير

وإستيفاء الحقوق .. وهي مقولة غير صحيحة ..

إذا بحثنا في جذور انتشار هذه الثقافة .. وأدركنا أنها أحد

وجوه بحث الأفراد عن مصالحهم وإن خالفت النظام ..

وقانون تكافؤ الفرص .. لذا تم تمليحها إن صح التعبير ..

من خلال تبرير هذه الوسيلة ..

على أنها أحد وجوه ( الشَّفَاعَة ) وهو مصطلح ديني ..

خصه الله سبحانه وتعالى برسوله عليه أفضل الصلاة ..

والتسليم في يوم الحساب..

أحياناً أجد صعوبة في فهم ..

فلسفة الربط بين ( الواسطة ) الدنيوية ..

وبين الشَّفاعة الأخروِيَّة وربما مهّد هذا الربط غير المباشر

إلى تعميم هذا المصطلح .. ليشمل عدداً لا حصر لها ..

من القرارات والتدخلات التي تحمل أحياناً الخير ..

وفي أحيان أخرى الشر .. والفساد بكل وجوهه المتعددة

والأخطر من ذلك !!

تشريع موقف في غاية السلبية لأفراد المجتمع ضد القانون

والمساواة في الحقوق والواجبات..

من المصطلحات الشائعة في فصل ما جاء في الفساد ..

وجوهه المتغيرة .. مصطلح (المحسوبية) ..

وهي آلية متعارف عليها في المجتمعات العربية ..

لخدمة أصحاب ( النفُوذ ) في المجتمع ..

وأحسب أن هذه المفردة لها خصوصية عربية ..

و يجب أن تحصل على براءة اكتشاف .. يتم توثيقها ..

في محافل الإبداع البشري .. في ظاهرة ( الفساد) ..

تتصف منتجات هذه الآلية الفريدة ..

بقدرتها السِّحرية .. على قتل الطّموح في حقول العمل .

ثم تقسيمه إلى ميدان لـ ( الأسياد ) وهامش للعبيد

وَأرمِي في الأسياد ..

هم أولئك الأحرار .. أو المتحررون من عبودية النظام ..

وقوانينه الرتيبة .. والعبيد هم الذين يخضعون قِسراً ..

لنظام العمل وبنوده الصارمة ..

والشخصية المحسوبة على شخصية متنفذة تتسم بالتحرر

من الروتين الوظيفي .. ولا تستخدم عادة الأروقة العامة

أو الطرق التي تم تقنينها ..

لتنظيم الفئة غير المحسوبة في المجتمع..

الفئة التي شقَّت طريقها في التعليم والعمل من الألف ..

إلى الياء ..

بدون أن يكونوا على كشف حساب أحد أصحاب القرار

والنفوذ في المجتمع..

الشخصية المحسوبة .. يأتيها قدرها في دنيا العمل ..

بمختلف اتجاهاته من فوق أو من الأعلى ..

والفوقية والعلو والسمو يحضون بقدسية في ثقافتنا ..

وحينما أقول ثقافتنا ..

فأنَّنِي أقصُد ثقافتنا في الوطن ( السّعودي ) الكبير ..؟

فالفوقية تعني النفوذ والقوة ..

والجدير بالذكر..أن هذه المقولة كانت أحد وجوه الخلاف

عندما تم استخدام الدين في الصراعات السياسية ..

في القرون الأولى في المجتمع ..

وعندما روجت المعتزلة المبتدعة لمقولة ..

أن الله سبحانه وتعالى متواجد في كل اتجاه وهي مقولة ..

فيها تضاد مع عقيدة السَّلف ..

والتي من شروط اكتمال الإيمان أن تصدق أن الله سبحانه

وتعالى فوق السماوات وفي أقصى درجات العلو..

وهذه صُورة أخرى تم الربط فيها مفهوم دنيوي بأصل ..

من أصول العقيدة السمحة ..

إذ تم ربط ذلك الذي يأتيه رزقه من قرار فوقي واستثنائي

مترفعاً عن سنن العمل وقوانينها الميدانية..

بعبد الله عز وجل الذي يأتيه رزقه من السماء بلا حساب..

نعَم .. تتصف الشخصية المستوفية لشروط المحسوبية

بأنها فوق القانون والنظام ..

وأنها كالقدر الذي يتم تقديره من أعلى ..

ولايشارك في صناعته أولئك الذين يقطنون الدرجات الدنيا

من النظام الاجتماعي..

لكن يتم تهيئته بقانون الاستثناء ونظام الشفاعة العلوية

وعادة لا تكترث هذه الفوقية بحجم التلف الذي يحدث..

بسبب هذا التجاوز ..

ولا تأبه للتبعات المتوقعة في ميدان العمل ..

وبالتأثيرات السلبية التي تقتل الطموح ..

وتؤد الإنتاجية في مهدها..

يأتي الإعجاز ( السّعُودِي ) في قدرة هذه الثقافة ..

على صرف النظر عن ثقافة الفساد .. وإلى التخفيف ..

من وقع مفردة ( فَسَاد ) والتي تتسم ببعدها القرآني

وبحرمتها الشَّديدة في الدين الحنيف ..

مِمَا هيَّأ للفساد .. لأن يصبح واقعاً لا يمكن تجاوزه بقرار

أو بنصائح من أعلى المنابر .. ولأن ينتشر في المجتمع

من خلال مصطلحات تبدو حميدة .. لكنها في واقع الأمر

مثل ( السَّرطَان ) الذي ينخَر الجسد ببطء فهَل يعقل؟

وتؤدي ( الوَاسِطَة ) إلى انهيار القيم الأخلاقية ..

القائمة على الصدق والأمانة والنزاهة ..

وتقود إلى انتشار ثقافة عدم المسؤولية والنوايا السلبية

لدى الأفراد في المجتمع .. وهو ما يمهد إلى اتساع ..

دائرة الجريمة والتمرد على السُّلطة ..

وإلى طغيان مشاعر الحُقد ضد النظام الاجتماعي القائم..

ستغدو مهمة اجتثاث سبل ( الوَاسِطَة ) ..

ضرباً من ضروب الخيال .. إذا تم التعامل معها من خلال

ثقافة النصائح فقط والتي لن تكون مجدية إلاّ إذا صاحبها

تنظيم وآليات لمكافحتها من خلال سنِّ القوانين الصارمة

والمخولة لمراقبة تصرفات وقرارات الأفراد مع بنود النظام

ومنح المجتمع حق محاسبتهم ..

لدى الجهات القضائية المختصة..

نعَم ..سيكون من الإستحالة تطبيق هذه الأنظمة ما لم يتم

إقرار قانون يمنع التدخلات الفوقية ..

من أجل تمرير المصالح الشخصية..وذلك من أجل احترام

استقلال أجواء القضاء ..

وميادين العمل ونفسيات العاملين فيه.. ثم قطع الطريق

على أصحاب النفوس المريضة من بعض أصحاب القضاء ..

والقرار ..

الذين مافتَأ بعضهم..أن يجد في الإستجابة لهذه التدخلات

أسرع الطرق .. وأسهلها للإثراء أو الثَّراءالسريع..

/

/

الأستاذ القَدِير والصَّدِيق الحَمِيم ( صَدَى الذَات ) ..

السَّلام عليكُم ............. من إنتـَـر

لا أعرِف هل أقول لك مبروك عليك العام الهجري الجديد

ام اقول لك مبروك عليك ( النِّك ) الجديد أو ماذا عسَاني

أن أقول وكيف أعبِّر!!

ماعلينَا !!

أعتقد ومن منظور شخصِي بحت ان الحديث عن (الوَاسِطَة)

مؤلِم نوعاً ما .. لأننا والحقُ يُقال ..

جميعنا نمارس هذه ( الوَاسِطَة ) .. سواء نقدمها للآخرين

او الآخرين هُم من يقدِّمها لنا ..وليسَ لنا غناةً عنها ..

ياسيدي عن نفسي .. وَحِينما اُريد شراء ارغِفة خُبز ..

أذهب للعجَّان من الخَلف ..

أغمِز له ( 6 ) غمزَات متواصِلَة دُون إنقِطَاع وهُنَا أعنِي

حاجتي إلى ( 6 ) ارغِفَة من الخُبز .. وهنا يُومِي بِرَأسه

إلى الأسفل كتأكِيد على انه فهم الإشَارة !!

وحِينما يُخالِفني رجل ( المرور ) أتِّصِل بزملاء المرور ..

وأعطيهم أسمه .. لإستِلام القَسِيمَة منه وإتلافها ..

قُبِيل ان يتم تسجيلها .. في نِظَام الحَاسُوب اللعِين ..

وهكذا أجِدنِي غير قادر على العيش بدون ( الوَاسِطَة )

ومثلي الكثير والكثير ..

وفي نفس السِّياق أنا اقدِّم ( الواسِطَة ) إلى الكثير

مِمَن تربُطنِي بهم عِلاقَة .. سواء من المقربين أسريَّاً ..

أو من الأصحاب .. أو حتَّى جيران الحَي !!

لأنه والحال كذلك..حينما يأتيكَ صَدِيق من الصَّعب عليك

ان ترده ولاتحقق له مُراده وأنت قادِراً عليه ..

مهما كانت صِلتك بالله قويَّة فتَجِد نفسُك مجبراً على تقديم

هذه ( الوَاسِطَة ) ..

اُنظُر إن شِئت غلى جُل الدوائر والشركات والمؤسسات ..

سواء الحكومية او الأهلية..فتجد إنسان لايعرِف يكتُب..

جملة مفيدة مكوَّنة من سطرَين..ومع ذلك تجده ذُو مَنصِب

ومرتَّب شهري كبير ..

بينما (المتعلِّم) ذو الثَّقافة الواسِعَة النطاق لايتم توظيفه

لأنه لايملك ( الوَاسطَة ) وهنا قِمَّة الظِّلم والفسَاد ..

ويكون ذلك على حِساب مصلحة العمَل العامَّة ..

فـ ( الواسطَة ) موجودة في أتفه الأشياء ..

قبل فترة تخرَّجت إحدى شقيقاتي..وتم تعيينها كمُعلِّمَة

في أحد المناطِق النَّائِيَّة في جنوب الوطن حيثُ القرُود

المتشِرَة على قِمَم الجبَال ..

فإنقسمنا إلى نصفَين .. أحدهم مؤيِّد لعملها هناكَ..

والآخر رافِضاً ذلك ..

ومن باب الصُّدفة أخبرونا جيران الحَي .. أن لديهم مسؤل

رفيع المستَوَى في الرئاسة العامة لتعليم ( البنات )..

في العَاصِمَة الحبيبَة ( الرِّيَّاض ) ..

وبِإمكانه ان يمدُّ ( يَد ) العَون لنا..وما هِيَ الاّ مكالمة

هاتفية واحدة ليسَ أكثَر..فإذَا بهَا تُعَيَّن لدى اقرب مدرسَة

من باب المنزل فهل يعقل؟

بينما صديقاتها..مِمَن كانوامعها دفعوا عشرات الألوف..

لتعيينهم في المنطقة دون طائِل .. ووزّعوا في كافَّة ربُوع

الوطن الكبير!!

ما اُريد قوله بإختصار شديد وشديد جداً ان (الواسِطَة)

اصبحت كالمِلح في الطعالم .. لاغناة عنها ..

ويكفي أن الشَّرع..يعمل بها إذ تجد مِمَن يحكم عليه..

بالقتل تعزيراً يلقى حكمه بسبب ( الواسِطَة ) ..

وسبق أن قال المليك المفدَّى ( فَيصَل بن عبدالعزيز )

رحمه الله ..

لقد قدرنا على كل شيء الاّ(الوَاسِطَة) ولا تذهَب بعيداً

أخي الأستاذ ( صَدَى الذَّات ) فـ ( الوَاسِطَة ) موجودَة

حتى في عالم ( الذَّات ) فأنا ارد على موضوعك ..

لأنَّ لدَيكَ ( وَاسِطَة ) تتمحوَر فِي انك قريب من أشواقي

فهي تتوسَّط لكَ عندِي لكَي ارد عليك ..

بينما غيرك لاتربطه علاقَة بإشواقِي فتجِدنِي لا اُرِدَ عليه ..

والحمدلله على كل حال ؟

/

/

/

المَحبِرَة اللامُنتَهيَة








الأستاذ القدير ( صَدَى الذَّات ) ..

قد تجبرني الظروف على الرَّحيل ..

على ان أكون بعيداً عنك بجسمي ..

لاهي مع من هم حولي ..

/

/

ولكني قريب منك بقلبي ..

لصيق بك بروحي وعقلي ..

أنتظر لحظة العودة ..

لحظة الرجوع اليكَ ..

كي أكون معك ..

بالقُرب منك ..

كي أحيا من جديد ..

ألا يكفي أنك الوطن؟

فكيف أرضى بالغربة؟

.