عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2010, 02:45 PM   رقم المشاركة : 10
LadyLvoe
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية LadyLvoe
 






LadyLvoe غير متصل

الجزءالثاني...


وصل خالد إلى أهله و انشغل مع أصدقاءهلكنه أبداً لم ينسى تلك الطفلة... خفتها جمالها عبقها و غموضها...


صورتها تستحوذ على مساحة كبيرة من تفكيره...


يتمنىأن يراها مرة أخرى...


يتمنى أن ينظر إلىعينيها...


لم يكن خالد كعادته بين أهله...


بل كان مشغول البال... لا يدري ما الذي يجعل صورة الطفلة راسخة فيذاكرته...


وعلى غير العادة, تمنى أن تنتهي العطلة الأسبوعيةسريعاً ليعود إلى مقر عمله فربما يصادف الطفلة مرةأخرى


أصبحيرسم صوراً و أحداثاً في عقله...


تارةً يتخيل أنه لو لميحضر ذلك الفتى لذهب بها إلى أهلها و وبخهم...


تخيل أيضاًأنه يدخل القرية دخول الفاتحين و هو يحمل الطفلة فيستقبله الجميع بالشكر والعرفان...


تخيل والدة الطفلة مهرولة إليه باكية فتحتضنالطفلة و تشكره على صنيعه...


ثم تخبره بأنها فقدتها من أيامثلاثة...


و تخيل فتاة في ريعان الصبا تقترب منه فتقبل رأسهو دموعها قد سالت على خديها


تخيل أن هذه الفتاة هي أختهافتعجب بشهامة خالد ثم تحبه و تتعلق به...


و كانت هذه أكثرصورة استحوذت على تفكيره و رسمت قراراً يتخذه لاحقاً


وتارةيتخيل أن أهلها يغدقون عليه بالمال والمجوهرات شكراً وعرفاناً ...


لكن يعود خالد إلى واقعه... فيحتسب عند الله ويسأل الله أن يجعل ما فعلهلوجهه خالصاً لا رياء فيه ولا شبهه...


ظل خالد على هذاالوضع حتى انتهت العطلة الأسبوعية وحان وقت عودته إلى حيث عمله...


أنطلق خالد من رحلة العودة وهو يدافع صورة الطفلة منخياله...


حين أقترب خالدا من نفس المكان... شعر بحاجة ملحهللتوقف... حاول أن يتجاهل هذا الشعور ويمضي في طريقه لكنه عجز عنذلك...


فكَّر أن يتوقف ليقضي حاجته إلا أنه كان يحاولالصمود حتى يصل إلى أقرب استراحة


صورة ملحة في خياله تحكمتصرفاته...


كان يتخيل شقيقة الطفلة...


, فتاة جميلة تتعلق برجولته و شهامته دوناً عن كل شباب القرية فتحبه و يحبهاليصورا أجمل قصة حب في تلك الصحراء...


أخيراً قرر خالد... سيتوقف ... يجب أن يقضي حاجته... لن يستطيع أن يصبر دقيقه واحده , فربما يرى مايتمنى...


. . ! ! وربما كان يقنع نفسه...


توقف خالد في نفس المكان الذي ظهرت منه الفتاة وجه سيارته على خارج الطريقوأضاء الأنوار العالية ليجدها أرضا منبسطة جرداء ممتدة بمدالبصر....


أرض خالية...لا شجر فيها ولا بيوتشعر...


أدار مقود السيارة وأتجه بها إلى الجهةالأخرى...


الجهة التي ظهر منها الفتى وغاب فيها بعد أن أخذالفتاة...


توقع أن يرى شيئاً في هذا الاتجاه...نزل منسيارته... ألقى نظرة فاحصه شامله ليعود إليه بصره بلا شيء...ارضخاليه...


جلس خالد وقضى حاجته... وما أن انتهى وقفل راجعاًإلى سيارته حتى تسمر في مكانه...


رأى شخصاً واقفاً جوارسيارته... تقدم قليلاً ليجده ذات الفتى...


تلفت خالد يمنهويسرى قبل أن يوجه كلامه إلى الفتى قائلاً: أنت؟ من أين أتيت؟!!!


أشار الفتى إلى البعيد ودون أن يتكلم ...


كان الفتىيرتدي ثوباً طويلاً جداً...


همهم بكلمات غريبة قبل أن يقوللخالد بصوت أقرب لأصوات الرجال: ماذا تفعل هنا؟!! كان صوته أكبر من سنهبكثير...


أجاب خالد: أردت أن أقضي حاجتي وأرى في أي الجهاتقريتكم...


قال الفتى مباشرة: إذن فلنذهب فوالدي يتمنى أنيشكرك على صنيعك..


لم ينتظر الفتى جواب خالد بل فتح بابالسيارة من جهة السائق وركب... قضى وقتاً وهو يجمع ثوبه قبل أن يرمي بنفسه علىالمقعد الآخر... نظر إلى خالد وأشار له بأن يركب...


ركبخالد السيارة وهو يسأل الفتى: في أي اتجاه؟... أشار له الفتى قائلاً من هنا!!! شعرخالد بأن رائحة الفتى قوية نوعاً ما... كان جالساً وقد جمع الزائد من ثوبه أمامه... ليتبين لخالد أن الثوب طويل أكثر مما يتوقعه العقل...


نظرالفتى إلى خالد وهو يقول: هل أتيت لتراها؟!!


لكن ما أن نظرفي عيني الفتى حتى لاحظ أمراً غريباً... سرت قشعريرة قوية في جسده...


نظر خالد إلى عيني الفتى ليجدهما بلمعان عيون القطط... لاحظ الفتى تركيز خالد في عينيه فأغلقهما لبرهة قبل يفتحهما فيجدها خالد بلون أبيضمشع لا سواد بهما أقنع خالد نفسه بأنه يتوهم.... رأى الفتى علامات التعجب في وجهخالد فأغمض عينيه من جديد... فتحهما فرآهما خالد كعيون البشر قبل أن يشيح الفتىبرأسه مشيراً لخالد أن يسلك اتجاه الوادي...


شعر خالد بأنهفي مكانٍ نسيه بني البشر...


بدأ يشعر بخوفٍ لم يعرفكنهه...


خوفٌ من المجهول... من العالمالسفلي...


لكنه و رغم ذلك يحاول أن يقنع نفسهبالعكس...


سار خالد بسيارته في الوادي وهو مسلوب الإرادة...


يعجز عن التوقف يعجز عن الكلام أيضا...


دخل خالد بين جبلين عظيمين وفي الأمام جبل آخر يغلق الطريق...طلب الفتى منخالد التوقف... فقد وصلا إلى القرية...


ترجل الفتى فتبعهخالد...


نظر إلى الخلف فرأى أنه بين جبالأربعة...


سار الفتى وخالد خلفه لينزلا إلى منطقة منخفضة عنالوادي


ما أن نزل خالد حتى رأى القريةأمامه...


قرية مظلمة إلا من بعض الأضواء المنبعثة من أمامأبواب المنازل...


هناك بعض الفوانيس الضوئية موزعة علىأرجاء القرية...


منازل صغيرة متباعدة...


هدوء غريب و سكون رتيب...


كانت خطوات الفتى سريعةفأسرع خالد للحاق به...


انعطف الفتى بعد أول منزل في القريةفهرول خالد ليدركه...


وما أن انعطف خالد حتى شد انتباههمشهد غريب...


رأى رجل ضخم الجثة يجلس القرفصاء و قد ربطتإحدى قدميه بسلسلة كبيرة مثبتة إلى جذع شجرة شامخة...


ظنه خالد في بادئ الأمر مجنوناً


إلا أن قدم الرجل الأخرى كانتمربوطة بسلسلة أصغر لكن نهايتها رُبِطت حول رقبة شاة سوداء...