[إنتــَــــــر]

من ناحية أنها ( سَاحِرَة ) فأنَّنِي أجِدهَا أكثَر من ( سَاحِرَة ) ..

بل مجنُونَة!!

يَعنِي كُرَة يَتَقَاتَل عَلَيهَا أكثَر من ( 22 ) رَجُل ..

قَد يتعَرَّضُون لإصَابَات بَلِيغَة وَكسُور .. بَل أحياناً حَالات وفَاة ..

كَمَا حَدَث مَعَ نَجم المُنتَخَب التونسِي ..

وَنَجم نادِ التَّرَجِّي قُبَيْل أعوَام ( الهَادِي بِن رَخِيصَة ) ..

وأخِيراً وَلَيسَ آخِرَاً حَالَة الوفَاة التِي تَعَرَّض لهَا نَجم الكُرَة الإمَارَاتِيَّة

وَنَادِ الشَّبَاب وَالنَّصْر الإمَارَاتِيين قُبَيل ( 3 ) أسَابِيع ( سَالِم سَعَد )

الأكثَر من ذلك أن هناكَ دَولَتَين لَستُ أذكُر فِي أمِيركَا الجنُوبِيَّة ..

أو الشّمَالِيَّة نَشَبَت بَينهُم حَرب فِي القَرن المَاضِ ..

وإحدَى هَاتَين الدَّولَتَين هِي ( الهندُورَاس ) أن لم تَخُنِّي الذَّاكِرَة ..

حَرب أستُخدِمَت فِيهَا كل الأسلِحَة المَشرُوعَة وَغَير المَشرُوعَة ..

وَسَقَطَ عَلَى أثرِهَا آلاف الضَّحَايَا ..

كُل ذلك .. من أجل ( السَّاحِرَة ) كَمَا قَد أطلَقت عَلَيهَا وَوَصَمْتَهَا ..

وأن أرَدت الحَق .. هِيَ ( سَاحِرَة ) جَمَاهِيرِيَّة لِكُل شعُوب العَالَم

وَبِمُختَلَف أنمَاطهُم وَمُسَمِّيَاتهُم .. فَقِيرهُم وَغَنِيّهُم صَغِيرهُم وَكَبِيرهُم

ولِكَي أؤكِّد لَكَ ذَلك .. فأنَا أحدِّثك الآن أخِي ( صَدَى الذَّات ) ..

من مَعقلِي .. أقصُد حُجرَتِي الصَّغِيرَة .. وعَين عَلَى مَوضوعك ..

وَأخرَى عَلَى التِّلفَاز .. حَيثُ اللقَاء الكُرَوِي الكَبِير وَالِّذِي سَيَجمَع ..

( إنتـَر نَاسْيُونَالِي مِيلانُو ) وَضَيفُه ( شِيلْسِي ) الإنجلِيزِي ..

فِي مُحَأفَظَة ( مِيلان ) الشّمَالِيَّة .. فِي جَادَّة ( سَانسِيرُو ) ..

وعَلَى أستَاذ ( جُسِيبِي مِياتزَا ) الدَّولِي ..

ومن كُثر ما أنَأ شغُوف لِهَذَا اللقَاء .. الَّذِي أنتَظَرته لأسَابِيعٍ عِدَّة ..

أغلَقت هَاتفِي وَأوصَدتُ بَاب حُجرَتِي وَوَضَعت عَلَيه يَافطَة صَغِيرَة ..

كَتَبت عَلَيهَا وَبِأنَاملِي لا أنَامِل غَيْرِي عِبَارَة ( ممنُوع الإزعَاج ) !!

سَألتُكِ بِحَق الرَّب ألَيسَ هَذَا جنُوناً فِينِي؟

وَالسَّبَب ( السَّاحِرَة ) ..

نَعَم هِيَ ( سَاحِرَة ) بِكُل المَقَاييس وَألاّ بِمَاذَا تُفَسِّر تِلك العَشَرَات

من الآلُوف المُؤلَّفَة من البَشَرِ الَّتِي تَهرُب مع أعمَالهَا ..

وَتَتَخَلَّى عَن وَاجِبْهَا .. مُتَّجِهَة ًصَوب الإستَاذ الرِّيَاضِي الَّذِي سَيُقَام

عَلَيهِ ذَلكَ النِّزَال الكرَوِي .. ضَاربِين بِعَرض الحَائِط كُل مَصَالحهُم

دُونَ الإكتِرَاث لَهَا رغم أن هذهِ ( السَّاحِرَة ) لَن تُعطِيهُم شَيء!!

أنظُر هُنَا إلَى مَايفعله جمهُور ( السَّيِّدَة العَجُوز ) فِي ( تُورِينُو ) ..

وعَلَى أستَاذ ( دِيلِي آلبِي ) بعد أن نَجَحَ نجمهُم المُحَبَّب الكَبِير ..

( ألِيسَاندرُو دِيل بِيرُو ) فِي إصَابَة شِبَاك غَرِيمهُم نَادِ ( نَابُولِي ) ..

لَقَد أضرَمُوا النَّار فِي كُل الأرجَاء إحتِفَاءَاً بِهَذَا الهَدَف ..

وَكَأنكَ فِي حَرب وَلَيسَ مُبَارَاة لِكُرَة القَدَم ألَيسَ هَذَا ضَرباً من الجنُون؟

نَاهِيكَ عَمَّا يَحدُث فِي ( البِرنابيُو ) الإسبَانِي حِينَ يَلتَقِي ووجهاً لِوَجه

الغَرِيمَين اللدَودَين ( رِيَال مَدرِيد ) و ( بَرشلُونَة ) فَيَاللعَجَب العُجَاب

فالجنُون الكرَوِي لم يَقتَصِر عَلى مَدرِيد أو مِيلان ..

أو العَاصِمَة البرِيطَانِيَّة لُندُن .. بَل تَجَاوَز الأسوَار وَوَصَل لَدَينَا ..

فِي شَرقِنَا الأوسَطِي بِرِمَّته ..

صَحِيح أنَّ الرِّيَاضَة فَن وَأخلاق وَذَوق ألـخ كما ذَكَرت

ولكِن الحُب الكَبِير .. وَالشَّغف الَّذِي لاتحده الحدُود وَالوَلَع الَّذِي ..

لاتَقِف فِي وجهُه القيُود لهَذِهِ ( السَّاحِرَة ) أكبَر بِكَثِير ..

من أن يَجعَل المَرء هَادئاً وَمِتَّزِناً !!

الشَّيء الجَمِيل فِي هَذِهِ ( السَّاحِرَة ) هُو أن هُنَاك الكَثِير وَالكَثِير

من البُلدَان عَلَى خِصَام دَائِم مَعَ بَعضهُمَا وَلَم يَدُر فِي خُلد أي مِنهَا

أنهُم سَوفَ يَصلحُون فِيمَا بَينهُم ..

ولكنهُم صَلحُوا بِسَبَب هَذِهِ ( السَّاحِرَة ) .. وَأقرَب مِثَال لِذَلك ..

كَأس الأمَم الآسيَوِيَّة .. الَّتِي جَمَعَت الجَارَين العِرَاق وَالكُوَيت ..

فِي إحدَى المُنَاسبَات المَاضِيَة ..

بعدَ أن رَفَضَ رَئِيس الإتِّحَاد الكُوَيتِي لِكُرَة القَدَم آنَذَاك ..

الشَّيخ ( أحمَد الفَهَد ) اللعب ضِد العِرَاق فَوَجَد نَفسه مُرغِماً ..

عَلَى ذلك وألاّ سَتَنزِل عقُوبَة مُشَدَّدة عَلَى الكُوَيت مَالَم يَذعَن ..

لِقَرَارَات الإتِّحَاد الآسيَوِي لِكُرَة القَدم ..

وكَانَت هَذِهِ المُبَارَاة هِيَ الَّتِي فَتَحت أبوَاب العِلاقَة بَينَ الدَّولَتَين ..

وَإعَادَة المِيَاه إلَى مَجَارِيهَا .. عِلماً بأنَّ الرَّئِيس العِرَاقِي آنَذَاك ..

الرَّاحِل ( صَدَّام حُسَين ) كَانَ لازَالَ عَلَى قَيد الحَيَاة وَيُبصِر النُّور .

ألَيسَ هَذَأ من مَحَاسُن ( السَّاحِرَة ) ..

وَفَوَائِدهَا الجَمَّة عَلَى البَشَر؟

إن كُنَّا سَنظُر إلَى الخِلافَات وَالعَدَاوَات الَّتِي تَأتِي بِسَبب ( السَّاحِرَة )

فَصَدِّقنِي لاتَكُون ألاّ فِي أوسَاط ذَوِي العقُول الصَّغِيرَة ..

بَينَمَا ( العُقَلاء ) فَهُم أرقَى بِكَثِير من أن تَحلُّ بَينهُم التَّفرِقَة بِسَبَبهَا

عمُوماً لَن أسهِبُ أكثَر من ذلك ..

فَتِلك كَانَت وُجهَة نَظَرِي إزَاء ماطَرَحت وَأسأل الله أن يَجمَعنَا وَإيَّاكَ

عَلَى الحُب وَلَيسَ شيئاً سِوَاه فَمَاذَا قُلت؟

/

/

المحبِرَة اللامُنتَهيَة

أستاذ ( صَدَى الذَّات ) ..

صدقني إيماننا بالله كبير ..

في ألاّ تغادرنا ..

بألاّ ترحل عنا ..

الا ونحن مُرتَوون منك ..

مشبعُون مِنك ..

باذن الله!!

وأملنا اكبر ..

في ان ترحلُ عنا ..

لتعود الينا من جديد..

في أجمل ثَوب ..

وَأبهى حُلَّة ..

ونحن ننتظرك ..

اكثرُ صفاءَاً ..

اكثُر نقاءَاً ..

باذن الله؟

.