عرض مشاركة واحدة
قديم 19-08-2003, 09:58 PM   رقم المشاركة : 1
nahla
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية nahla
 






nahla غير متصل

كيف نحقق الفرار إلى الله؟؟ "وادعوه خوفا وطمعا"

كيف يمكن أن يحقِّق الإنسان الفرار إلى الله؟

وما الوسائل والأمثلة على ذلك من الحاضر ومن الماضي؟


المستشار:

الشيخ ناظم المسباح



الرد

أخي الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

حفظك الله ورعاك وأدام عليك نعمة الأوبة إلى الله، وأعانك على الفرار إليه سبحانه وتعالى. واللجوء إلى الله –أخي العزيز- والفرار إليه يكون باتِّباع أوامره واجتناب نواهيه، والوقوف عند حدود الحلال والحرام، والاهتداء بتعاليم المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا".

ومن الأمور جيِّدة التوصيل إلى الله تعالى ما يلي:

1- حبُّ الله: وهو قارب النجاة من الفتن، وعاصم المرء من الخطايا، فحبُّ الله ينجى المسلم من الغرق في بحر الدنيا وحطامها، واللهث وراء متعها وشهواتها، فالذي تعلَّق قلبه بالله لا يطغى عليه حبٌّ آخر، والله تعالى يقول: "قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكنُ ترضَونها أحبَّ إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربَّصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين"، ويقول تعالى: "والذين آمنوا أشدُّ حبًّا لله"، فحبُّ الله والتعلُّق به يصنع المعجزات، إذ يهتدي المسلم بهدى الله، ويسترشد بنوره.

2- حبُّ الرسول صلى الله عليه وسلم: قول الله تعالى " قل إن كنتم تحبُّون الله فاتَّبعوني يحببكم الله"، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين"رواه البخاري، وحبُّ الرسول صلى الله عليه وسلم يكون بتمثُّل سنَّته الشريفة، والاقتداء بأخلاقه النبيلة، وأخذ العظة والعبرة من سيرته العطرة.

3- الوَرَع: مع النبيُّ صلى الله عليه وسلم الورع في عبارةٍ واحدة، فقال: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"رواه الترمذيُّ وابن ماجه بسندٍ حسن.
فالمسلم الذي يريد التقرُّب إلى الله عزَّ وجلَّ لابدَّ أن يكون ورعا، يدقِّق في الحلال فيأتيه، ويعرف الحرام فيتجنَّبه، فقد كان الصحابة رضى الله عنهم يتحرَّون في هذا الشأن.

4- تجديد التوبة والاستغفار دائما: قول تعالى: "يأيُّها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحا"، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "والله إنِّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرَّة"رواه البخاري، فالتوبة تجدِّد الإيمان، والاستغفار يزيل الخطايا.

5- الاستعداد للآخرة وتذكُّر الموت: قول تعالى: "كلُّ نفسٍ ذائقة الموت وإنَّما تُوَفَّوْن أجوركم يوم القيامة فمن زُحزِح عن النار وأُدخِل الجنَّة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغُرور".

6- التقرُّب إلى الله تعالى بالنوافل: النوافل هي ماعدا الفرائض التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده من جميع أجناس الطاعات، من صلاةٍ وصيامٍ وحجٍّ وصدقةٍ وأذكار، وكلِّ ما ندب الله سبحانه إليه ورغَّب فيه من غير حتمٍ أو افتراض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله قال: "من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصِر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، وإن سألني لأعطينَّه ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما تردَّدت عن شيءٍ أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته"رواه البخاري.

7- الرفقة الصالحة: الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل"رواه أحمد والحاكم بسندٍ صحيح، والصحبة الصالحة تحقِّق فوائد كثيرة، منها العون على الخير والمعروف، والحفظ من الوقوع من في الشرِّ والمنكر.

فالرفقة الصالحة هي التي تقود إلى الجنَّة، بشرط التزامها بالشروط:

"وتواصَوا بالحقِّ وتواصَوا بالصبر"، "لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجلٍ واحد، يسبِّحون الله بكرةً وعشيّا"كما وصفهم صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام البخاريّ.

ولذلك تعلَّمها صحابته رضوان الله عليهم، وكانوا دائماً ما يقول أحدهم للآخر: "اجلس بنا نؤمن ساعة" أو "تعالَ نؤمن ساعة" كما روى ذلك الإمامان أحمد والبخاريّ.

فهذه هي الأعمال التي تحقِّق الوصال بالله تعالى والفرار إليه رغَباً ورهَبا، خوفاً وطمعا.
منقول من موقع
اسلام اون لاين
اختكم في الله
نهله







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة