عرض مشاركة واحدة
قديم 25-04-2010, 03:54 PM   رقم المشاركة : 3
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

سوف نجد أنفسنا مع مرور الأيام .. ودون أن نشعر .. نخسر كثيرا وكثيراً جداً

لعدم وضوحنا و ( صَرَاحَتْنَا ) مع الآخرين

وبالذات أولئك الذين أحبونا بصدق

وفتحوا لنا أبواب قلوبهم بعفوية ومنحونا كل ثقتهم الغالية .. التي نعتز بها

ونحاول جاهدين ان نحافظ عليها

ولكننا رغم ممارستنا لهذا الغموض وعدم ( الصَّرَاحَة ) مع الطرف الآخر

وما تسببه لنا من اشكاليات متعبة لنا ولغيرنا ممن يتعاملون معنا من قريب أو بعيد

رغم ذلك كله ما زلنا مع الأسف غير قادرين على فهم هذه المعادلة البسيطة

والتي تعني ان الغموض وعدم ( الصَّراحَة ) منذ البداية

يعنيان الراحة النفسية وبناء جسُور الثّقَة ودَيمُومَة العِلاقَات الشَّخصيَّة والعاطفية

والزواجية ليس مع أعز الناس وحسب ولكن حتى مع الآخرين

وفي ظل هذا الاكتشاف المفاجئ والمتأخر جداً لهذا الغموض والاخفاء للطرف الآخر

يحدث العتاب والخصام البعد والجفاء وقد يمتد إلى القطيعة التامة لا سمح الله

ولِمَ كل ذلك؟

لأننا منذ البداية لسنا ( صَرِيحِين ) مع أنفسنا أولاً وبما يكفي

وليس لدينا الجرأة الكافية لنكون كتاباً مفتوحاً وواضحاً

على الأقل للحد الأدنى لـ ( الصَّرَاحَة ) التي تكفي لأن تزيح الطرف الآخر منا

وتزيد ثقته بنا أو على الأقل يعذرنا فيما لو حدث شيء ما منه تجاهنا أو بسببه؟

ولا أجد في نفسي منآى عن هذا الغموض أحياناً

إلا أنني أحاول ان أجد من يتفهم سبب هذا الغموض

أوتلك الأسرار أوالخصوصيات ان صح التعبير ويقدرها كي يساعدني في التخلص منها

وإن لم تكن بالقدر المزعج!

ولكن الإنسان يجني كثيراً حينما يكون واضحاً مع نفسه أولاً .. ثم مع الآخرين

قد يخسر الآخرين في البداية ولكنه سوف يكسبهم فيما بعد لو كان صادقاً

ومقتنعاً بما يقول!!

وقد يواجه العقبات في سبيل هذه(الصَّرَاحَة)وقد تسبب له المشاكل وهذا مؤسِف جداً

نعم !

من المؤسف حقاً ان تصبح (الصَّرَاحَة) و (قَاحَة) كما جاءَ فِي عنوان موضوعكِ

لدى البعض للدرجة التي نعاتب عليها ونحاسب عليها أيضاً

وفي الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فيه للوضوح في الرؤية والتصور؟

نعم من المؤسف جداً

أن نحاسب على هذا الوضوح وكأننا ارتكبنا خطأ في حق الآخرين هؤلاء الآخرون

الذين لم يكونوا يوماً ما ( صَرِيحِيْن ) أو واضحين معنا بقدر ما كانت علاقتنا بهم

هي الغموض نفسه والتناقض بشتَّى صوره وأشكاله

من المؤسف حقاً في عصر نبحثُ فيهِ عن القِيَم المثالية السَّامية ان نكون مذنبين

ونعاقب على افعال وأقوال ارتكبها غيرنا ومن القسوة بمكان ان نكون نحن الخصم

والحكم في آنٍ واحد؟

رُبَّمَا تعتقدِ أنني ابالغ فيما أقوله أستاذه ( مَجدُولِيْن ) ولكن بنظرة فاحصة متأنية

ومن خلال تجارب عديدة في مواقع مختلفة وربما أنتِ احداها

سوف تكتشفي بنفسكِ هذه الأقنعة الزائفة التي يرتديها من يريدوننا ان نعتقد ونصدق

بأنهم ملائكة الرحمة؟

صحيح ان الإنسان احياناً قد يستخدم الغموض ولا يَصدُق للدرجة

التي ترضي الطرف الآخر ولكن قد يكون مَرَد ذلك مصلحة عامة

أو خوفاً على مشاعر الطرف الآخر نفسه أو أنه قطع على نفسه عهداً أو وعداً

بألاّ يتحدث في هذا الموضوع مع شخص آخر رغم علمه ان هذا الشخص الآخر

الذي يخفي عنه حقائق معينة يعلم أو يشك في معرفته لها وينتظر منه اجابة شافية

وهنا نعيش صراعاً آخر !

لا يعلم معاناته بداخلنا سوى الله سبحانه وتعالى لأننا نريد ان نكون واضحين

و ( صَرِيحِيْن ) ومع ذلك فقد التزمنا بعهود لابد أن نتقيَّد بها

وأن وجدنا أنفسنا في لحظات ما ضُعفاء للدرجة التي تجبرنا على ان نكون (صُرحَاء)

وليكن ما يكن فهل يكفي هذا لنكون موضع ثقة؟

أحياناً قد تنزعجِ كثيراً لدرجة التعب حينما تحاولي جاهدة ان تعيدي ثقة الآخرين بك

وليس آي آخرين ؟

فلا تستطيعي ذلك لأنهم لا يعطونكِ الفرصة لشرح وجهة نظركِ

تحاولي البحث عنهم فلا تجدي منهم إلا هَجراً أو صدُوداً مما يشعركِ بالذنب أحياناً

انكِ ( صَارَحتِيهم )

وهنا قد تتساءلي هل كان من الواجب ( مُصَارَحَتهُم )؟

وماذا جنيت من ( المُصَارَحَة )؟

ام انه كان من الأفضل السكوت؟

ولكن إلى متى وأنتِ تشعري بالطرف الآخر ينتظر ان تقولي شيئاً ما له في كل وقت

حتى دون ان يطلب منكِ ذلك؟

هذا طبعاً ما نجنيهِ من عدم الوضوح و ( الصّرَاحة ) على الصعيد الشخصي والعاطفي

حيثُ الخسارة والفَقد والمشاكل وسُوء الظَّن وغير ذلك!

أمَّا على الصعيد الوظيفي والمهني او العملي فيكاد هذا الغموض يكون متأصلاً فينا

وكأنه مرض مزمن .. قد إستَشرَى في أجسامنا ويصعب استِئصَالُه!

أنظرِي وإن شِئتِي إلى هذا الموظف المؤتمن على حقوق الناس وتأديته واجباتهم

والبت في أمورهم؟

تأتي إليه في معاملة واضحة مكتملة مستوفية كل الشروط فيظل يماطل فيها ويركنها

وكل يوم يقول لكِ عُودِي غداً أو بعد غد وهكذا حتَّى تطفشِي فَيَرتَفِعُ ظَغطُكِ

وتكرهي نفسكِ والعياذ بالله علماً انها أي المعاملة لا تتطلب منه سوى دقائق معدودة

أوسُويعات ينظر إليها ويبت فيها ويرسلها لتأخذ مجراها ولكنه لا يفعل ذلك ومن يراه

يعتقد أنه مشغول جداً وليس لديه الوقت الكافي لِحَك شعره بينما العكس هو الصحيح

وأنتِ كصاحبة الحق أو المعاملة تسأليه ماذا تريد أن أوفّره لك؟

فيقول لا شيء .. كل شيء منتهٍ والموضوع عادي ولا يقول لكِ بوضوح عمَّا يُريد

وأنتِ كإنسانة محتاجة جداً ومتضايقة للتأخير .. قد تفكري في كل شيء سيِّئ؟

وقد تقولي في نفسكِ .. أكيد هو يريد شيئاً ..

ولا يريد ان يقوله لي ( صَرَاحَة ) إلى آخره

إن الأنظمة واللوائح حينما وُضِعَت .. فهي لمساعدة الناس وليس للتضييق عليهم

أو التعقيد !

وسوف تكون هذه اللوائح جميلة جداً لو طُبِّقَت مع الجميع وليس مع البعض ..

وهنا المشكلة الأخرى التي بحاجة لجلسات ومناقشات ..إننا نتمنى ان نرى السعودة

في كل مكان وفي كل دائرة حكومية

ولكن ان يكون المواطن هو عقبة المواطن نفسه في استقباله السيئ وتعامله الجاف

وعدم تفهمه لمطالبه وتقديره لظروفه الخاصة هنا من حقنا ان نضع ..

أكثر من علامة استفهام؟

طبعاً الأمثلة كثيرة جداً.. التي تدل على ما يشكله الغموض في حياتنا وكيف يمكن

ان يؤثر فينا بشكل سلبي .. ولكن ما نريد ان نقوله لمن أخطأنا في حقهم

لمن لم نكن ( صَرِيحِيْن ) معهم بشكل كافٍ من البداية لمن لم نوضِّح لهم كل الأمور

كما هي من أول مرة

نريد ان نقول لهؤلاء .. بأننا نعتذر لهم ..صحيح ان الإعتذار قد يأتي متأخراً أحياناً!!

ولكن ماذا يمكن ان نقول أو نفعل سوى اننا عرفنا قيمتهم الحقيقية؟

وماذا يمكن ان نفعل سوى ان يكون هذا الإعتذار مقدِّمة لتصحيح الخطأ ووعداً بعدم

حدوثه مرة أخرى بإذن الله؟

إنها رسالة مفتوحة لي ولكِ أستاذه (مجدلِيْن) كي يكون الوضوح و (الصَّرَاحَة)

هما هدفنا !!

إنها دعوة .. لأن نفصح عن مشاعرنا وأحاسيسنا وعواطفنا بـ ( صَرَاحَة ) ..

وبأسلوب راقٍ يَنِم عن الصدق الذي بداخلنا ولو بشيء من الوضوح و( الصَّرَاحَة )!

إنها دعوة لأن يسُود الوضوح و(الصَّراحَة) جميع تعاملاتنا في أعمالنا وسلوكياتنا

بحيث ينعكس على حُسْن وزيادة وفعالية إنتاجيتنا على المستوى البعيد..

فهل تنكري ذلك؟

دعوة لأن نأخذ بالوضوح بحيثياته وتفاصيله وإيجابياته .. وليسَ بقشُوره وكِلمَاته ..

ومعناه السطحي؟

فالحياة لكي نسعد بها .. لكي نعيشها ونستمتع بها ..

بحاجة لأن نكون ( صَرِيحِين ) مع أنفسنا .. ومع غيرنا وواضحين في كل ما نريده

ونطلبه من الآخرين..فلا يكفي ان نقول للطفل هذا عيب فقط وانما ان نشرح له ..

أسباب هذا المنع بأسلوب سهل وبسيط .. وهذا هو الوضوح للطرفين ..

حتى في الخلافات الزواجية ..

فنحن بحاجة ان نكون واضحين في مشاعرنا .. وفي أسلوب التعبير عنها ..

ولا ينبغي ان نكون متناقضين بشكل واضح .. ثم ما قيمة المشاعر الجميلة ..

والأحاسيس النبيلة..والعواطف الجياشة..ان لم يُعبَّر عنها بوضوح و ( صَرَاحَة )؟

ما قيمتها حينما تظل في القلوب لا يحسُّ بها سوى صاحبها؟

بل وما قيمتها ان لم يتلقَّاها الطرف الآخر بوضوح أكثر .. لِتَصِلُ تلك المشاعر ..

إلى نقطة تشعر فيها انها توحَّدت مع بعضها .. وإنها توأم واحد؟

تلك المشاعر الواضحة الحلوة هي السِّهام الجميلة التي نَوِد ان نتلقاها برحابة صدر

لأننا نعرف كيف نستقبلها .. وإلى أين نوجهها .. ولذلك لا نخشاها!!

وذلك الوضوح هو الإسم الثاني لكِ .. الذي أتمنى ان يكون مرتبطاً بكِ ولصيقاً بكِ

كي لا أشعر بتردد وخجل من البوح لكِ بكل ما أريد ووقت ما أريد لأنكِ بإختصار

صفحة بيضاء تعبِّر عن الوضوح و( الصَّرَاحَة ) كما عهدتكِ؟

نحن بالفعل لا نطالب بالكثير من الغير..بل بشيء من الوضوح و ( الصَّرَاحَة )

ولا ان نشعُر بالإستغفال من قِبل أولئك ..

الذين يعتقدون اننا كذلك مهما كانت مواقعهم الوظيفية أو الاجتماعية ..

نريد بحق ان نعرف بوضوح مالنا وما لنا بالتحديد..كي نقوم به على أكمل وجه..